عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خبير تعليمي يرفض مقترح بعودة الضرب بالعصا في المدارس.. ويؤكد لـ تحيا مصر: انتهاكا لأدمية الطفل

الدكتور عاصم حجازي
الدكتور عاصم حجازي

علق الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، على وجود اقتراح بعودة الضرب بـ "العصا" داخل المدارس من أجل استعادة دور المدرسة وهيبة المعلم، موضحا  أن العقاب البدني من أخطر أنواع العقاب وأكثرها ضررا بالنسبة للطفل لأنه يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية ومنها على سبيل المثال:

- الامتناع المؤقت عن فعل السلوك ولكنه لا يقتلعه من جذوره لأنه ليس قائما على الإقتناع ولكن على الخوف فإذا زال الخوف عاد السلوك كما كان.

-مع تكرار العقاب البدني يتكيف الطفل مع هذا النوع من العقاب وبمرور الوقت يفقد هذا المثير أهميته ويعتمد الطفل على سلوك اللامبالاة وعدم الاكتراث بل وأحيانا إلى المباهاة بتحمل العقاب.

-يعود العقاب البدني الطفل على الخوف وهو من أكثر معيقات الإبداع والابتكار.

-يتعود الطفل على أن القسوة والتعامل بالعنف وإلحاق الضرر المادي بالآخرين هو أسلوب مقبول من أساليب الحصول على الحق أو توجيه النصح أو التعامل مع الآخرين، وبالتالي فإن اللجوء للعقاب البدني يؤسس للعنف كأسلوب حياة.

-العقاب البدني للأطفال خاصة في المراحل المبكرة من عمر الطفل قد يصيبه ببعض المشاكل الأخرى كالتبول اللاإرادي فضلا عن عدم إمكانية ضبط هذا السلوك وما يمكن أن ينتج عنه من عاهات مستديمة أو حالات وفاة وقد حدث ذلك بالفعل في حالات سابقة شهدتها أروقة المحاكم.

-العقاب البدني يمثل انتهاكا لأدمية الطفل  ويمثل إلى جانب ذلك ضعفا في قدرات المعلم وإمكانياته ودليلا دامغا على عدم صلاحية هذا المعلم للقيام بتعليم الطلاب لأنه لا يمتلك من المعرفة التربوية والخبرة والمهارات التربوية ما يمكنه من جذب اهتمام الطلاب وحل مشاكلهم التعليمية ومساعدتهم على التعلم ويلجأ إلى الضرب كوسيلة لحمل الطلاب على فعل ذلك بأنفسهم لأنه لا يستطيع أن يساعدهم فيه.

-كما أن العقاب البدني يجعل الطالب يتحول انتباهه من موضوع العقاب إلى شخص من يقوم بمعاقبته وبذلك نفقد الهدف الأساسي من عملية العقاب.

خبير تعليمي: العقاب البدني من أخطر أنواع العقاب وأكثرها ضررا بالنسبة للطفل 

وأكد حجازي، أن الأثار النفسية للعقاب البدني أكثر خطورة والتي تمتد من فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على استخدام المفاتيح الأساسية للتعلم والابتكار والمتمثلة في طرح الأسئلة بحرية ونقد الأفكار والجرأة في مناقشة ما يطرحه المعلم والسعي للاكتشاف وغيرها حيث إن الخوف يمنع الالب من ممارسة مثل هذه السلوكيات التربوية، وتصل الأثار النفسية إلى أبعد من ذلك حيث الميل للعدوان والسلبية وعدم القدرة على حل المشكلات وانخفاض الدافعية للتعلم وعدم الشعور بمتعة التعلم حيث إن التعلم يرتبط ارتباطا شرطيا مع العقاب البدني الذي يتعرض له الطالب فتنشأ حالة من النفور وعدم الرغبة في التعلم, وغير ذلك الكثير والكثير من الأثار الناتجة عن مثل هذا السلوك غير التربوي.

خبير تعليمي يرفض مقترح بعودة الضرب بالعصا في المدارس

وتابع: لا يعني ما سبق أن نترك الأطفال بلا عقاب ولكن هناك من الأساليب التربوية ما يغني عن استخدام العقاب البدني  كالانطفاء وتجاهل السلوك السلبي  وتعزيز السلوك الحسن وإشراك الطفل في الأنشطة والتصحيح الزائد وجعل الطالب يقوم بأنشطة مضادة تماما للسلوك السلبي الذي يقوم به واستثارة ميول واهتمامات الطلاب وجعل التعلم عملية ممتعة ومرتبطة بحياة الطلاب وواقعهم واهتماماتهم , والعقاب بالحرمان من ممارسة الأنشطة المحببة والحرمان من بعض الامتيازات وغير ذلك كثير من الأساليب التربوية النافعة والتي يجب أن يتعلمها كل من يعمل بمهنة التدريس.

تابع موقع تحيا مصر علي