رعب درنة.. ناجي من إعصار ليبيا يروي لـ تحيا مصر تفاصيل صادمة
ADVERTISEMENT
كنا بنادي على أي حد ومحدش سامع.. بهذه الكلمات بدأ رشاد من قرية الشريف مركز ببا بمحافظة بني سويف وأحد الناجين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية، يروي الأهوال ولحظات الرعب التي عاشها خلال الإعصار.
تحذيرات السلطات الليبية قبل إعصار درنة
وروي أحد الناجين من إعصار مدينة درنة لموقع "تحيا مصر"، أن السطات حذرت في منتصف نهار اليوم الذي وقع فيه الإعصار، من الخروج وفرضت حظر تجول، وطلبت منهم شراء الطعام سريعا قبل أن يشتد الإعصار، وفي ذلك الوقت بدأت رياح قوية أشتدت في الساعات الأولى من الليل، ودخل الناس إلى منازلهم قبل أن يستمعوا إلى أصوات مخيفة من قوة الرياح.
وأضاف رشاد أحد الناجيين من أعصار درنة، في منتصف الليل فوجئنا بأن باب المنزل قد كسر والمياه تدخل عليهم مندفعة، قبل أن يوقظوا الباقية ويتسلقون إلى أعلى المنزل دون إكتراث للكهرباء أو أي مخاطر أخرى، وبعدما أعتلوا المنزل وجدوا أسرة تستغيث في المنزل المجاور لهم فتمكنوا من إنقاذها، ولجأوا إلى مكان مرتفع على هضبة وتجنبوا السير أمام المياه المندفعة.
أحد الناجين يروي لحظات الرعب في درنة
وتابع أنهم توجهوا هو ومن معه إلى "الحوش" وهو مكان واسع به عدة غرف ومنازل يحيطها سور من الخارج، بحثا عن عن أقاربهم ، وظلوا ينادوا "يا فلان يا علان" ولكن لم يستجب أحد حيث وجدوا كل غرفة بها شخصين وبها ثلاثة في عداد الموتى ولم ينجى سوى 3 أشخاص من بين الـ75 شخص، مشيرا إلى أن عشرات الجثث كانت عائمة من حولهم في المياه، والسيارات تسير وتعطي إشارات كأن أحد يقودها.
وأشار إلى أن الـ75 شخص الذين توفوا من قرية الشريف كلهم تجمعهم صلة قرابة قوية فمعظم المتوفيين أشقاء وابناء عم، وكلهم من عائلة واحدة، وكانوا يشيلون المتوفين دون أن يعلموا من ابن من من كثرة أعداد الضحايا، وكانوا يغسلون الوجود من الطين حتى يتمكنوا من التعرف عليه.
رشاد: عشرات الجثث كانت عائمة في درنة
وأكمل أنه مع بذوغ النهار أخذت مياه السيل الآتيه من أعلى الجبل في العودة إلى البحر لتجرف معها كل ما يقابها من سيارات وجثث ومنازل، ومع الساعة العاشرة صباحا أخذوا في فتح الطرق وإزالة العوائق من أجل دخول السيارات لنقل الجثامين إلى المستشفيات لكنه طلب توصيله بالجيش المصري لأن الاتصالات والإنترنت قطعوا وتمكن من خلال بث مباشر من عمل إستغاثة للجيش المصري.
وأكمل أنه بالفعل تمكن من الوصول بالجيش المصري الذي ساعدهم في نقل الجثث بالسيارات ولكن الطرق كانت مقطوعة بسبب الإعصار، إلى أن تمكنوا من توزيع الضحايا في سيارات صغيرة إلى أن وصلوا إلى مستشفى طبرق العام، ومن هناك ساعدهم أهل طبرق وجلبوا لهم الأكفنه وساعدوهم في نقل الجثامين، وبعدها تم نقل الضحايا إلى مطار طبرق الذي نقلهم إلى مصر إلى أن وصلوا إلى قرية الشريف.
وناشد المسؤولين بضرورة النظر بعين الرأفة إلى أسر المفقودين والمصابين والعائدين الذين فقدوا كل ما يمتلكون في الإعصار وعادوا حفاة الأقدام، وتسهيل الإجراءات لعودة الضحايا الذين مازالوا في الأراضي الليبية أو على الحدود.