النائب حسانين توفيق يكتب: المدارس اليابانية في الميزان
ADVERTISEMENT
فى رأيي أن ال 5 سنوات الماضية كافية جدا لتقييم تجربة المدارس اليابانية في مصر بما لها وما عليها، وتحديد الخطر الذى يهدد التجربة والمستقبل الذى تتجه إليه، وبداية فإن السمة المميزة التي يعرفها العالم كله عن المدارس اليابانية أنها مؤسسة لبناء شخصية قيادية يعتمد عليها وتستطيع أن ان تتخذ قراراتها بنفسها وتتحمل المسؤولية بشكل كامل، وهذا هو المفهوم الذي كان يجب أن يصل إلى أولياء الأمور قبل إلحاق أبنائهم في المدارس اليابانية، فلم يكن المنتظر نظام تعليمي مختلف أو مناهج أجنبية، وإنما فقط نظام حياة يدعم هدف بناء شخصية طفل منظم وقيادي وقادر على التصرف.
في تقديري أن التفاعلات التي جرت بين إدارة المدارس وأولياء الأمور نتج عنه ما يمكن تسميته بتمصير لتجربة المدارس اليابانية، ولذلك فإن مسمى المدارس المصرية اليابانية هو مسمى دقيق جدا، ومعبر عن حقيقة الوضع في هذه المدارس بعد أن استجابت إدارة المدارس لعدد من مطالب أولياء الأمور وأدخلت من عندها بعض الإضافات على النظام المتبع في المدارس كما يراه العالم في اليابان، وبشكل عام فإن ما جرى كان مقبولا ولم يطمس هوية المدرسة وهذا هو المهم.
هذه الهوية التي تحتفظ بها المدارس اليابانية تتلخص في نظام اليوم الكامل والمعايشة الحياتية التي تجرى بين الطلاب أثناء تناول الطعام واتباعهم للتعليمات والنظام العام، والمناقشات اليومية مع الاخصائي النفسي، والنظام الخاص بالطابور المدرسي، وإتاحة الفرصة للطلاب لتولي مهام قيادية يوميا بشكل دوري، أيضا الاهتمام بالأنشطة الرياضية بالإضافة إلى نظام التوكاتسو التعليمي بما يتضمنه من أنشطة متعددة واعتماد بشكل أوسع على المصادر التكنولوجية المتنوعة، وبشهادة الجميع كانت تجربة المدارس اليابانية أثناء جائحة كورونا أكثر من رائعة.
أما التحديات التي ستواجه التجربة مستقبلا هو أن تتقلص كل هذه المساحات السابقة لصالح الحصص التعليمية في السنوات الدراسية التي يدرس بها الطلاب عدد كبير من المواد الدراسية، وهذا تحدي ينبغي التخطيط لمواجهته، باختصار ستتحول المدارس اليابانية إلى نسخة أخرى من المدارس التجريبية أغلى سعرا وأقل كثافة إذا فقدت السمات الخاصة بهويتها.
في كل الأحوال التجربة مبشرة جدا ووجود نماذج مختلفة ومتنوعة من المدارس في مصر يثري التجربة التعليمية التي نتمناها دائما في أفضل حال.