خاص|من حلبة السياسة إلى الاقتصاد.. هل تنجح بريكس فى خلق عالم متعدد الأقطاب؟
ADVERTISEMENT
تستضيف جنوب إفريقيا أعمال القمة الـ 15 لدول تكتل بريكس، وشارك في هذه القمة رؤساء دول وحكومات عدة إلى جانب مشاركة أعضاء التكتل الاقتصادي، وذلك بحضور رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والزعيم الصيني شي جين بينج، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ومن الجانب الروسي حضر وزير الخارجية سيرجي لافروف. بينما شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، لتجنب وقوع صدام مع جنوب إفريقيا بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق سيد الكرملين بسبب الحرب الأوكرانية واتهام القوات الروسية بنقل الأطفال الأوكرانين قسراً إلى روسيا، و جنوب إفريقيا ضمن الدول الأعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية مما يعطي لها الحق باعتقال بوتين وهو ما ترفضه جنوب إفريقيا
تحيا مصر
بريكس مقابل الدولار
وقبل انطلاق القمة قدمت نحو 22 دولة بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس، ومن الدول التي طلبت الانضمام إلى "بريكس" رسميا، هي الإمارات ومصر والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند وفنزويلا وفيتنام.
وتسعى دول الانضمام إلى التكتل الاقتصادي لتحقيق لعدد من الأهداف لعل أبرزها وجود تحالف اقتصادي عادل لمواجهة عدم الدعم العادل التى تقدمها المؤسسات المالية الدولية لبعض الدول مقارنة بالدعم الفاحش والمبالغ فى بعض الأحيان لدولة لا تحتاج إلى هذا الكم من التمويل ولعل أبرز مثال على ذلك أوكرانيا إذ تفيد بيانات معهد "كيل" للاقتصاد العالمي وبنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي بأنه منذ التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 وحتى 15 يناير 2023، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 78 مليار دولار تبرعات لكييف، بينها 46 مليار دولار مساعدات عسكرية، في حين منحت مؤسسات الاتحاد الأوروبي أكثر من 37 مليار دولار لأوكرانيا، وقدمت بلدان الاتحاد الأوروبي مجتمعة نحو 40 مليار دولار
منظومة مالية دولية غير عادلة
وقدم صندوق النقد الدولي نحو 5 مليارات دولار لأوكرانيا منذ الغزو الروسي، وفي أبريل 2023 وافق على حزمة تمويل جديدة مدتها 4 سنوات بقيمة 15.6 مليار دولار، وهي المرة الأولى التي يمنح فيها الصندوق قرضا لدولة في حالة حرب.
فى مقابل ذلك، بلغ إجمالي قروض الصندوق المقدمة لكل من مصر والمغرب وتونس والعراق والأردن واليمن وموريتانيا خلال السنوات العشر الماضية نحو 54.39 مليار دولار.
إلى جانب عدم الدعم العادل من قبل المنظمات المالية الدولية، فإنها تفرض أيضاً شروط موجعة في حال تقدمت بعض الدول للحصول على قروض مثل رفع الدعم عن المواد الأساسية، وخصخصة الشركات الحكومية، وإقرار زيادات ضريبية، وضبط الأجور وخفض التشغيل في القطاع العام وتعويم العملة المحلية، ولا تنجح هذه الوصفات غالبا في إنقاذ تلك البلدان، وسبق أن عبر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن هذا الوضع المالي العالمي غير متوازن قائلاً: "لم ينجح صندوق النقد إلا في تدمير البلدان".
ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي فإن حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس، بناء على تعادل القوة الشرائية يبلغ 44.1 تريليون دولار، في حين يبلغ حجم اقتصادات دول مجموعة السبع الكبرى 40.7 تريليونا، و تسهم دول المجموعة بنحو 23% من الاقتصاد العالمي كما تشكل المجموعة نحو 18% من تجارة السلع العالمية، و25% من الاستثمار الأجنبي كما تنتج دول المجموعة نحو 30% مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات إلى جانب تتحكم مجموعة بريكس في 50% من احتياطي الذهب والعملات.
رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: احتمال ضعيف لانضمام مصر للبريكس
وبالحديث عن مجموعة بريكس وعن احتمال انضمام مصر إلى مجموعة بريكس يقول د. رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" :" احتمال ضعيف أن تنضم مصر إلى التكتل الإقتصادي، مشير إلى أن تشكل دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم"."
وأضاف الخبير الاقتصادي أن:" فى حال تحقق ذلك وانضمت إلى المجموعة الاقتصادية سيكون له فوائد ومميزات إيجابية على الاقتصاد المصري، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالتبادل التجاري أو توفيرالدولار".مشيراً إلى إمكانية استفادة مصر من بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس فى مشاريع التمويل كبديل عن المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
كما أشار الخبير الاقتصادي إلى احتمال انضمام دول مثل السعودية لأمارات وإيران إلى التكتل الاقتصادي الذي تقوده روسيا وذلك بسبب قوة اقتصاد هذه الدول.
خبيرة اقتصادية: بريكس يسعى إلى كسر هيمنة الدولار وخلق عالم متعدد الأقطاب
وحول امكانية كسر هيمنة الدولار في العالم تقول سهر الدماطي الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر السابق فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" :"هناك اقتصادات كبري مثل الصين التي تعد ثاني اقتصادي فى العالم والهند خامس أكبر قوى اقتصادية فى العالم... واحتمال حدوث ذلك فهو ممكن"، مشيرة فى ذات الوقت إلى أن:" ذلك لن يحدث بشكل سريع.. فالدولار هو يمثل الاحتياط العالمي والمعاملات المالية فى العالم أجمع تتم عن طريق الدولار.. لكن بشكل عام التكتل الاقتصادي بريكس يسعي إلى كسر هذه الهيمنة وخلق عالم من قطبين القطب الأول الدولار والثاني هو بريكس".