عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قرارات منفردة واجتماعات على «البلاج».. قادة التيار الليبرالي يواصلون إثارة الجدل وتفجير الخلافات

تحيا مصر

تخبط واضح وغياب للرؤية واندفاع غير محسوب بفكرة «المجلس الرئاسي»

اجتماعات مطولة تسفر عن «اللاشئ» سعيا للمكاسب السياسية الضيقة

صراعات داخلية تشمل هجوم على شركاء الوطن وانسحابات بالجملة
 


تخبط، وغياب للرؤية، وعدم اتفاق، واجتماعات لاتليق بمناقشة أبسط بديهيات المشهد السياسي والحزبي في البلاد، هي حصيلة الجهود المثيرة للجدل والريبة لقيادات مايعرف بـ"التيار الليبرالي الحر" خلال الساعات الماضية، والتي فجرت الخلافات الداخلية وتسببت في بدء موجة انسحابات من داخل التيار.

يرصد موقع تحيا مصر في تقريره التالي، أبرز وأحدث التطورات المتعلقة بـ"اجتماع البلاج"، الذي أعلن عدد من قادة التيار الليبرالي عقده بهدف مناقشة "تشكيل فريق رئاسي"، وأدى إلى حالة من الاستياء الواسعة في صفوف عدد من رموز وقادة الأحزاب والتكتلات والتيارات السياسية، بما فيها قادة أحزاب منتمية للتيار الليبرالي الحر.

قرارات فردية تظهر تخبط وتسلط واضح

اتخذ عدد محدود من أعضاء التيار الليبرالي الحر، قرارا منفردا، بالانعزال عن باقي أعضاء التيار، والذهاب للدخول في اجتماع عشوائي دون إعلان كافي عنه لباقي أعضاء التيار، ومناقشة أمور تخص الدفع بأكثر من مرشح رئاسي أو الاتفاق على إسم بعينه، الأمر الذي باء بالفشل المعتاد، حيث حضرت تلك الأسماء، ومضت الساعات من النقاش بأحد الأماكن الساحلية، دون الاتفاق على أمر يعلي من مصلحة الوطن، أو يضيف للمشهد السياسي، أو يعود بالنفع على المواطن.

الخلافات تفجرت بين قادة التيار الليبرالي الحر، حيث سارع عدد كبير من القامات السياسية التي لها إسمها ووزنها في المشهد السياسي، للتبرأ من الاجتماع، وإبداء الاستغراب التام من القيام بمثل تلك الاجتماعات، دون إخطار مسبق لباقي أعضاء التيار الليبرالي، وأيضا انتقاد غياب الرؤية والنية الحسنة التي لو توافرت لبات التيار أمام مجموعة من القرارات التي من شأنها تشكيل إضافة للسياق والمشهد الحزبي والسياسي والتنافسي خلال الفترة المقبلة.

الأمر فسره بشكل كامل، علاء عبد النبي، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذي قال إن مبادرة تشكيل فريق رئاسي من الحركة المدنية، التي أعلن عنها أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، لم يتم الإعلان عن تفاصيلها بعد من جانب صاحب المبادرة، مشيرًا إلى أن معظم أحزاب الحركة لا تعلم عنها شيء.

ليواصل الكشف عن أن حزبه علم بالمبادرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم الاتفاق على المبادرة على "البلاج"، دون الرجوع لبقية الأحزاب أعضاء الحركة، كاشفا عن أنه ليس شرطًا أن يكون هناك مرشحا واحدا للحركة المدنية، في ظل وجود نوايا لدى عدد من القيادات للترشح.

ضجيج بلا طحن وغياب واضح لحسن النية

المراقب جيدا لكافة تحركات قادة التيار الليبرالي على مدار الفترة الماضية، لن يجد إلا كل ما هو باعث على غياب التوافق، والتعمد المستغرب لإعلاء الشأن الخاص على العام، ومحاولة الاستعانة بالأسماء التي لها خبرات طويلة في كيفية إثارة البلبلة ومعاداة باقي التيارات السياسية الأخرى، وإثارة الشقاق والانفراد بالقرارات، الأمر الذي بات مكشوفا تماما للرأي العام ورجل الشارع العادي.

الأزمات تلو الأخرى، يقع فيها قادة التيار الليبرالي الحر، وهو ما ياتي تأكيدا عليه، ما دفع به تامر سحاب، رئيس حزب مصر الحرية، الذي قال إن التوافق على تشكيل فريق رئاسي للحركة المدنية خلال الفترة الأخيرة يأتي بلا شك في ضوء ضبط الخلافات التي كانت قائمة بين الأحزاب المكونة للحركة على مدار الفترة الماضية.

اندفاع غير محسوب وتشاؤم تام حيال أي توافق 

عملية الاندفاع نحو اتخاذ القرارات الفردية المتعالية، استدعى تعليق من محمد سامي، الرئيس الشرفي لحزب الكرامة، على مبادرة المهندس أكمل قرطام لتشكيل فريق رئاسي من الحركة المدنية الديموقراطية للدفع بمرشح رئاسي في الانتخابات، حيث قال إن المبادرة تحتاج إلى دراسة، لأني أرى أنه من الصعب أن تتوافق الحركة المدنية على مرشح واحد تدفع به في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل وجود رغبة لدى البعض من القيادات بالحركة للترشح.

وبصراحة متناهية قدم سامي حالة انكشاف بخصوص التيار الليبرالي، وغياب الأفق نحو التوافق الداخلي، حينما قال "إذا تم الاتفاق على مرشح واحد للحركة المدنية في الانتخابات الرئاسية، من الجائز أن يكون ذلك ملائما، لكن إذا لم يحدث هذا التوافق، وهو الأمر المتوقع، سوف تتسبب في وجود أكثر من فريق داخل الحركة وبالتالي لن تكون مناسبة.

جاءت التحذيرات المبكرة التي توقعت ألا يتحلى التيار الليبرالي الحر بروح المسؤولية تجاه الوطن، حيث يسعى للمكاسب السياسية دون النظر إلى صالح المواطنين، فلا وجود لأي تجرد أو خطة ورؤية سديدة تظهر نزاهة في التنافس الحزبي، وإنما خلافات وشقاق وتباين واضح في الرؤى، واجتماعات تتم على البلاد في أماكن ساحلية بعيدا عن المواطنين.

الإشارة إلى وجود خلافات قائمة، تدعمها أكثر من واقعة، بداية من الهجوم على الناصريين، مرورا بالاستعانة بهشام قاسم كمتحدث للتيار، بكل مايملكه من تاريخ ومشوار سابق عليه الكثير من علامات الاستفهام، وصولا إلى تهديد الكثير من قيادات التيار اللذين قامت على أكتافهم الانطلاقة الأولية للتيار، الأمر الذي شمل انسحاب رئيس حزب الدستور الأسبق تامر جمعة، مرورا بتامر سحاب، رئيس حزب مصر الحرية، الذي أبدى مندهشا بأنه ليس لديه المعلومات الكافية التي قد يتحدث عنها في مسألة حضور أي من أعضاء الحركة المدنية، بعدما تم إعلانه من صور نشرتها رئيسه حزب الدستور خاصة أن حزب جمد عضويته في الحركة المدنية ويعمل الان في ضوء التيار الليبرالي الحر حيث انه لم يستطيع أن يعبر عن كامل أفكاره داخل الحركة خلال الفترة الماضية.

غياب الرؤية وتفاقم الخلافات الداخلية سريعا

في ظل غياب الرؤية وتفاقم الخلافات الداخلية وتفجر الأزمات داخل التيار الليبرالي الحر، تم اتخاذ قرار مستغرب بتشكيل فريق رئاسي للحركة المدنية خلال الفترة الأخيرة بهدف ضبط الخلافات التي كانت قائمة بين الأحزاب الداخلية، حيث تورط في ذلك أسماء بحجم عبد الجليل مصطفي، عمار علي حسن، يحي حسين، أحمد طنطاوي، محمد بدر، مصطفي كمال الدين حسين، مدحت الزاهد، محمد خليل و محمد موسي و اسلام ابو ليلة و جميلة اسماعيل.

وسط هذا القدر المتتالي من التحديات الكبيرة التي انفجرت في وجه قادة التيار الليبرالي، لم تنجح أي من المحاولات لضبط الخلافات وتحقيق التوافق بين الأحزاب المختلفة، فالخلافات داخل التيار الليبرالي الحر باتت عميقة ومتشعبة، مرتبطة بالأفكار السياسية المتناحرة من جهة بين أعضاء التيار، ومرتبطة في الوقت ذاته بالسعي الأعمى لتحقيق المصالح وتصدر المشهد والبحث عن المكاسب السياسية.

غياب التجرد والرؤية داخل التيار، يأتي عندما يفتقر قياداته، إلى الرؤية السديدة، فيصبح التنافس الحزبي مجرد صراعات وخلافات بين الأفراد دون أن يكون هناك توجه واضح نحو تحقيق التقدم والتطور للبلاد، وقد يؤدي ذلك إلى تعثر التنافسية السياسية المطلوبة وتعطيل اتخاذ القرارات التي من شأنها إحداث تطور ملحوظ في المشهد السياسي كالذي تحققه الدولة المصرية المسؤولة في الحوار الوطني، وتحت قبة مجلس النواب وداخل أروقة مجلس الشيوخ.

تابع موقع تحيا مصر علي