وقفة مع نظام تقييم طالب الثانوية العامة
ADVERTISEMENT
هل نحتاج إعادة نظر لطريقة تقييم طالب الثانوية العامة؟ هذا سؤال قديم جديد ومحاولات الإجابة عليه لا تنتهى، وسبق أن قادتنا محاولات الإجابة عليه إلى تعديل نظام الثانوية العامة أكثر من مرة بسبب سلبيات تظهر فى النظام المعدل عليه وبسبب إرهاق يبدو أنه أضيف إلى كاهل الأسر المصرية، رغم أن الغرض من التعديل كان تخفيف هذا الإرهاق الذى تئن منه الأسر وأبنائهم الطلاب، لكن هذا لا ينفى أن الأزمة لازالت قائمة وأن كل النظم التى تم تطبيقها لتقييم الطلاب فى الثانوية العامة لم تحقق العدالة الكافية لأبنائنا الطلاب التى يترتب بناء عليها تحديد مسارهم الجامعى ومن ثم العملي.
فى اعتقادي أن المشكلة الرئيسية التى منعتنا طوال هذه السنوات من الوصول إلى نظام تقييم أكثر عدالة وأكثر تعبيرا عن مجهود أبنائنا الطلاب هو افتقاد الثقة فى المدرس القائم على العملية التعليمية وهو ما أدى بالتبعية إلى حرمان هذا الشخص من المشاركة فى تقييم تلاميذه بناء على نشاطهم واجتهادهم وغياب ما يسمى بدرجات العملي وبالتالي يصبح مصير الطالب مرهون فقط بورقة الامتحان فى آخر العام دون وجود أى منفذ آخر يستطيع أن يحصل من خلاله على درجات أو تدفعه للاجتهاد طوال العام.
الغريب أن نظام التقييم فى مدارس المتفوقين يتم احتسابه من لحظة التحاق الطالب بالمدرسة فى الصف الأول الثانوي ويتم احتسابه بشكل تراكمي ويدخل فيه المشاريع التي ينفذها الطلاب طوال الـ3 سنوات وأنشطة صيفية يجريها خلال فترة الأجازة وأبحاث يجريها وبالطبع فإن المدرس يشارك فى تقييم هذا النشاط وفى النهاية تأتي الدرجة التى يحصل عليها الطالب معبرة عن مجهوده واجتهاده طوال الـ3 سنوات بشكل أكثر عدالة من تلك التى يحصل عليها طالب الثانوية العامة.
إذن فإن المشكلة تبدأ عند المدرس وتنتهى عنده والاهتمام بإصلاح أحواله وتوفير عوامل الثقة فيه سينتهى بنا إلى الوصول لنظام تقييم أكثر عدالة، بل وإصلاح كافة مشاكل المنظومة فى مصر.