«غياب الدعاية وضعف الترويج».. الفنانون الشباب في مهب النسيان
ADVERTISEMENT
نور النبوي وتارا عماد ومايان السيد يواجهون خطر الانطفاء المبكر
انحسار الانتشار يهدد الوجوه الفنية الشابة ويؤثر على القوى الناعمة
تملك البلاد مجموعة من ألمع الوجوه الفنية الشابة، من أمثال نور النبوي، تارا عماد، مايان السيد وغيرهم، أسماء تنبض بالحيوية، وينتظرهم مستقبل باهر، ولكن يشوبه الغموض والضباب، حيث تساؤلات لاتتوقف من جانب جمهور المشاهدين، حول سبب عدم وجود خطط تسويقية وإعلانية ترويجية واسعة وذكية لتسهيل وصولهم للمواطنين.
يرصد موقع تحيا مصر في تقريره التالي، المخاطر التي تحيط بكنوز القوى الناعمة في مجال الفنون، حيث مخاطر انطفاء تلك النجوم بشكل مبكر، بسبب عدم وجود أي من الجهود الإعلامية الدعائية والترويجية المناسبة التي تلائم التمهيد الذكي لانتشار الفنانين الشباب على الساحة المصرية والعربية.
أسس بناء الشهرة والرواج الفني للمبدعين الشباب
يحتاج الفنانون الشباب إلى وجود قوة دافعة تحسن استغلال موهبتهم، وتضع لهم الأسس السليمة للوصول إلى عقل وقلب المشاهدون، وهو الأمر الغائب تماما عن مجموعة كبرى من الفنانين الشباب، حيث يعتبر التسويق والإعلان جزءًا حاسمًا في بناء الشهرة والنجاح للفنانين الشباب، حيث يساعدان على زيادة الوعي بالمواهب والأعمال الفنية وتحقيق نجاح إبداعي وتجاري.
يغيب عن المشهد بشكل حقيقي، وجود عقول مفكرة في مجال الترويج والتسويق لتمكين تلك الوجوه الفنية الشابة من اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي، والمواد الإعلانية، وحتى حسن انتقائهم للأعمال الفنية، حيث يحتاجون في الأساس إلى غزو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
يعتبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، إنستجرام، سناب شات وغيرها أداة قوية للترويج لأعمالهم وبناء جمهور مستهدف، حيث يحتاج الفنانين الشباب أمثال نور النبوي ومايان السيد ونور النبوي وغيرهم، إلى من يساعدهم على إظهار إبداعاتهم ومشاركاتهم الفنية بمحتوى جذاب ومثير للاهتمام.
الظهور الذكي على الساحة الفنية المصرية والعربية
هناك العديد من القواعد التي تحكم الظهور الذكي على الساحة الفنية المصرية والعربية، وتحديدا بالنسبة للمبدعين الشباب، فهم يحتاجون على الدوام لمن يخبرهم بأهمية أن يكثفوا من تواجدهم في مختلف الفعاليات الفنية والمناسبات المحلية والدولية، حيث يعد حضور هذه الفعاليات فرصة رائعة للتعرض للجمهور المستهدف والتواصل مع المحترفين في صناعة الترفيه.
بالنظر إلى مدى احترافية وعالمية المنصات الفنية الحديثة، التي تحسن استغلال المواهب الشابة، فإننا نرى أفكارا إبداعية خارج الصندوق، حيث يتفاعل الجمهور مع مشاركة الفنانين أعمالهم الفنية، وراء الكواليس، وقصص نجاحهم، والتفاعل مع المعجبين والمتابعين، وهو مايفتقدوه في الداخل المصري، كما أنهم بحاجة أيضا لاستخدام استراتيجيات التسويق المبتكرة للتواصل المباشر مع الجمهور وإشعارهم بالأحداث القادمة والأخبار الحصرية، وهو ما لا يحدث بطبيعة الحال.
تفتقد الوجوه الفنية الشابة في مصر إلى إبراز أعمالهم في الداخل والخارج وإظهار قدراتهم وابتكاراتهم الفنية، فلا ناصح لهم ولا مخطط يشجعهم على بناء شبكة علاقات قوية مع النقاد والمنتجين والمديرين الفنيين والمسؤولين عن التوزيع لزيادة فرص الانتشار والترويج لأعمالهم.
مخاوف من انطفاء النجوم الشابة
بين الفترة والأخرى، يتألق أحد النجوم الشباب ثم يختفي بشكل ملحوظ، فلا خطة للاستمرارية، ولا جهود تسويقية ملموسة ولا ترويج ذكي، ولا حتى لجوء لاستخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية للترويج لأعمالهم، حيث يمكنهم أو القائمين على خططهم الترويجية إصدار بيانات صحفية وإرسالها إلى المجلات والصحف المحلية والعالمية، وهو ما لا يحدث، فعادة ما تحتوي هذه البيانات على معلومات حول الفنان وأعماله وإنجازاته.
ومع تراكم النسيان والفشل الترويجي والدعائي للوجوه الفنية الشابة، تتراكم مخاوف انطفاء الوهج الخاص بهم سريعا، وهو ما طالب به الجمهور الواعي حاليا بأن الوجوه الفنية الشابة تفتقد إلى خطط تسويقية وإعلانية ترويجية واسعة وذكية لزيادة الوعي بأعمالهم وتسهيل وصولها إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور بشكل ذكي وناجح.
التألق اختيار وحيد مطلوب أمام الوجوه الشابة
الفنانون الشباب يمكنهم أن يشكلوا قوى ناعمة حقيقية ويمثلوا تألقهم ونجاحهم فرصة لانتشار الإبداع في عموم المجتمع، حيث يعتبر الفن وسيلة فعالة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والتجارب الشخصية، ويستخدم الفنانون الشباب مواهبهم وإبداعهم لإحداث تأثير إيجابي على المجتمع من خلال أعمالهم الفنية، وبالتالي فإن إهمالهم يؤثر بشكل مباشر على القوى الناعمة للبلاد.
يحتاج الفنانون الشباب إلى الظهور المكثف والذكي، وحسن التعبير عن آرائهم وأفكارهم، حيث يعد هذا النجاح الفني المبكر عامل أساسي يساهم في إثراء المجتمع بآفاق جديدة وأفكار مبتكرة، والعكس بالعكس تماما، حيث يمثل انطفائهم تهديد حقيقي للملكات الإبداعية في المجتمع.
الابتعاد المؤسف عن دائرة التأثير والانتشار
لا يمكن التمادي في الاعتماد على الغياب التام لأي من خطط الترويج والدعاية للوجوه الفنية الشابة، نظرا لأن النجاح في ذلك يساهم بالتبعية في تألق ونجاح الفنانين الشباب وتحفيز المجتمع على الاهتمام بالفن ودعمه، فعندما يحقق الفنان الشاب نجاحًا في مجاله، يصبح قدوة للآخرين ويلهمهم لاكتشاف مواهبهم الخاصة والتعبير عنها، ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الاهتمام بالفن في المجتمع وزيادة الدعم المادي والثقافي للفنانين الشباب.
في حال توافرت خطط الدعاية والترويج الذكية للفنانين الشباب، فإن ذلك يساهم في جذب اهتمام ودعم المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية، مما يوفر لهم فرصًا أكبر للانتشار والترويج لأعمالهم، بما يعزز تألق الفنانين الشباب والتفاعل الثقافي بين أفراد المجتمع من خلال أعمالهم الفنية، والتي مع الأسف لا تجد الاهتمام الدعائي الترويجي الكافي، مما يبعدهم شيئا فشيئا عن دائرة التأثير والانتشار.