توماس روزيسكي.. صديق الجماهير (بروفايل)
ADVERTISEMENT
بعد مباراة إيفرتون الأخيرة في الدوري على ملعب الإمارات، التي فاز بها نادي أرسنال 2-0، انتشر على صفحات الرياضة الأجنبية مقطع قصير في نهاية المباراة لتوماس روزيسكي، يجري فيه اللاعب التشيكي بسرعة من منطقة جزاء الخصم حتى قرابة نصف الملعب، ثم يقوم بـ«تاكلينج» مثالي ليقطع الكرة ويمنع لاعبي إيفرتون من هجمة مرتدة.
«روزيسكي» في الرابعة والثلاثين من عمره، قل عطاؤه ومردوده بفعل الزمن، لم يعد أساسيًا في أرسنال منذ موسمين على الأقل، ولكن لقطات كتلك، وغيرها الكثير، هي ما تجعله «صديق الجماهير»، لاعب المشجعين المُفضَّل، والشخص الوحيد بين القائمة الحالية الذي من الممكن أن يتعاملوا معه باعتباره «رمزًا».
في «بروسيا دورتموند»، حيث لعب منذ عام 2001 حتى 2006، وحقق مع الفريق لقب الدوري الألماني، أسموه «موزرات الصغير»، كان لقبًا غير معتاد بالنسبة للاعبي الكرة أن تشبههم بالموسيقيين، ولكن «روزيسكي» كان مختلفًا، أتى للفريق حين كان في الواحد والعشرين من عمره، بصفقة قياسية بلغت 25 مليون يورو ـ كأغلى لاعب في تاريخ الدوري الألماني حينها- اندمج مع الفريق سريعًا، وفي موسمه الأول صنع 20 هدفًا وأحرز 6، والألمان عرفوه جيدًا.. وأحبوه كثيرًا، أدركوا أن قيمته ليست بدنية.. لا يحرز الكثير من الأهداف ولا يلتحم بقوة على الكرات.. لا يجيد ألعاب الهواء ولا سريعًا بما يكفي للارتداد بين طرفي الملعب، ولكن موهبته الخارقة هي قدرته على تنظيم وسط الملعب، خفته في الحركة بالكرة، صُنع التمريرات المُستحيلة، يلعب بأناقة ويجعل اللعبة سهلة للغاية، «يلمس الكرة كأنه موسيقار» كما قال مُذيع ألماني في إحدى مباريات موسم 2002 مع «دورتموند».. ووقتها أسموه «موزارت الصغير».
أرسين فينجر اعتبره «إضافة مهمة» لمشروع الجيل الصغير لأرسنال الذي بدأه قبل 10 سنوات، كما صرح لـ«ذي جارديان» حينها، اشتراه، وعوَّل عليه كثيرًا لصنع شراكة مع لاعبين صغار من قبيل «فابريجاس» و«فان بيرسي» و«هليب»، والمشروع فشل، ورحل كل لاعبيه بلا استثناء، وحده «توماس روزيسكي» من بقى، ومعه «ثيو والكوت» الذي اشتراه «فينجر» من ساوثهامبتون في نفسِ العام.
ورغم الفشل في التتويج بالدوري، أو بأي بطولة على مدار 8 سنوات، ورغم الإصابات التي غيَّبته عن أوقاتٍ كثيرة من المواسم المُتلاحقة، إلا أن جمهور أرسنال ظل يحتفظ لـ«روزيسكي» تحديدًا بذكرياتٍ جيدة طوال الوقت، هو اللاعب الذي ستطمئن لوجوده في المعلب، وأنه سيقدم كل ما لديه من عطاء، سيجلس بهدوء على دكة البدلاء وستجده دومًا حين تحتاجه، تمامًا كما حدث في الموسم الماضي.. حين أصيب «آرون رامزي».. «مسعود أوزيل».. «ماثيو فلاميني»، فلعب «روزيسكي»، وهو في الثالثة والثلاثين، بعض من أفضل مبارياته مع النادي، وكوفِئ بإحراز «أحد أفضل الأهداف التي سجلناها في تاريخنا» حسب تصريح «فينجر».
وفي نهاية هذا الموسم، فاز «روزيسكي» مع أرسنال ببطولة الكأس، أول بطولة في تاريخه الطويل داخل لندن، قبل أن يجدد تعاقده لعامين، ويعتبره «فينجر» «من أهم رموز النادي الذين لعبوا تحت قيادته»، بدأ هذا الموسم من على مقاعِد البدلاء.. وعند إصابة «آرون رامزي» و«جاك ويلشير» و«مايكل أرتيتا» و«مسعود أوزيل» كان «روزيسكي» حاضرًا، لَعب جيدًا كما كان دائمًا، أحرز هدفًا في مرمى «كوينز بارك رينجرز» وفي مباراة إيفرتون الأخيرة أحرز هدفه الثاني في الموسم والهدف الثاني في اللقاءِ الصعب نفسه.
وما تبقى في الذاكرة، أكثر حتى من الهدف، هو لقطة السبع ثوانٍ في نهاية المباراة، حين جرى بآخر سرعته وأخذ الكرة من لاعبي إيفرتون لمنعهم من الهجمة المرتدة، وأحد المعلقين على موقع «فيس بوك» الاجتماعي –والذي يضع شعار أرسنال كصورة شخصية- قام بالتعليق على الفيديو بأن «روزا ربما سيعتزل قريبًا، ولكنه سيبقى في قلوبنا إلى الأبد، أتمنى أن يُنهي مسيرته في أرسنال ولا نتركه تحت أي ظرف».
اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات