عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هجوم حاد من قادة التيار الليبرالي ضد رموز التيار الناصري.. ومطالبات بتخفيف التناحر والتراشق

تحيا مصر

مجموعة أحزاب تتهم الناصريين بالانفصال عن الواقع وعدم الفعالية 

التيار الليبرالي يطالب بالتخلص من الموروث الناصري لدعم الاقتصاد

احتياج عام لممارسات حزبية واعية ووضوح للأهداف لخدمة المواطن

«اتهامات متبادلة، تراشق بحق التيار الناصري، وتساؤلات منطقية» طرحها عدد من رموز العمل السياسي، بحق قادة الأحزاب الناصرية بالبلاد، وتحديدا من ممثلي الأحزاب الطامحة إلى تنمية الحياة السياسية وإثارة الحراك الديمقراطي باستمرار، حيث دفعوا بضرورة التخلص من الموروث الناصري وسلبياته التي فاضت على الحياة العامة.

يرصد موقع تحيا مصر مجموعة من الأطروحات العقلانية التي طرحها قادة أحزاب مصر الحرية والتيار الليبرالي الحر وحزب الإصلاح والتنمية، حيث تساؤلات بالجملة عن جدوى هجوم الناصريين على أي من التجارب الحزبية الناشئة ومعارضتهم للتطور باستمرار وتمسكهم بقيم اقتصادية عفى عليها الزمن.

تراشق متبادل واتهامات بالجملة في توقيت هام 

تعيش الدولة المصرية حالة من ترسيخ أواصر الديمقراطية وتطوير العمل النيابي والارتقاء بالأداء الحزبي، واستثمار جيد لمخرجات الحوار الوطني، وفي الوسط من ذلك كله، يتبادل قادة الأحزاب الناصرية ومجموعة من قادة التيار الليبرالي الحر الاتهامات والانتقادات وتحميل أية من سلبيات ركود الأحزاب وعدم ممارستها لدورها الحقيقي الفاعل لبعضهما البعض.

العديد من قادة الأحزاب عددوا في تصريحات خاصة لتحيا مصر، أسباب ضعف وركود وخمول التيار الناصري في البلاد، وعدم ممارسة أدواره الفعالة، وتخليه عن مهامه الحزبية إلى درجة لاتفيد المواطن المصري بأي شكل من الأشكال، حيث شن علاء عبد النبي، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية هجوما حادا على الأحزاب الناصرية في مصر خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا على أن أفكارهم الاقتصادية لم تعد تتماشى مع الواقع الحالي وهم يدافعون عنها بكل قوة.

الأمر الذي يمتد أيضا إلى الانشغال بالصراعات الداخلية، فقد يكون التخلي عن المهام الحزبية نتيجة لانشغال التيار الناصري بالصراعات الداخلية والانقسامات الداخلية، فعندما يكون هناك صراعات داخلية مستمرة، فإن الطاقة والموارد تتجه نحو حل هذه الصراعات بدلاً من تحقيق أهداف الحزب وخدمة المواطنين.

الخروج عن السياق الزمني والانفصال عن الواقع 

داهم كل من قادة التيار الليبرالي الحر وقيادات الأحزاب الناصرية، بعضهم البعض باتهامات من نوعية أن رؤيتهم الاقتصادية ليست في محلها خاصة أن أفكارهم لم تعد تتماشى مع الواقع الحالي، وأنه لا يوجد أي تيار ناصري في مصر قادر على تطبيق أفكاره او له وجود على أرض الواقع وكل أنشطة هذه الأحزاب هي زيارة الضريح للرئيس جمال عبد الناصر وهي مسألة لاتتماشى أبدا مع حجم الأدوار المنوطة بالقيادات الحزبية الفاعلة.

قدم الدكتور عماد جاد، المتحدث الرسمي، باسم التيار الليبرالي الحر، استعراضا دقيقا لعيوب ونواقص التيار الناصري، ليبادله ممثلو الأخير باتهمات مماثلة، حينما قال إن فكر التيار الناصري يستند إلى رأسمالية الدولة، والقطاع العام، وهذا اختفى من العالم كله، كما أن الدولة خلال فترة من الفترات كانت تتبنى فكرة اقتصاد السوق مع العدالة الاجتماعية، بالذات المرحلة الأخيرة من فترة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ومنذ عام 2013 بدأت المسألة في دخول الدولة كمنافس للقطاع الخاص، وعدم العمل وفق قواعد اتصاد السوق من محاسبة وشفافية ودراسة جدوى، مشيرًا إلى أن ذلك أحذت مشكلة كبيرة.

ليدفع ممثلو التيار الناصري، بأن أعضاء التيار الليبرالي الحر يعانون ضعف التنظيم والهيكلية، وأنهم مقبلون على التخلي عن المهام الحزبية نتيجة لضعف التنظيم والهيكلية داخل هذا التيار، وتفرغه للهجوم على الناصريين فقط، وأنه عندما يكون هناك نقص في التنظيم والتخطيط، فإن من الصعب على أي من التيارات الحزبية تحقيق تأثير فعال وتقديم خدمات حقيقية للمواطنين.

الأمر الذي رد عليه الدكتور عماد جاد بشكل عملي، حيث قال أنه لابد من وضع خطة زمنية لخروج مؤسسات الدولة من منافسة القطاع الخاص، ووضع خارطة طريق لإزالة كل المعوقات أمام الاستثمار، وأن يكون بيع الأصول والممتلكات وفق شفافية ومحاسبة والقواعد التي سيتم على أساسها البيع، وذلك من خلال لجنة من الخبراء المتخصصين، وليست من الحكومة.

استمرار الشكوى من الفقر دون دعم بيئة الاستثمار والتنمية

ساق تامر سحاب، رئيس حزب مصر الحرية، مجموعة من العوامل التي تشير بقوة إلى نقاط الضعف في بنية التيار الناصري، حينما قال أن هناك ضرورة حتمية في الوقت الحالي لأن تدرك أحزاب التيار الناصري في مصر،أهمية التطوير ومواكبة الأفكار الاقتصادية التي تجمع ما بين العدالة الاجتماعية والاستثمار الحقيقي على أرض الواقع.

واعتبر في هذا السياق أنه يعبر عن نبض الشارع المصري الذي استفاد من تراكم خبرات الفترة الماضية، حينما دفع بأن ولفت إلى أن الإبقاء على الأفكار الاشتراكية اقتصاديا يكون استمرار لتوزيع الفقر دون دعم لبيئة الاستثمار والتنمية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن هذا الفكر الاقتصادي الاشتراكي لابد أن ينتهي من القاموس السياسي.

ممارسات حزبية واعية ووضوح للأهداف لخدمة المواطن

تحتاج الدولة المصرية إلى ممارسات حزبية واعية، تحمل قدرا كبيرا من تحمل المسؤولية ووضوح الأهداف، وإعلاء الشأن العام على المصالح الخاصة الضيقة، والسعي الجاد نحو خدمة الوطن والمواطن لا التناحر المستمر، حيث يجب أن يتم التركيز على خدمة الوطن والمواطن بدلاً من التناحر المستمر.

تحتاج القوى السياسية المختلفة أن تكون لديها تصورها الخاص عن استراتيجية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين، دورها الأساسي كروافد سياسية وتيارات وقوى وكتل حزبية أن تملك جهودا مستمرة لتعزيز القدرات وتوفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، يجب أن تكون هناك آليات فعالة للاستماع إلى مطالب المواطنين وتلبية احتياجاتهم، لا التراشق المتبادل.

لايزال الشارع المصري يحتاج لأن تكون الممارسات الحزبية واعية وتحمل مسؤولية كبيرة، حيث ضرورة أمام الأحزاب السياسية لتشكيل دور فعال في تشكيل سياسات الدولة واتخاذ القرارات المهمة، و يجب أن تكون هذه الممارسات مبنية على قوانين دستورية وإجراءات ديمقراطية لا تناحر وخروج عن الصالح العام، كما أنه يجب أن يكون للأحزاب السياسية قدرة على تقديم رؤى وبرامج سياسية مفصلة تخدم مصلحة الوطن والمواطنين، بشكل يفيد على أرض الواقع في العبور إلى الجمهورية الجديدة.

تابع موقع تحيا مصر علي