خاص|خبير روسي: استهدف أوكرانيا القرم لتغطية على فشلها في قمة الناتو.. والغرب المستفيد الأكبر من اتفاق الحبوب.. وبوتين لن يعتقل
ADVERTISEMENT
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم يجلب الحرب وليس السلام، مؤكداً أن ذلك الجسر هو هدف عسكري ومشروع لكييف.
تحيا مصر
وخلال الآونة الأخيرة كان هناك هجوم مكثف سواء لشبه جزيرة القرم أو لجسر "كيرتش" وهو أكبر جسر في أوروبا ويربط شبه جزيرة القرم بروسيا، والقرم أحد المناطق التي ضمتها روسيا إلى أراضيها وكان ذلك في عام 2014، لكن هذا الهجوم على القرم زاد بعد قمة الناتو التي عقدت في ليتوانيا، والتي توعد خلالها القادة الأوروبيين بدعم زيلينسكي حتى تحقيق النصر ضد "روسيا"! وهو على ما يبدو أن هذا الهجوم بمثابة ثقة مبالغة فيها من قبل زيلينسكي للدعم الغربي الذي مهما طال فلن يصل إلى حد" تهديد" روسيا، فدول الأعضاء في الناتو أكدوا بشكل واضح انهم لا يريدون الدخول في حرب مباشر مع روسيا، وجاء ذلك على خلفية إلحاح الأوكراني بالانضمام لحلف الناتو، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل حرب مشتعلة بين دولة نووية عظمى مثل روسيا وبين أوكرانيا التي كانت في السابق جزء من الاتحاد السوفيتي وتعتمد في حربها حالياً على السلاح الغربي للدفاع عن نفسها وليس لمواجهة روسيا. فانضمام أوكرانيا لحلف الناتو يعني تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف العسكري “الناتو” والذي يشير بأن أي هجوم على اي دولة في العضو هو بمثابة هجوم على دول الحلف وبالتالي سيكون بمثابة إعلان حرب.
وبعد انتهاء قمة الناتو حدث تطورات جديدة في الأزمة الأوكرانية من بينها انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية إلى عدم مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة "بريكس" في جنوب افريقيا وفضل المشاركة عبر تقنية الفيديو بسبب مذكرة اعتقال التي تطالب فيه الجنائية الدولية بالقبض على بوتين إلى الهجوم المكثف على القرم.
لماذا تستهدف أوكرانيا القرم؟
وفي هذا الإطار يقول الدكتور آصف ملحم – مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو في تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" حول هدف أوكرانيا استهداف جسر القرم إلى عدة أسباب لذلك:
1-تعتبر شبه جزيرة القرم هي قاعدة الإمداد و مركز التوزيع الرئيسي للقوات الروسية المتمركزة في الجبهة الجنوبية؛ وجسر القرم هو من أهم الممرات التي تنقل روسيا عبره معداتها العسكرية و ذخائرها إلى شبه جزيرة القرم ومن ثم خيروسون و زاباروجيا.
كما أن جسر القرم هو الشريان الوحيد الآن الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأرض الأم روسيا.
والقوات الأوكرانية دأبت على قطع تواصل القرم مع الأرض الروسية من جهة، وقطع تواصله مع الجبهة من جهة أخرى؛ و هذا يذكرنا بقصف أوكرانيا لجسر تشونغار، الذي يصل القرم بخيرسون. أما طرق الإمداد الأخرى عبر لوغانسك و دونيتسك فيصعب على أوكرانيا التعامل معها كما هو الحال مع الجسور التي تصل القرم بروسيا.
2-التغطية على فشل الهجوم الأوكراني المضاد، فأوكرانيا لم تحقق أي نجاحات ملحوظة، وبالتالي هذا التفجير يخلق حالة من رفع معنويات الجيش و الشعب الأوكرانيين و إرسال رسالة بأننا ما زلنا ممسكين بزمام المبادرة.
3-التغطية على الفشل الذريع الذي منيت به أوكرانيا في قمة الناتو الأخيرة.
4-خلق حالة من الذعر و الفوضى بين سكان القرم أنفسهم وفي الشارع الروسي أيضاً، وخاصة في الموسم السياحي، فالكثير من الروس يصطافون في القرم.
5-استفزار روسيا للقيام بعمل أحمق ما لتتمكن كييف من استثماره بهدف استجرار المزيد من المساعدات الغربية.
الدول الغربية المستفيد الأكبر من اتفاق تصدير الحبوب.. وتباكي الغرب على الجياع في العالم كذب مفضوح
وبشأن تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية وتحذيرات من وقوع أزمة غذاء عالمية وانتقد الغرب القرار الروسي بالإنسحاب من الاتفاق يقول “ملحم” :" انتقاد الدول الغربية للموقف الروسي هو محاولة لخلق نوع من المسرحية أمام الرأي العام العالمي بأن روسيا هي من سببت الأزمة الغذائية العالمية، وهذه الهستيريا الغربية هي فقط لمحاولة تشويه سمعة روسيا فحسب" .
وأضاف “: مع العلم أن دراسة شحنات الحبوب التي خرجت من أوكرانيا منذ توقيع الاتفاق حتى الآن تؤكد عكس ذلك تماماً.فالدول الغنية، أو الدول عالية الدخل استوردت من الحبوب الأوكرانية حوالي 44% من مجمل الكميات التي خرجت من أوكرانيا.أما الدول ذات الدخل الأعلى من المتوسط فاستوردت 37%، الدول ذات الدخل الأقل من المتوسط 17%.أما الدول الفقيرة فلم ينلها من مجمل الحبوب الأوكرانية سوى 3%".
واشار الخبير في الشأن الروسي أن:" دول الاتحاد الأوروبي لا تستورد عادةً من المنتجات الزراعية الأوكرانية سوى 27.7% من مجمل الصادرات الأوكرانية، وفق إحصاءات علم 2021. أي أن الدول الأوروبية الغنية استغلت اتفاق الحبوب و زادت وارداتها من المواد الغذائية، ضاربة بعرض الحائط جوع الجائعين في الدول الفقيرة".
وأوضح أن:" بالحسابات تؤكد أن حصة الفرد في الدول الغنية تفوق حصته في الدول الفقيرة من الحبوب الأوكرانية بحوالي عشرة أضعاف، وبالتالي فتباكي المسؤولين الغربيين على الجياع في العالم هو كذب مفضوح وتشويه واضح للحقائق".
وتابع قائلاً:" فبولونيا و سلوفاكيا و هنغاريا و رومانيا و بلغاريا اتخذت قراراً جماعيا بمنع استيراد المواد الغذائية الأوكرانية لأن هذه البضائع غمرت أسواق هذه الدول مما أدى إلى تضرر المنتج المحلي. لذلك، لو كان الاتحاد الأوروبي صادقاً في حرصه على الجياع لضغط على هذه الدول لعدم منع الاستيراد من أوكرانيا أو تقديم الكميات الفائضة في مستودعاتهم للدول الفقيرة بأسعار مقبولة".
وأكد الخبير في الشأن الروسي أن": روسيا لا تتطالب بأكثر من رفع العقوبات المرتبطة بالمنتجات الغذائية الروسية لتسهيل عملية ضخها في الأسواق العالمية؛ فوضوحاً ضخ المزيد من المنتجات الغذائية في الأسواق سيساهم بالتخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية؛ إلا أن الدول الغربية تماطل منذ حوالي السنة في هذا الموضوع، وهذا يعكس عدم حرصهم على الجائعين في العالم".
بوتين لن يعتقل
وحول عدم مشاركة بوتين في قمة بريكس واحتمال اعتقاله في جنوب أفريقيا قال" ملحم" :" لا أعتقد أن هناك خشية روسية من اعتقال الرئيس بوتين في جنوب أفريقيا، فالأخيرة ترتبط بروسيا بعلاقات صداقة متينة، و هما عضوان هامان في مجموعة بريكس"، لافتا إلى أن روسيا لا تريد إحراج القيادة الجنوب أفريقية في هذا الموضوع؛ لذلك ستكون مشاركة الرئيس بوتين عبر الفيديو، وسيرأس الوفد الروسي السيد لافروف وزير الخارجية.