«الأكثر دموية منذ سنوات»...مقتل 29 مريض في حريق مستشفى بالصين

أسفر الحريق الأكثر دموية الذي ضرب العاصمة الصينية منذ عقدين عن مقتل 29 شخصًا في مستشفى يوم أول أمس الثلاثاء، لكن معظم الناس لم يسمعوا عنه إلا بعد عدة ساعات، وحتى ذلك الحين كانت التفاصيل ضئيلة حيث أغلقت السلطات الضوء على التفاصيل.

إذ اندلعت النيران فى مستشفى "تشانغ فنغ" فى منطقة "فنغتاى" من حوالى الساعة الواحدة ظهرا يوم الثلاثاء، أجبر البعض على التسلق من النوافذ والتجمع على وحدات تكييف الهواء، وإلتزمت وسائل الإعلام الحكومية.

وقدم مسؤولون في بكين أمس الأربعاء، مزيدًا من التفاصيل حول الحريق خلال مؤتمر صحفي، تأخر لمدة نصف ساعة واستمر أقل من 20 دقيقة.

وقال تشاو يانغ، المسؤول في إدارة الإطفاء ببكين، أول أمس الأربعاء إن الحريق الذي إجتاح مبنى للمرضى الداخليين في مستشفى "تشانغ فنغ" نتج عن شرارات من أعمال التجديد الداخلية التي أشعلت دهانًا قابل للإشتعال.

إعتقال 12 شخصا مشتبها في إهمالهم الجسيم

وصرح سون هاي تاو، مسؤول بمكتب الأمن العام في بكين، إن 12 شخصًا اعتقلوا للاشتباه في إهمالهم الجسيم، بمن فيهم مدير المستشفى وعمال البناء.

في مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، شوهد الدخان يتصاعد من العديد من نوافذ المستشفيات بينما كان الناس يحاولون يائسين الفرار من الحريق، يبدو أن شخصًا واحدًا على الأقل يستخدم حبلًا مصنوعًا من ملاءات الأسرة لينزل من نافذة إلى شرفة ذات مستوى منخفض.

وشوهد آخرون إما يتجمعون على وحدات تكييف الهواء الموضوعة على السطح الخارجي للمبنى، أو يحاولون استخدام الوحدات للمناورة بأجسادهم من مستوى إلى آخر، شوهد شخص يقفز من مستوى واحد من المبنى إلى الشرفة السفلية.

الحريق الأكثر دموية منذ سنوات في الصين

ويعد الحريق الأكثر دموية في بكين في السنوات الأخيرة ، متجاوزًا حصيلة حريق في عام 2017 أودى بحياة 19 شخصًا في مبنى ضيق من طابقين في منطقة داشينغ في الضاحية الجنوبية للعاصمة.

إنها أيضًا واحدة من أكثر الحوادث التي تخضع للرقابة الشديدة في السنوات الأخيرة، وعلامة على تشديد الضوابط على وسائل الإعلام في الصين في عهد الزعيم "Xi Jinping" ، الزعيم الأكثر إستبدادًا في البلاد منذ جيل.

اندلع الحريق في حي مزدحم بغرب بكين ظهر يوم الثلاثاء ، لكن لم يتم الإبلاغ عنه من قبل وسائل الإعلام الصينية إلا بعد حوالي ثماني ساعات من استجابة رجال الإطفاء لطلبات المساعدة.

في الساعة 8.43 مساءً ، نشرت صحيفة بكين ديلي ، الصحيفة الرسمية للعاصمة الصينية ، تقريرًا مقتضبًا عن الحادث - بعد أكثر من 7 ساعات من إخماد الحريق وبعد أكثر من 5 ساعات من انتهاء جهود الإنقاذ.

على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية ، تساءل الكثيرون عن سبب إبقاء الجمهور في الظلام لفترة طويلة.

كانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الصين ، التي كانت سريعة في نشر المعلومات حول حوادث مماثلة في الماضي، صامتة إلى حد كبير بشأن الحريق طوال فترة ما بعد الظهر.

عدد القتلي وصل 26 مريض من كبار السن

وقال المعلق يوم الثلاثاء قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 29 ، "على الرغم من مقتل 21 شخصًا ، طالما لم تعلن (السلطات) عن ذلك ، فسيكون الأمر كما لو لم يحدث شيء في المجتمع".

وكشف مسؤولون في مؤتمر صحفي قصير الأربعاء تفاصيل عن القتلى. وكان من بينهم 26 مريضا داخليا بمتوسط اعمار 71. وكانت الضحية الاكبر سنا 88. كما توفيت ممرضة وعامل رعاية وعائلة في الحريق ، وفقا لما ذكره لي زونغ رونغ ، نائب رئيس حكومة منطقة فنغتاى.

وتم اخلاء 142 شخصا من بينهم 71 مريضا. وقال لي أنج ، نائب مدير لجنة الصحة لبلدية بكين ، إن 39 مصابًا ما زالوا في المستشفى حتى يوم الأربعاء ، من بينهم ثلاثة في حالة حرجة.

وقال أفراد أسر المرضى في مستشفى تشانغ فنغ إنه حتى مع وقوع المأساة ، كانوا غافلين.

ومساء الثلاثاء ، هرع البعض إلى المستشفى للبحث عن أحبائهم بعد أن علموا بالأمر في الأخبار ، وفقا لصحيفة تشاينا يوث ديلي الحكومية.

ونقل عن أحد أقاربي قوله: "لقد مرت سبع أو ثماني ساعات ولم أتلق مكالمة هاتفية واحدة".

لكن المستشفى رفض منحهم قائمة بأسماء الضحايا ، وبدلاً من ذلك طلب منهم تسجيل معلوماتهم وانتظار إشعار رسمي ، بحسب التقرير.