«خلافات مع الناصريين وصدام مع الحركة المدنية».. ملاحظات أولية على تدشين التيار الليبرالي الحر
ADVERTISEMENT
ترقب لحلول ومقترحات وبرامج التيار لتحقيق متطلبات الشارع
تساؤلات حول غياب التنسيق الكافي مع باقي القوى الوطنية
في الوقت الذي تبحث فيه الدولة المصرية عن شركاء الوطن الذين يقفون على أرضية صلبة واحدة مع تقريب المسافات بين تلك التيارات تظهر مجموعة من التباينات الحادة في الرأي التي تطفو مؤخرا مع إعلان تأسيس التيار الليبرالي الحر.
يرصد موقع تحيا مصر في تقريره التالي مجموعة من الشواهد والمفارقات المتعلقة بالإعلان عن تأسيس التيار الليبرالي الحر وإثارة قادته لمجموعة من القضايا الخلافية المرتبطة بعدم وجوب ضم الكيان لأي من المنتمين إلى الأحزاب الناصرية وأصحاب الأيدولوجيات القومية.
خلافات وتباينات بين القوى السياسية خلال توقيت حساس
في الوقت الذي يبذل فيه شركاء الوطن الذين يتمتعون بكامل حس المسؤولية جهودا مضاعفة من أجل إنجاح الحوار الوطني الذي يسعى إلى تقريب المساحات بين القوى السياسية تظهر محاولات أخرى لآثاره ما يمكن أن يتم وصفه بمحاولات التشرذم والتفكك ما بين القوى السياسية المختلفة، الأمر الذي يأتي مختلف لمقتضيات المرحلة الراهنة التي تطل فيها على البلاد مجموعة من أعمق التحديات العالمية والمستجدات المتصارعة والمتلاحقة التي تفرض قواعدها الاقتصادية والاجتماعية على جميع شعوب العالم.
كما أن الأفكار التي يطرحها التيار تخلو من أي إضافات أو ابتكارات تستدعي تدشينا وإطلاق كيان آخر جديد، حيث يدفع قادته بأن التيار الليبرالي الحر يؤمن بفكرة الديمقراطية، وأن الأغلبية تحكم بالدستور، والأقلية لا تعطل حقوق الأغلبية، وأن التيار الليبرالي الحر فكري وسياسي ويخطط إلى الاستقرار السياسي والنجاح الاقتصادي، وكلها مبادئ وأفكار بديهية لم تكن تستدعي تأسيس وإطلاق هذا التيار في توقيت تحتاج في الدولة المصرية إلى توحيد جهود القوى القائمة بالفعل وطرح كل ما لديها من أفكار وخطط ومساع داخل بوتقة الحوار الوطني الناجح والفعال والمشهود له من الخارج والداخل بالجدية والكفاءة وتحقيق الأهداف.
رفض لافت لبعض مكونات الوطن كالناصريين والقوميين
حالة من الاستغراب الشديدة تحيط بتأكيدات قادة التيار الليبرالي بأن الكل كان منتظر تدشين التيار الليبرالي الحر الذي من الوارد أن يقدم مرشحا أو مرشحة أو يدعم مرشحا في سباق الانتخابات الرئاسية، فلم يكن هناك أيه دعوات مسبقة ولا مطالبات شعبية ولا إدراك عام جماعي لحتمية وأهمية تشكيل وبلوره تيار ليبرالي في الوقت الحالي الأمر الذي يثير التحفظات والأسئلة حول التيار وممارسة للإقصاء منذ اللحظة الأولى التي جرى الإعلان عن تدشينو فيها حيث يرفض قادته ضم الناصريين والقوميين.
واستمرارا لحالة الطرح البديهي للافكار التقليدية والمعتادة والتي لا تقدم حلولا قوية وفعاله وابتكاريه لتحديات المرحلة الحالية أكد قاده التيار انهم ليسوا منتمين الى تيارا يمينيا متطرفا، ولكن التيار يعرف البعد الاجتماعي ويعرف احتياجات الشعب جيدا، وذلك في الوقت الذي قرروا فيه مساله رفضهم التام لوجود اي ممثل من القوى الناصريه داخل هذا التيار.
تضاد في الرؤى وصدام مبكر مع قادة الحركة المدنية
لم ينجح قادة التيار الليبرالي على مدار الساعات الماضية في الدفاع عن أنفسهم أو نفي مسالة أنهم لا يتعارضون بقوة مع الحركة المدنية حيث جاءت تصريحاتهم لتظهر خلافات عميقة تكاد تصل إلى حد الصدام مع أعضاء الحركة المدنية حيث قالوا، إن التيار الليبرالي الحر ليس بديلا عن الحركة المدنية الديمقراطية، ولكن هو تجمع للأحزاب الليبرالية، وأن فكرة التيار الليبرالي الحر بدأت منذ عام من خلال مناقشات مع مجموعة من السياسيين وقادة الأحزاب، الأمر الذي لم يكن مقنعا للرأي العام.
لا يدرك قادة التيار الليبرالي أن توحيد الرؤى والجهود بين الأحزاب والتيارات السياسية المصرية في المرحلة الحالية أمر ذو أهمية كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في مصر، بشكل مضاعف ومتواصل، ففي ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المسرح العالمي والدولي حاليا، يجب على جميع الأطراف المعنية بالشأن السياسي في مصر أن يتحدوا ويعملوا بروح التعاون والتضامن لتحقيق مصلحة الوطن.
وقد راهن الخبراء والمراقبون على أن التصريحات التي شهدتها انطلاقة التيار الليبرالي لا يمكن أن تساعد على توحيد الرؤى والجهود بين الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة، لذا فإن ذلك سوف يؤدي إلى عدم تحقيق أي من الأهداف المعلنة للتيار، ويعيق قدراتها على تحقيق التغيير المطلوب في المجتمع، وبالتالي عدم لعب الأدوار المنوطة بالقوى السياسية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
ضرورة محاربة التشرذم والتفكك بين القوى والتيارات السياسية
يحتاج قادة التيار الليبرالي إلى الاستفادة من بديهيات ممارسة العمل السياسي ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يجب على جميع الأحزاب والتيارات السياسية المتوقع وجودها تحت مظلة هذا الكيان أن يعملوا بروح التعاون والتضامن، وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات شخصية أو حزبية.
كما يجب عليهم أن يسعوا إلى إيجاد نقاط مشتركة بينهم، والعمل على تحقيقها بشكل مشترك، وذلك من خلال التفاوض والحوار المستمر بينهم لصالح الوطن والمواطن.