حزب العدل يعقد مائدة مستديرة حول «آليات الحفاظ على الهوية المعمارية والتراث الثقافي التاريخي للقاهرة الفاطمية».. صور
ADVERTISEMENT
عقد حزب العدل مائدة مستديرة حول " آليات الحفاظ على الهوية المعمارية والتراث الثقافي التاريخي للقاهرة الفاطمية "، بحضور عدد من النواب والخبراء في هذا الشأن.
وقال النائب أحمد القناوي، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الحزب:" إننا نؤمن في العدل بضرورة الحفاظ على التراث الإنساني المادي، والمعنوي، مهما كانت الفوائد المترتبة على المساس به، مشيرًا إلى أن القانون المصري يحتم عمل دراسات بيئية كافية وإدارة حوار مجتمعي حقيقي قبل البدء في أى مشروع يغير من طبيعة أى منطقة".
وأشاد النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والاثار بمجلس النواب، بموضوع الجلسة، متابعًا:"انها جاءت في توقيت محوري ونقطة ايجابية، فمن بداية اثارة المشكلة، وأنا انتظر تشكيل هذه اللجنة وسيتم طرح جميع وجهات النظر بها".
وأكد مصطفى، للحاضرين أن عليهم مسئولية كبيرة بمخاطبة كافة الجهات والاتصال بأرقام الأمانة الفنية للجنة.
كما تحدث حازم الملاح أمين التنمية المجتمعية، عن أنه علي مدار التاريخ كانت للمقابر خصوصية وأهمية عند المصريين خصوصا أن الحضارة المصرية القديمة قامت علي البناء للعالم الاخر حيث الحياة الأبدية والخلود فقد بني المصريون القدماء أهرامات مصر العظيمة باعتبارها بوابة للعالم الأخر وابدعوا في تشييد المقابر بوادى الملوك في الاقصر لتصبح الان علامات للتراث الإنساني.
تدميرعدد كبير من المقابر بالقاهرة الفاطمية
وأضاف الملاح خلال كلمته أن ما حدث من تدميرعدد كبير من المقابر بالقاهرة الفاطمية يعد مذبحة للتراث وطمس لتراث وهوية مصر
وتابع الملاح منذ نشأة القاهرة قبل أكثر من ألف عام تمثل الجبانات جزء طابعها الثقافي والمعماري الذي تطور عبر العصور كما تعد الجبانات جزء من تاريخ مصر.
وطالب الملاح اللجنة المشكلة بضرورة عمل حوار مجتمعي حول القاهرة الفاطمية بشكل عام.
خريطة القاهرة التاريخية
بينما قالت د. سهير زكي حواس، استاذة العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن حديث رئيس الوزراء جاء لنتيجة أسئلة المجتمع، واستنكرت هدم" البلدوزر " المتوحش في خريطة القاهرة التاريخية، مؤكدة أنها نطاق حماية مسجلة كمنطقة تراثية طبقا لقانون ١١٩ لعام ٢٠٠٨، وبها اشتراطات خاصة ومن الضروري احترام هوية المكان لأنها نسيج عمراني وتابعت انه كان من الضروري عمل مسح للمكان أولًا وحوار مجتمعي وأن العقلية التي تخطط للصحراء ليست نفس الرؤية والعقلية التي تخطط لبناء قائم خاصة إن كان تراثي.
كما استنكر د. حسام اسماعيل، استاذ الأثار الاسلامية كلية الأثار جامعة عين شمس، عدم وجود أثريين باللجنة وتشكيلها من المهندسين فقط، متسائلًا هل يجرؤ أحد أن يقترب من الأهرامات ومن سقارة ومقابر وادي الملوك؟، وأضاف ان لدينا كتب من العصر الايوبي من ٨٠٠ سنة عن القرافة والجبانات والمعهد الفرنسي الآن يصدر كتاب عن قرافات القاهرة، مؤكدا ان منطقة القاهرة مسجلة تراث عالمي ضمن قانون اليونسكو واكبر مقبرة تاريخية في العالم وفقا لقانون ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦.
ومن جانبه أوضح د. أسامة النحاس استاذ العمارة والصيانة والترميم بكلية الهندسة جامعة بنها، عضو اللجنة العليا بجهاز التنسيق الحضاري ، أن هناك ٥ معايير للتسجيل أحداث مهمة مرت بالمكان مثل مبنى قيادة الثورة، او اذا كان هناك قيم معمارية او شخصية هامة مؤكدا ان الهدف الرئيسي للجهاز هو الحفاظ والترميم وليس التطوير، وأشار ان هناك سياحة قائمة على طقوس الموت في اندونسيا، ومقابر السلاطين في تركيا اصبحت مزارات سياحية هناك تعظيم في الهوية ومن المفترض ان يكون هناك عرض للمشروع وحوار مجتمعي لانه داخل نسيج عمراني تراثي قائم.
بينما انتقد الكاتب الصحفي سيد محمود، آليه اتخاذ القرار، مشيرا انها ليس بها اي اهتمام بأراء الخبراء او المجتمع وأضاف ان الاشكالية في الاصرار على الاهمال وعدم الصيانة بداية من عدم الاهتمام بعملية التوثيق والتسجيل، فكل التوثيق الذي يتم من خلال مبادرات فردية ومصورين، لايوجد توثيق من جانب الدولة ومؤسساتها وعن مقبرة الخالدين قال انها نوع من التحايل على مايحدث للتكيف مع وضع الردم.
كما أكد عبد العظيم فهمي الباحث في مجال التراث، ومؤسس مبادرة سيرة مصر، أن المشروع يتم بشكل متسارع، كل ٤ و٥ ساعات مقبرة كاملة بيتم إزالتها، مشيرًا انه يجب ان يكون هناك ميزان من ذهب عندما نتحدث عن التراث والاستثمار، وتابع أن السعودية تضخ أموال في مسارات السياحة والثقافة لأن لديهم هدف وهو تدعيم السياحة الداخلية وتساءل عن معايير التي ستنتقل بها القرافات إلى مقبرة الخالدين، مؤكدًا أن شواهد القبور يجب الحفاظ عليها فالقرافة بها ٧ فنون منها التصميم والمعمار والنحت والخط وأوصى بضرورة توثيق اللافتات والحفاط بذاكرة الأسم للحفاط على مسمى الحارات القديمة، ولابد ان نتبع قاعدة الترميم والفتح وليس الترميم والغلق.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي محمود التميمي، مؤسس مبادرة أرواح في المدينة، أننا أمام فرصة عظيمة وهي تشكيل اللجنة ونحاول أن يكون ذلك طريقة لتسلسل تنفيذ القرار، مشيرًا انه “ضد النظرة الحدية وأن تفكير الدولة هو أن هذه المنطقة فراغات غير مستغلة فلابد ان نجد فكرة نحافظ بها على هوية المكان وقيمته، وان جزء من خصوصية مصر هي القرافة فالقاهرة مدينة تحكمها قوانين خاصة، ولابد أن يكون هناك منظومة ضمن حلول مستدامة، وفكرة ان نقتصر الأموال في سعر التذكرة فقط تفكير قاسي وخاطئ "
وطالب أحمد عواد أمين الثقافة والابداع بحزب العدل، بأن يتم تشكيل مجلس للدفاع عن الهوية المصرية، واصفا ما يحدث بأنه ضرب للهوية المصرية.
وتحدث الكاتب الصحفي والروائي إبراهيم العجمي أن الجانب الإيجابي الأهم في الأزمة الأخيرة هو أن هناك جيل جديد من الشباب المصري أصبح مدرك ومهتم بشكل كبير بالتراث والهوية المصرية، وتمنى استغلال حالة التوجه للتحول الرقمي وأن يكون هناك موقع شكاوى علي غرار بوابه الشكاوي الحكومة للبلاغ على حالات التعدي علي الأماكن التراثية والثقافية المصرية، واقترح ان تتبني وزارة الثقافة المصرية مبادرات الإنتاج الثقافي والتراثي وتوثيق الهوية الثقافية المصرية في مختلف المجالات.
الحفاظ على التراث
وتمنى الكاتب الصحفي هشام عواض، أن توفق الدولة المصرية بين الحفاظ على التراث وبين جلب الأموال من هذه الأماكن على غرار استغلال البيوت في أسوان في الزيارات السياحية مؤكدا ان الموضوع يحتاج إرادة من الدولة.