والدة عريس الدقهلية.. جارنا ضربه بالسكـينة في جنبه صفاه ومات في حضني..فيديو
ADVERTISEMENT
" يارب أنا أول المقصرين ولكني أحبك يارب وأحب القرب منك فقربني إليك يارب " بهذا الكلمات الأخيرة ختم إبن محافظة الغربية حياته ، والذي قتل غدراً على يد أبناء السوء أمام والدته المكلومة حتى الأن على فراق فلذة كبدها .
البداية
كان رمضان الكريم يطوف بقرية صغيرة في ريف محافظة الدقهلية وتحديداً كفر بهيدة التابع لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، حيث كان الجو مليء بالسكينة والهدوء. وكان كل شيء يسير على ما يرام، حتى حدث الأمر الذي غيّر الأسرة إلى الأبد.
في يوم من أيام الشهر الكريم، تلقت الأسرة خبراً مفجعاً بأن أحد أبناءها قد قتل في مشاجرة بالقرية، وعندما وصلوا إلى مكان الحادث، وجد ابنهم ملقى على الأرض، وكانت الدماء تتدفق من جسده.
لم أبناء القرية تحمل هذا المشهد المفجع، وانهار الجميع من الحزن. فقد كانت العلاقة بينه وبين الأسرة والقرية قوية جداً، وكانا يتشاركان الكثير من الأشياء مع بعضهما البعض. ولكن الآن، تمزقت العلاقة بينهما بشكل نهائي.
وبالرغم من الألم الذي تعانيه الأسرة، قرروا أن يبقوا أقوياء وأن تستمر في الحياة رغم الصعاب، على الرغم من شعورهم بالألم الذي لا يمكن أن يتلاشى. فقد تركت هذه الحادثة آثاراً عميقاً في حياة الجميع دون استثناء أحد، ولكنهم يحاولون مواصلة الحياة وأن يكونوا صامدين في وجه الصعاب.
الصلح خير يا أمي
تقول الوالدة المكلومة على فراق ابنها إبراهيم 23 سنة والذي قتل غدراً أنه كان هناك بعض المشاكل العائلية بين والد أخوه وبين عبدالله أخو إبراهيم .
وتابعت قائلة : " أن ابنها " وليد" كان قادماً للإفطار مشوه الوجه نتيجة مشاجرة مع أحد الأفراد نتيجة اعتداء غير مسبب ، وأِشارت إلى أن ابنها المتوفى وزوجته التى لم تضع حملها حتى الأن ، كان دائم الإفطار معها يومياً في رمضان ومع خالته.
وأِشارت إلى أن الذين قتلوا ابنها ليسوا جيرانهم ولكنهم من نفس القرية وبيننا وبينهم شارع يسمى المشروع ، مؤكدة على أن ابنها حاول الخروج وراءها لأنه كان خائفاً عليها من تلك الأسرة الملعونة قائلاً لها بأن منهم شبان لا يعرفون أنفسهم ولا يعرفون معنى الحق ولا يعرفون الله حق المعرفة وليسوا محترمون .
وتابعت الأم المكلومة قائلة :" نصحته بأن يذهب إلى عمله بعد الإفطار ولكنه رفض وجاء معي لحل النزاع الدائر والصلح مع تلك الأسرة وحل الأزمة ، وبالفعل كانت تلك نيته ولم يكن لديه أى دافع للانتقام .
الدقائق الأخيرة
تقول والدة إبراهم : أنها فوجئت هي وابنها بوابل من الحجارة يلقى عليهم من فوق الأسطح من أبناء الأسرة الملعونة بتعليمات من والدتهم ، وشتائم مستمرة إلينا دون سبب ، وفجأة ألقيت أحد الحجارة تضرب قدمي وحاولت أ، لا أخبر أبني بما حدث .
وخلال دقيقة سمعت والدتهم تقول بأبناءها :" أريد نهايته .. أريد نهاية حياته .. قوموا بتصفيته .. وبالفعل نزل الأولاد بالأسلحة البيضاء بناء على تعليمات والدتهم وقال ابني حينها لي بأن أذهب إلى المنزل مع أخته ، وفجأة وجدت ابني ابراهيم مطعوناً بجانبه وقلبه ولم يستطع الدفاع عن نفسه .
وقال القاتل بصوت عال :" أنا قتلته لك .. أن قتلته لك .. وسوف أقتلك إذا اقتربتي منه .."
عتاب صارخ
قال ابراهيم وهو يتألم من الطعنات لهم " هل ما فعلتموه من شيم الرجولة .. أهكذا تكون الرجولة .. "
نظرات مؤلمة
وعدما حاولت الاقتراب منه وحاولت حمله وجدته غارقاً في الدماء وكأنه كالشاة الملقاة على الأرض وفي دقائق وجدت إبراهيم ينظر إليّ وكأنه يوصيني بزوجته وابنه ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وهو بين يدي غارقاً في الدماء وسط أبناء قريته .
وبعد ذلك جاءت والدة هؤلاء الفتيان المجرمين حاملة بيدها " سيخ حديد " وبدأت تضرب رأس ابني وهو ميت على الأرض .
ألم الزوجة
تقول زوجته سلوى :" كنت جالسة لتناول الإفطار وبعد أن انتهيت سمعت صراخ والدة ابراهيم وابنتها ثم خرجت لأتفحص ما يحدث ووجدت أناس كثيرة وخرجت مسرعة ثم وجدت عمتى تقول لي " لقد قتلوا زوجك .. لقد قتلوا زوجك .. " ولم أصدق من هول الصدمة .
وتابعت زوجة إبراهيم " أن زوجها قبل وفاته بأيام قليلة قام بإعطاءها رقم الحساب الخاص به والرقم السري من أجل مصاريف الولادة قائلاً لي :" إن الأموال الموجودة في ذلك الحساب من أجلك ومن أجل ابني ". ولم تستطع الحديث بعد ذلك .
طفل صغير
تضيف والدته بأن ابنها ولأول مرة كان يتعلق بها هكذا وكأنه طفل صغير وكان عندما يراها تخرج كان يخرج معها وكان لأول مرة يطلب مني شيء كإحضار بعض الفاكهة أو طعام معين .
وتحكي والدته في بكاء شديد قائلة :" كان هناك موقف مع ابنها عندما ذهب معها لإحضار الإفطار من المطعم، وكانوا يستقلون " توكتوك" وكان السائق مسرعاً في قيادته ونهرته على تلك السرعة وأن ذلك ربما يفقدنا حياته بسبب سرعته الزائدة .
وفجأة سمعت ابني يقول :" وهل هناك أحد لا يتمنى الموت في تلك الأيام المباركة يا أمي فغداً ليلة القدر " وبالفعل توفى في هذا اليوم وكأنه كان يتمنى ذلك.
تقول خالته أم عمرو :" أنها كانت تعتبر "إبراهيم" أحد أبناءها وأنها قامت بتربيته مثل ابنها الكبير ، وأن علاقته بالله كانت كبيرة .
وتابعت خالته :" أن ابراهيم كان يعمل في مجال الخرسانة منذ صغره بيومية لا تتجاوز 100 جنيه أوأكثر بقليل ، وكان لا يستطيع الإفطار ، وكان يصلي .
كلمات أخيرة
تقول خالته بأن ابراهيم قبل وفاته بساعات كتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" " يارب أنا أول المقصرين ولكني أحبك يارب وأحب القرب منك فقربني إليك يارب " ، وبالفعل نال ما تمنى .
وأشارت خالته إلى أن قريته والقرى المجاورة حزينة عليه ونحن حتى الآن من هول الصدمة لم نصدق ما حدث على الرغم من مرور أكثر من 40 يوم على وفاته .
رؤية متكررة
تقول أسرة أبراهيم أنهم يومياً يرونه في منامهم بملابس عمله غارقاً في الدماء ، وأنهم لا يستطيعوا النوم بسبب فراق الإبن البار بهم ، وأنه حتى الأن لم تأخذ الأسرة العزاء قبل أن يتحقق القصاص العادل ويعود حق إبراهيم .
وتابعت خالته :" أنه في يوم الأحد قالت لها والدته بأن إبراهيم يريد كحك العيد ، وبالفعل قمنا بعمل الكحك في نفس اليوم وانتهينا من عصر ذلك اليوم ، ولكن بعد الإفطار فوجئت باتصال من اخته " حبيبة " تقول لي بأن إبراهيم مات ولم أصدق وظللت أردد بصرخات مستمرة " إبراهيم مات .. إبراهيم مات .. "
وتابعت خالته قائلة :" أن إبراهيم كان يعمل باليومية لتوفير نفقات زواجه، وكان يعمل منذ الصغر طوال عمره ، وكان يشقى من أجل لقمة العيش الحلال ، والجميع هنا القرية يعلم حسن نواياه وعفته وبراءته ، وكان دائما يزور الجميع ولم يفرق بين أحد قط .
القصاص
تقول الأم المكلومة على فراق فلذة كبدها " إبراهيم " :" أتمنى أن يعود حق إبني وأن يتحقق القصاص العادل ، فما ذنبه بأن يقتل بتلك الطريقة ، وماذا استفادت هذه الأسرة الملعونة جراء ذلك الفعل البشع ، وحرمت طفل لم يأتي إلا الدنيا من حضن أبيه وأمه وزوجته ، مؤكدة على أنه لم يمر سوى 8 شهور على زفافه .
وتمن الأسرة في نهاية اللقاء بأن يرحم الله ابنهم البار وأ، يسكنه فسيح جناته .