في اليوم العالمي لأشهر مشروب في العالم.. التغير المناخي يهدد زراعة الشاي

الشاي أكثر المشروبات إستهلاكا في العالم بعد الماء، ويمثل المشروب الاساسي علي طاولة معظم شعوب العالم، ويتم اعداد المشروب من نبات يسمي (كاميليا سينيسيس)، ويُعتقد أن إستهلاك الشاي بدأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، إلا أن هناك أدلة على أن الشاي بدأ استهلاكه في الصين قبل 5000 عام.

القيمة الإقتصادية و الإجتماعية للشاي

يشكل إنتاج الشاي وتجهيزه وسيلة عيش رئيسة لملايين الأسر في البلدان النامية، ومصدر رزق أساسي للملايين من الأسر الفقيرة التي تعيش في البلدان الأقل نموا.

ويبلغ حجم تجارة الشاي 6.4 مليار دولار، و يقدر حجم الإنتاج العالمي 6 ملايين طن سنويا، وأكبر الدول المنتجة للشاي هي الصين ب 2.4 مليون طن و تليها الهند 900ألف طن، وكينيا 305 ألاف طن، وسريلانكا 300 ألف طن، وتكريا 175 ألف طن.

وتشكل صناعة الشاي مصدرا رئيسيا للدخل ولعائدات الصادرات في بعض البلدان الأشد فقرا، كما أنها تتيح فرص عمل بإعتبارها قطاعا كثيف العمالة في المناطق النائية والمحرومة إقتصاديا على وجه الخصوص.

وللشاي دور هام في التنمية الريفية والحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية بوصفه أحد أبرز المحاصيل ذات العائد النقدي.
ولكن هذا الإنتاج معرض للتدمير نتيجة إرتفاع متزايد في درجات الحرارة والأمطار غير المنتظمة والجفاف وغزو الحشرات، وفق تحليل صادر عن جمعية "كريستشن إيد" الخيرية.

تغير المناخ وتأثيره علي زراعة الشاي

عملية إنتاج الشاي حساسة جداً في ما يتصل بالتغيرات في الظروف الزراعية، إذ يمكن إنتاج الشاي في ظروف زراعية إيكولوجية دقيقة ومحددة وحسب، وبالتالي فإن إنتاج الشاي يقتصر على دول بعينها، وهي دول سيتأثر عديد منها. بتغير المناخ.

فالتغير في درجة الحرارة وأنماط هطول الأمطار وزيادة نسبة الفيضانات وموجات الجفاف بدأ يؤثر بالفعل على المحصول وجودة إنتاج الشاي وأسعاره، مسبباً إنخفاضاً في مستوى الدخل ومهدداً سبل العيش في الأرياف و القري، ومن المتوقع أن تزداد هذه التغيرات المناخية حدة، مما يحتّم إتخاذ تدابير تكيف عاجلة، وبالمقابل، هناك تأكيد متزايد على ضرورة المساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ من خلال الحد من إنبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الشاي وتصنيعه.

وعلى الدول المنتجة للشاي إدماج تحديات تغير المناخ، المتعلقة بالتكيف معه والتخفيف من حدته، في إستراتيجياتها الوطنية الخاصة بتطوير إنتاج الشاي.

اليوم العالمي للشاي

يتم الإحتفال باليوم العالمي للشاي سنويا في 21 مايو من كل عام، وتم إتخاذ القرار بتحديد اليوم في 21 ديسمبر 2019، ودعيت منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو) لقيادة الأحتفال بهذا اليوم.

ويهدف يوم الشاي العالمي إلي زيادة الوعي بالتاريخ الطويل و الأهمية الثقافية والإقتصادية للشاي في جميع أنحاء العالم، ويستهدف الإحتفال ترويج و تعزيز الإجراءات الجماعية لتنفيذ الأنشطة لصالح الإنتاج والإستهلاك المستدامين للشاي و زيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر.

وتحتفل به الدول المنتجة للشاي في تاريخ 15 ديسمبر منذ عام 2005 ، وهي (بنغلاديش، وسريلانكا، ونيبال، وفييتنام، وإندونيسيا، وكينيا، وملاوي، وأوغندا، والهند، وتنزانيا)، ويهدف الإحتفال إلي جذب إنتباه الحكومات والأفراد إلي التأثير العالمي لتجارة الشاي علي العمال والمزارعين، وتم ربطه بالمطالبات بتقديم الدعم لسعره والتجارة العادلة فيه.