أخرها فيلم يوم 13.. أفلام الرعب المصرية بين الإضحاك ومحاولة الإبداع
ADVERTISEMENT
تعتبر سينما الرعب من أنواع الأفلام الشائكة، التي تحتاج إلى دراسة محكمة، وتقنيات عالية الجودة، وحبكة صلبة تساعد على إثارة رعب المشاهد، وفي تلك الصناعة يجب الحرص على معرفة الشعرة الرفيعة التي بإمكانها أن تجعل الرعب والفزع يتحول إلى إضحاك وكوميديا، وفي هذه الحالة يفشل الفيلم في تحقيق مراده بسبب الاستسهال والتهوين من صناعة سينما الرعب.
وبالتركيز على السينما المصرية سنجد تجارب عديدة فقدت تلك الشعرة وأثارت سخرية وضحك الجمهور بدلاً من رعبه، ولكن على الجانب الآخر، ومع تطور التقنيات المستخدمة في صناعة السينما، وظهور كُتاب سيناريو مبدعين، ضمت مكتبة السينما المصرية عدد من أفلام الرعب التي قُدمت للجمهور بإحكام وجدية، ولم تتهاون أبدًا بذلك النوع الشائك من الأفلام.
فيلم كامب.. رعب مثير للضحك !
في عام 2008، تم تقديم واحد من أشهر أفلام الرعب في تاريخ السينما المصرية، وذلك ليس بسبب مدى نجاحه في إثارة رعب الجمهور وفزعه، ولكن اشتهر الفيلم بسبب مبالغته الشديدة في الصراخ وانفعالات الأبطال الزائدة عن حدها التي كانت واضحة وضوح الشمس للناس، وأثارت سخريتهم وضحكهم، وذلك كله بجانب "الماسك" الذي كان يظهر من حين لآخر في الفيلم ويحبس أنفاس المشاهد من الضحك وليس من الرعب كما في خيال صناعه، بالإضافة إلى السيناريو الهذيل، والقصة البعيدة تمامًا عن الواقع.
إذ كانت تدور القصة في أحد الفنادق المهجورة المطلة على شاطئ يقع في منطقة نائية، تبدأ سلسلة من جرائم القتل الغامضة، تصيب مجموعة الأصدقاء والعاملين في الفندق حالة من الرعب، عندما يحاول الشباب الفرار من المكان يكتشفون أن سيارتهم معطلة وكذلك أجهزة المحمول الخاصة بهم ويتشكك الأصدقاء كل منهم في الآخر، وفي النهاية يكتشفون أن صديقهم هو من كان يقوم بعمليات القتل مرتديًا ماسك مخيف، وفجأة يكتشف الجمهور أن كل تلك الأحداث كانت في حلم البطل، وعندما يستيقظ يقرر تنفيذ ما حلم به.
الفيل الأزرق.. طفرة نوعية في السينما المصرية
وعلى النقيض، يعتبر فيلم الفيل الأزرق بجزئيه من التجارب البديعة في سينما الرعب المصرية، التي نستطيع مقارنتها بأفلام هوليوود بثقة، وبدا ذلك واضحًا في الإيرادات العالية التي حققها الفيلم أمام شباك التذاكر، وذلك يرجع إلى فريق العمل البديع المتكامل.
فالإخراج كان للمبدع مروان حامد، والكتابة بقلم أحمد مراد، ذلك الثنائي اللذان نهضا بالسينما المصرية، واثبتا أننا قادرون على المنافسة العالمية، وكانت تدور أحداثه في إطار مثير، يجعل المتلقي منتبهًا من الوهلة الأولى، إلى أدأء تمثيلي موزون من جميع أبطال العمل دون مبالغة.
يوم 13.. محاولة إبداع لمواكبة العالمية
وكانت من التجارب الفريدة التي شهدتها سينما الرعب المصرية في الفترة الأخيرة، فيلم يوم 13، لأنه يعتبر أول فيلم عربي يعرض في السينمات بتقنية الـ 3D، مما يعتبر ذلك نقلة نوعية في صناعة السينما بمصر، وكانت تدور أحداثه حول قصر يسكنه روح تطارد كل من يدخل فيه، ولم تهدأ إلا حين تم اكتشاف قاتلها.
وتم تقديم الأحداث بعيدًا عن المبالغة المتعارف عليها في ذلك النوع من الأفلام، بـ إطار من التشويق والإثارة، وبالفعل هذه المرة تم حبس أنفاس الجمهور من الرعب وليس من الضحك، وبالرغم من أنه يوجد لدينا ما يؤهلنا لتقديم الأفضل، إلا أنها ستظل محاولة إبداع تُحترم.