عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فيلم الملكة كليوباترا لـ«نتفليكس» لطمس الهوية الوطنية وتزييف التاريخ.. ومطالبات برلمانية لحظر المنصة ومحاسبة القائمين على العمل

تحيا مصر

عشاق الفن في تزايد مستمر، وبفضل المنصات الجديدة كنتفليكس وشاهد وغيرها، أصبح بإمكان الجميع متابعة المحتويات المفضلة، سواء تاريخية أو رومانسية أو اجتماعية وأخرى ترفيهية في أي وقت وفي أي مكان، فقد ركزت مثل هذه المنصات الجديدة على التنوع لإرضاء كل الأذواق.

وبالرغم من سعة الانتشار في مصر والعالم كله، إلا أن هناك مطالبات برلمانية أخيرة بحظر منصة نتفليكس في مصر، بعدما أثار الإعلان الترويجي لها للفيلم الوثائقي كليوباترا صاحبة البشرة السمراء، غضب الكثير، نظرًا لأنه حاول طمس وتشوية الهوية الوطنية، وهو ما أكدته تصريحات وزير الآثار الأسبق وعالم الآثار زاهي حواس.

الذي أوضح أن هذا الفيلم، ما هو إلا محاولة من أصحاب البشرة السمراء في أميركا لإثبات أنهم أصل هذه الحضارة، دون دليل يذكر عن صحة ادعاءاتهم.
في محاولة منهم لتزييف التاريخ، وهذا لن يقُبل أبدً، لأنه سيؤثر على وعى  أجيال قادمة، قد تشعر فى المستقبل، أن التاريخ الفرعونى بعيد عنا وليس منا ولا يشبه ملامحنا.

ومصر على مر التاريخ كانت حاضنة لكافة الثقافات والأجناس والعرقيات، فجميعنا فى النهاية واحد والتنوع الهائل لدينا فى الأخر يُمزج ليذوب فى الثقافة المصرية، ضد المركزية الأفريقية الناشئة بالأساس بفكر عنصرى مضاد للمركزية الأوروبية المعتمدة على اللون والشكل.

 حظر منصة نتفليكس بعد الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي كليوباترا صاحبة البشرة السمراء

ولهذا فقد أعلنت النائبة صبورة السيد، عضو مجلس النواب، عن تقدمها بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول حظر منصة نتفليكس بعد الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي كليوباترا صاحبة البشرة السمراء.

وأوضحت السيد، أن الإعلان أثار غضب الكثير، بسبب تجسيد الفيلم للمصريين القدماء على أنهم من أصحاب البشرة السمراء، بينما أكد علماء الآثار أن الملكة كليوباترا من أصول مقدونية وبالتالي لم تكن سمراء.

وتابعت:" ترويج نتفيلكس لكليوباترا كملكة من ذوات البشرة السوداء، يغزي أفكار حركة "الأفروسنتريزم"، التي تتبنى فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السوداء قبل تشتتهم.

 العنصرية الأفريقية الجديدة التى تسعى لتزييف التاريخ

وفي نفس السياق، علقت النائبة الدكتورة رشا أبو شقرة، أمين سر لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على الإعلان عن فيلم الملكة كليوباترا لنتفليكس، إنها العنصرية الأفريقية الجديدة التى تسعى لتزييف التاريخ، وحصر أفريقيا فى "أفريقيا السوداء" فقط وجعل مصر مركزًا لها مستندين على كتاب “شيخ أنتا ديوب” المغلوطة وغير المثبتة علميًا.

وأشارت أبو شقرة، إلى أنه على الرغم من كتابات علماء الانثروبولوجيا منذ قديم الأزل بشأن وجود عناصر بشرية تنتمى لسلالات وأجناس مختلفة من "زنج وقوفاز وأقزام"، وعلى الرغم من الاختلاط وذوبان السلالات بعضها ببعض، وعدم وجود حدود فاصلة تميز سلالة عن الأخرى، إلا أنهم يحاولون حصرنا فى سلالة بشرية واحدة ويذهبوا للفراعنة ليرسخوا أفكارهم بتاريخ لا ينتمى لهم لتزييف وعى أجيال كثيرة قادمة.

وبالرغم من المحاولات التي تسعى لطمس الهوية الوطنية، ستظل الحضارة الفرعونية الأهم والأعظم، وتاريخها يشهد بذلك، ومثل هذه المحاولات ما هي إلا لتأكيد على عظمة تاريخ أجدادنا التي يسعى الكثير للنيل منها أو الانتماء إليها بأي شكل كان، ولكننا لن نسمح بالمساس بحضارتنا سواء من القريب أو البعيد.

تابع موقع تحيا مصر علي