عاجل
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 الموافق 18 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

متابعة مباشرة من السيسي وتنسيق استخباراتي دقيق.. هكذا نجحت الصقور المصرية في عودة الجنود من السودان

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

في واحدة من العمليات الأكثر دقة وتعقيدًا، وفي وسط تشوبه الصراعات المسلحة والدموية، نجحت صقور المخابرات والقوات المسلحة المصرية، في إنهاء أزمة الجنود المصريين المحتجزين في السودان، بعد اشتعال المواجهات بين الجيش وميلشيا الدعم السريع.

سارعت الأجهزة المصرية الزمن، ولم يغفل لها جفن، حتى حققت المعادلة الصعبة، بعودة عناصر القوات المسلحة المصرية من السودان وإجلائهم بأمن وسلام، في الوقت الذي لم تنجح فيها كثير من الدول في إجلاء رعاياها المدنيين الموجودين هناك في ظل هذا الصراع الدموي الذي أخذ يتصاعد بين الفرقاء السودانيين.

تحيا مصر يرصد في التقرير التالي، التسلسل الزمني لأزمة الجنود المصريين، وكيف استطاعت الدولة المصرية أن تعبر عن قدرتها في حماية أبنائها وانتشالهم من حرب ضروس آخذة في التصاعد.

بداية الأزمة

البداية كانت عندمت نشب الصراع والاقتتال بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع قبل 6 أيام، حيث استولت الأخيرة على مطار مروي، الذي تواجدت  به عناصر القوات المسلحة المصرية بهدف التدريب، وفق بروتوكول موقع مع دولة السودان الشقيق.

وفي الوقت الذي سيطرت فيه عناصر ميلشيا الدعم السريع على مطار مروي،  تمكن العدد الأكبر من الجنود المصريين من التعامل مع الموقف والإفلات من الاحتجاز، فى حين تم احتجاز مجموعة أخرى، نجحت مصر في تأمين عودتهم بسلام.

مصر تسارع الزمن من أجل أبنائها

وفور ورود أنباء الاحتجاز، وفيما كانت القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة لمنع تصعيد الموقف فى السودان، كانت الأجهزة المصرية تسابق الزمن لاستعادة الجنود المصريين وضمان سلامتهم.

وفي هذا الصدد جاء حرص ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكافة التفاصيل المتعلقة بإجلاء الجنود المصريين وضمان سلامتهم ووصولهم جميعا إلى أرض الوطن، وقد عقد في هذا الصدد اجتماعًا طارئًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكد خلاله أن مصر لن تترك أبنائها، وتسارع الزمن لعودتهم في أقرب فرصة بسلام وآمان.

الرئيس السيسي كان قد أكد أن الجنود والقوات المصرية المتواجدة في السودان، كانت بغرض التدريب فقط، وفق بروتوكول موقع بين البلدين، وليس لدعم طرف على حساب الآخر.

جهود مخابراتية وعسكرية تنهي الأزمة

وفي ضوء الاتصالات المكثفة من الجانب المصرية، والجهود المخابراتية والدبلوماسية عالية الدقة، استطاعت مصر التعامل مع واحدة من أكثر العميلات تعقيدًا، اتخذت مصر كافة اجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط عدد ٣ طائرة نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية فى إحدى المطارات بالأراضى السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية فى ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضى السودانية عبر ٣ رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة .

واليوم وبالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان تأمين وصول باقى عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضى السودانية فور إستقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن.

وكانت الأهداف تأمين عودة ال ١٧٧ عنصر الذين تمكنوا من اجلاء نفسهم والـ ٢٧ عنصر الذين احتجزتهم الميليشيات، وقد تم إجلاء الدفعة الاولى العائدة المكونة من ١٧٧ عنصر بتأمين طريق بري بواسطة المخابرات العامة والمخابرات الحربية حتى وصولهم الى قاعدة دنقلة التى تم تشغيلها خصيصا لعميلة الاجلاء والتى تمت بواسطة طائرات حربية مصرية.

أما الدفعة الثانية المكونة من ٢٧ عنصر كانوا محتجزين لدى ميليشيا الدعم السريع  وتم التنسيق مع الصليب الاحمر وقامت مصر بالعديد من الإتصالات مع أطراف وسيطة وتم اخلائهم من قاعدة مروى وقطعوا مسافة ٥٦٠ كم لكي يصلوا إلى الخرطوم وتتسلمهم الملحقية العسكرية المصرية بالخرطوم .

وأكدت القوات المسلحة على صحة وسلامة كافة العناصر المصرية التى وصلت إلى أرض الوطن وكذا المتواجدة بالخرطوم.

مصر تحمي أبناء

استطاعت مصر أن تحمي أبنائها، بعد انتهاء أزمة احتجاز  الجنود المصريين فى مطار مروى بعد وصول الدفعة الثانية من الجنود المصريين الى الخرطوم وتحديدا الى الملحقية العسكرية بالخرطوم ، من خلال تنسيق بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة وصلت الطائرة المصرية الى قاعدة دنقلة السودانية وتم اجلاء  الجنود المصريين.

وساطة إماراتية

وفي ظل الأجواء المتوترة في الأراضي السودانية، وتصاعد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، في الوقت الذي احتجزت فيه الجنود المصرية بالسودان، كان للجهود الإماراتية دورًا بارزًا في التنسيق والوساطة بين مصر وميلشيا الدعم من أجل عودة العناصر المصرية.

بذلك، يكون إجلاء عناصر القوات المسلحة التي تواجدت في السودان، بسلام، قد عكست القدرات المصرية الفائقة في حماية أبنائها وإجلائهم بأمن وسلامة، سواء التي وصلت إلى أرض الوطن أو المتواجدة في الخرطوم.

تابع موقع تحيا مصر علي