جعفر العمدة يتوغل داخل البيوت المصرية.. كيف استطاع الانتقال من الدراما إلى الواقع؟

إذا تحدثنا عن هذا الماراثون الرمضاني من عام 2023 يكفي أن نذكر مسلسل «جعفر العمدة»، الذي أحدث تغيير جذري ومفاجيء في الدراما المصرية، فكيف يسيطر عمل درامي واحد على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي من بين ما يقرب من 30 عمل أو أكثر.

تحيا مصر يرصد نجاحات جعفر العمدة في الشوراع المصرية

جعفر العمدة يسيطر على اهتمامات السوشيال ميديا من بين 30 مسلسل

«جعفر العمدة» لم يترك مجالًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون اهتمامهم لغيره، فاستطاع أن يثبت نفسه بقوة من الحلقة الأولى، ويومًا بعد يوم كان العمل الأكثر انتشارًا بين الجمهور فلم يتواجد بيت مصري إلا وتوغل بداخله، وإذ نظرنا إلى متابعيه نجد أنهم كثيرون للغاية، خاصة بعد الحلقة الثامنة عشر من العمل، والتي كان بها زواج وداد «جوري بكر» من شوقي فتح الله «منذر ريحانة»، دون أن يطلقها سيد العمدة «أحمد فهيم»، ليكون أكثر مشهد إثارة للجدل على الساحة الفنية دون أن يحمل نوع من الاغراء أو خدش الحياء.

الجمهور يبحث مع جعفر العمدة عن نجله ويحول القضية للرأي العام

بدأ الجمهور يتحدث عن «جعفر العمدة» كأنه شيء واقعي وحقيقي يحدث في حياتنا اليومية، بل حولوا قضية «جعفر»، وهي الشخصية التي يؤديها النجم محمد رمضان داخل أحداث العمل، إلى قضية رأي عام من كثرة تفاعلهم معها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأوا في البحث عن نجله الضائع معه وحاولوا فك لغز خاطف ابنه «سيف» وهي الشخصية التي يجسدها أحمد داش، فهو أمامه طوال الوقت لكنه لا يعلم أنه نجله.

كان بداية التفاعل الحقيقي مع مسلسل «جعفر العمدة» بعد مشهد ضرب «جعفر» لـ «كارم فتح الله» بسبب قيامه بالاعتداء على زوجة جعفر التي هي في الأساس شقيقته، فأعطاه جعفر درسًا قاسيًا أمام أهالي السيدة زينب حتى كاد أن يقتله لولا تدخل شقيقته «دلال» وطلبها المغفرة من جعفر، وقتها تصدر المشهد «تريند» الأكثر مشاهدة على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وتداول الجمهور الفيديو معلقين: «أدي اخرت اللي يمد إيده على واحدة من زوجات جعفر»، وهنا بدأ يزداد حماس الجمهور لمشاهدة العمل.

انضم جمهور جديد من المشاهدين لمسلسل «جعفر العمدة» حتى بعد عرض 10 حلقات منه، خاصة بعد مشهد زواج «وداد» من «شوقي فتح الله»، حيث بدأ الجمهور يتسائل آنذاك عن كيف تمت تلك الزيجة واضعين عدة توقعات منها  قيامها بخلع سيد العمدة أو جعلته يمضي على أوراق الطلاق دون علمه، واستفز المشهد الجمهور لدرجة أنهم تطاولوا على جوري بكر التي تؤدي شخصية وداد، وازداد الأمر اشتعالًا بعد قيام وداد بإستفزاز سيد العمدة بالرقص أمام شرفته، فكان رد فعله هو ذهابه لمنزل شوقي فتح الله ليضربه اأخير ضربا مبرحًا ويهين عائلته مستغلين عدم تواجد جعفر في المنزل، ليظهر غضب من خلال تعليقاتهم على السوشيال مييدا، فكتبوا: «ارجع يا جعفر وهناخدلك حقك»، «انت فين يا جعفر عيلتك بتضرب»، وكأن جعفر وعائلته شخصيات حقيقية حزن عليهم الشعب المصري.

سجن جعفر بمثابة صاعقة قوية وخروجه عُرس للمصريين

سجن «جعفر» كان بمثابة صاعقة أصابت قلوب الجمهور، وحزنوا له حزن شديدًا، وانقلبت السوشيال ميديا بالدعاء له بالفرج القريب، وحلقة وحيدة كانت كفيلة أن تقلب مزاج الجمهور من الحزن والحسرة إلى فرحة عارمة، حيث استقبلوا خروج جعفر العمدة من السجن في الحلقة 21 بالطبل والرقص والزغاريد، ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أيضًا خرج أحد الأشخاص ووزع “شربات بالموز” على أهل حارته وكأن أحد أفراد عائلته تم الإفراج عنهم في الحقيقة.

توظيف جيد من محمد سامي للأبطال يساهم في نجاح العمل

واذا قررنا أن ننسب هذا النجاح لأحد صناع العمل لن نستطيع أن نختار منهم فيكفي أن نذكر تعاون الثنائي محمد سامي ومحمد رمضان حتى نبصم بأنه عمل ناجح لا محال، بل كل شخصية من شخصيات العمل كانت مفاجئة وغير متوقعة للجمهور بداية من صفصف «هالة صدقي»، مرورًا إلى نرجس «منة فضالي»، وثريا «مي كساب»، والنجم المبدع أحمد فهيم الذي يجسد دور سيد، ووداد «جوري بكر»، التي أثبتت موهبتها ووضعت قدمها على سلم الشهرة والنجومية بهذا العمل، ليس فقط النجوم هم من تسببوا في نجاح العمل، بل أيضًا حرص محمد سامي على ترك لغز في نهاية كل حلقة يجعل الجمهور يكشف عن توقعاته وينتظر الحلقة المقبلة على أحر من الجمر لمعرفة إن كانت صحيحة أم لا، لينتج لنا عمل فني متكامل ومميز سيطر على منافسة درامية قوية بجدارة.