ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي.. الأزهر: إمام الدعاة صاحب مواقف وطنية مشرفة

يحتفي مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بـ ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي، إمام الدعاة، وصاحب أفضل تفسير معاصر للقرآن الكريم، والتي توافق 15 أبريل من كل عام؛ حيث قدم المركز في ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي تعريفًا بسيرة إمام الدعاة.

ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي

ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية لم يُرد استكمال مسيرته التعليمية، ولم يرغب في الالتحاق بالجامعة إلا أن والده أصرّ على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م.

دار الإفتاء: الصلاة على النبي باب رضا الله وبها يُجلب الخير وتُقضى الحوائج

وزير الأوقاف:هذا الكون بنظامه البديع العجيب دليل على قدرة وعظمة الخالق

هل تطويل قراءة القرآن في قيام الليل أفضل أم تكثير الركوع والسجود؟.. الإفتاء تجيب

مفتي الجمهورية: الشريعة الإسلامية نهت عن الكسب غير المشروع لأن فيه مضرة ومفسدة

كيف نفوز بـ ليلة القدر وما الدعاء المأثور فيها؟.. دار الإفتاء تجيب

الشيخ الشعراوي.. واللغة العربية

وفي ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن فضيلةُ الإمام الشعراوي اختار استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.

وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ علامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم.

مواقف وطنية مشرفة

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الشيخ الشعراوي، له مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم.

وفي كل مكان مرّ عليه الشيخ الشعراوي أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك.

وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته.

أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخ الشعراوي الدعوة الإسلامية

وفي معرض احتفائه بـ ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م، إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.

وللشيخ مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.

وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.