الإفراج عن معلومات استخباراتية حول كورونا!
ADVERTISEMENT
مضى أكثر من ثلاث سنوات على جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثرمن 15 مليون شخص حول العالم وإصابة 542 مليونًا وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي أوقفت عدّ الخسائر البشرية منذ فترة، وقد كانت كارثة بشرية ربما هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. لكنْ عاد الحديث عن هذه الكارثة إلى صدارة الاهتمام مؤخرًا حيث انتشرت خلال الأيام الماضية في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية التغطيات الصحفية عن مشروع القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن ويأمر فيه بالإفراج عن معلومات استخباراتية حول أصول فيروس كوفيد-19 ، بما في ذلك الصلة المحتملة بين تفشي الوباء وتسربه من مختبر العلوم في مدينة ووهان الصينية.
هذا الطرح ليس جديدًا بعد كل ما صدَّعوا رؤوسنا به حول الفيروس وانتقاله من الحيوان إلى البشر وادعاء الشفافية في مواجهته وانتقاد نظرية المؤامرة التي تبناها البعض في تفسير انتشار الوباء واتهام أجهزة مخابرات دولية بالضلوع في هذه الجائحة في إطار الحروب الجديدة بين الدول. الجديد الآن هو القرار بنشر المعلومات ولم يكن ذلك ممكنًا إلا بإصدار قانون يرفعَ السرية عما تم إخفاؤه عن الشعوب ويتيحُ المعلومات للجميع، وهي نفس المعلومات التي تعرفها وتخفيها بعض الحكومات وأجهزة مخابراتها منذ بدء الجائحة، وفي مقدمتها الحكومة الأمريكية التي لديها علم بالفيروس وكيف نشأ وكيف انتشر وتحول إلى جائحة فتَّاكة.
بعض منظمات المجتمع المدنيّ تتحدث عن استعدادها لرفع قضايا تعويض؛ لذلك ستبدأ في جمع المعلومات التي ستتاح قريبًا بعد إصدار قانون رفع السرية عن معلومات كوفيد. كما تسعى لجمع ملفات بعض الوفيات التي حدث إهمال بشأنها حيث لم تستطع تلقي العلاج في المستشفيات لعدم وجود مكان!
وأين كنت يا مجلس النواب الأمريكي طوال هذه المدة؟! ولماذا تأخرت كثيرًا لفتح الملفات التي كانت محظورة، ولماذا تحظر معلومات وعن عمد إذا كانت في مثل هذه الأهمية لصحة الناس وسلامتهم؟! أين ذهبت التحقيقات مع الدكتور أنتوني فوسي المستشار الطبي للبيت الأبيض الذي دعمت وكالته أبحاث الفيروسات في ووهان الصينية قبل تفشي فيروس كورونا.. هل انتظرت الشفافية والمساءلة وأُدخلت الحقيقة ثلاجة التبريد إلى أن تنتهي الشركات الطبية ولوبيهات الدواء من جني المليارات من الدولارات مقابل بيع أطنان من الأدوية وضخ التطعيمات!
كانت مؤامرات دنيئة تخفي مصالح حفنة من تجار الأزمات تحالفوا مع سياسيين ضالعين في المصائب التي تحاك ضد البشرية. لقد لاحظنا كيف اختفت فجأة فيروسات كورونا بمجرد أن انطلقت الحرب الروسية على أوكرانيا وانشغال "اللهو الخفي" في إشعال أتون الحرب التي حولت اتجاه شركات الأدوية إلى تلك البؤر من الصراع الدامي. فماذا سيفيد الآن وبعد كل هذه السنوات فتح الملفات السرية لانتشار وباء كورونا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ أليس التوقيت الآن مقصودًا لينشغل الرأي العام الأمريكي وربما الرأي العام العالمي أيضا بهذه القضية لكسب تأييد شعبي لجو بايدين في سباق الرئاسة المقبل، وهل هي ورقة ضغط على الصين أيضا حتى تتراجع عن دعمها الكامل لروسيا وتحالفها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. هل مطلوب من البشرية أن تصدق هذه الاستفاقة بعد كل ذلك التلاعب بالمعلومات وهل ستصدق أن الإفراج عن المعلومات سيكون كاملا شفافا دون تلاعب؟! لن ينتظر العالم من وراء هذه الاستفاقة المزعومة غير المزيد من الخسائر التي تعصف بالبلدان الأكثر هشاشة والشعوب الأكثر فقرًا جراء الجولة الجديدة من صراع الكبار! إن ما يجري يؤكد مرة بعد أخرى أن مسلسل المؤامرات بين الدول وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية ضحاياهم دائما خارج الحسابات دون أمل في وقف هذه الحروب الدنيئة!
قلوبنا مع أولئك الذين خسروا أقاربهم وأحبابهم في هذه الجائحة، ومنهم من دفن أمًّا وأبًا وأخوة في أيام معدودة. نتذكرهم في هذا الشهر الكريم لندعو لهم بالرحمة والمغفرة وندعو لأسرهم بالصبر.. والصبر أيضا لكل الشعوب التي خسرت أموالا طائلة بسبب الأزمة ودمرت اقتصاداتها ومعنوياتها. أما الدعاء على أعداء الانسانية فأتركه لكم!!