واعظات الأزهر في ملتقى «رمضانيات نسائية»: حادثة الإفك ضربت أروع الأمثلة في الترسيخ لخلق العفو
ADVERTISEMENT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء 14 من رمضان، فعاليات ملتقى الظهر "رمضانيات نسائية"، برواق الفشنية، تحت عنوان "تأملات في آيات القرآن" ، وذلك برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، وبحضور د. آمال عبد الحميد محمد أستاذ مساعد بقسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، وأسماء أحمد محمود الواعظة بمنطقة وعظ دمياط ، ود. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
دور القرآن في إحياء النفوس
وأكدت د. آمال عبد الحميد ، أن القرآن الكريم له دور عظيم في إحياء النفوس، داعية إلى ضرورة التدبر في آيات الله لمعرفة طرق التكليف وعرضت أساليب التكاليف ومدى تنوعها حتى تستميل قلوب البشر جميعا، وبينت حكمة الله في تنوع التكاليف بين واجب وفرض وحرام ومكروه ومندوب ومباح.
وأوضحت أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم حث المسلمين على التدبر ووضع آداب له ، ومنها: الإخلاص واستحضار القلب والتواضع والعمل من أهم آداب التدبر، داعية إلى ضرورة التدبر والتفكر في كتاب الله المنظور في الكون كما نتدبر كتاب الله المقروء، منوهة أن الآيات الكونية سبيل لقوة الإيمان وتثبيت العقيدة.
الله حث عباده على التخلق بخلق العفو
من جانبها ، قالت الواعظة أسماء أحمد، إن الله تعالى حث عباده على التخلق بخلق العفو ، وذلك من خلال وقفات تدبرية لآيات من سورة آل عمران من قوله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ... "، موضحة أن الآيات تحدثت عن صفات أهل الجنة، وفضل الصدقة، وقيمة كظم الغيظ والعفو عن الناس.
واستعرضت الواعظة بمجمع البحوث ، أحداث حادثة الإفك وكيف أنها تضرب لنا أروع الأمثلة في العفو، كعفو أبي بكر رضي الله عنه عن مسطح بن أثاثة، وغير ذلك من أمثلة العفو.
وقالت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر: ما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم، خلق العفو والصفح، والتنازل عمَّا للنفْس من حقٍّ عند الآخرين، لا عن ضَعف ولا بدافع من خوف أو جُبنٍ، ولكن رغبة خالصة فيما عند الله، وإيثارًا صادقًا للآخرة على الدنيا، وتفضيلاً لِمَا يبقى ويدوم على ما يَفنَى ويزول، وأن كظم الغيظ أجره عظيم، والعفو فأعظم، وأعظم منهما الإحسان إلى خلق الله ولو أساؤوا إليك.
الأمر بتدبر القرآن
وأضافت: أنزل الله القرآن وأمرنا بتدبره والتفكُّر في آياته، فالتدبر عبادة من أجل العبادات، وقربى من أعظم القربات، والقرآن الكريم لا ينفع قارئه إلا إذا كان يعمل به، ولا يمكن أن يعمل به إلا إذا تدبره، ولا يمكن أن يتدبره إلا إذا فهم معانيه.
ونصحت د. سناء، باستحضار القلب عند تلاوة القرآن الكريم ، وبينت أن نزول القرآن في هذا الشَّهر سابقٌ على فرض الصِّيام فيه، فهو شهر قرآن قبل أن يكون شهر صيامٍ، وقد فقه السَّلف هذا، فصاموه، وعمروا ليله ونهاره بالقرآن تلاوةً وتدبُّرًا.