أحمد عمر هاشم : بعض الناس يظن أنه إذا عفي يقال عنه ضعيف الشخصية لم يأخذ حقه بيده
ADVERTISEMENT
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، عن فضل العفو و التسامح" أَنَّ رسولَ اللَّه صلي الله عليه وسلم قَالَ: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ " رواه مسلم، لأن بعض الناس يظن أنه إذا عفي يقال عنه ضعيف الشخصية لم يأخذ حقه بيده، بل إن أراد الإنسان أن يزيد الله من قدره في عزة فليعفو.
وأضاف " عضو هيئة كبار العلماء، في برنامجه من "هدي القرأن الكريم" أن الرسول الكريم يقول "إذا كان يوم القيامة، نادى مناد من كان له على الله أجر، فليقم، قال: فيقوم عنق كثير فيقول المنادي : ما أجركم على الله ، فيقولون: نحن الّذين عفونا عمّن ظلمنا ، وذلك قوله تعالى:" فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " ، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة بإذن الله".
فضل العفو والتسامح
وأكد أن سيدنا الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو قدوتنا، كان يؤذي وهو يدعو الناس، ويؤذي أصحابه ، وكانو يقولون له ادعو عليهم، فما دعا عليهم وإنما دعي لهم وقال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفقهون لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده و لايشرك به شيئا.
والقرأن الكريم يبين لنا منزلة حبيبنا وشفيعنا صلي الله عليه وسلم، وهو الذي يرسل الرسل، قال تعالي: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
العفو والتسامح مع الآخرين
و وتابع أن "الإمام ابن كثير" يورد موقف لإعرابي وقف أمام الحجرة النبوية الشريفة، وقال السلام عليك يا رسول الله، لقد سمعت الله يقول: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، وقد جئتك يا رسول الله أستغفر من ذنبي وأستشفع بك عند ربي ثم أنشد يقول " يا خير من دفنت بالقاع اعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم، نفسي فداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم"،
قال هذه الكلمات وانطلق وكان علي مقربة منه رجل يسمع ما يقول ويعي ما يلفظ به أخذته سنة من النوم ، رأي فيها سيدنا المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو يقول له يا عتبي الحق باخيك الاعرابي فبشره ان الله قد غفر له ، وهكذا نري رحمة الله وغفرانه تشمل المتسامحين وليس أهل القسوة والتشدد.