الإفتاء: تجسس الزوجة على هاتف زوجها حرام شرعًا
ADVERTISEMENT
أوضحت دار الإفتاء، أن سوء الظن يُكدر العلاقة بين الزوجين، وتتبع العورات واختلال الثقة بينهما مناف للحكمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعية التي قصد الشرع الشريف إقامة الحياة الزوجية عليها، وما يعتري بعض الأزواج من حالات الغيرة الزائدة والشك المفرط وقلة الثقة في شريك الحياة دون مبرر حقيقي لذلك، مما يدفعه إلى التجسس على المكالمات الهاتفية للطرف الآخر، أو التفتيش في مراسلاته ومحادثاته الإلكترونية وأجهزة الاتصال الخاصة به، يُعد سلوكًا عدوانيًّا سيئًا بين الزوجين، وتعديًا وانتهاكًا للحرمات، ومسلكًا للشيطان للتفريق بينهما.
حكم الدين في تجسس الزوج على زوجته
دار الإفتاء أضافت خلال الرد على سؤال نصه: ما حكم الدين في تجسس الزوج على زوجته أو العكس عن طريق وسائل الاتصال الحديثة؟ أن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبع عوراته حرام شرعًا، وأن الواجب على كل منهما رعاية حق الآخر وإحسان الظن به والتعاون على البر والتقوى، ومن ثارت في نفسه شكوك تجاه الآخر فعليه مصارحته بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.
دار الإفتاء أكدت أن الله تعالى أنعم على عباده بنعمة الزواج، وذكرهم بها في معرض الامتنان، وعظم من شأن رابطة الزوجية واصفًا إياها بالميثاق الغليظ، وأمر بأن تكون العشرة فيها بالمعروف، مما يقتضي مبادلة الثقة وحسن الظن؛ فهذا مما يحصل به السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، ولا تسير تلك العلاقة على نسق صحيح إلا بتخلق كلا الزوجين بالسماحة وغض الطرف عن الهفوات.
تجسس أحد الزوجين على الآخر سلوك منهي عنه
دار الإفتاء أشارت إلى أن تجسس أحد الزوجين على الآخر سلوك يشتمل على عددٍ من المنهيات والمحظورات الشرعية المفروضةِ صيانةً لشئون الناس وأحوالهم وأسرارهم؛ فمنها: سوء الظن، ومعناه: التهمة والتَّخَوُّنُ لهم في غير محله، وهو على هذا النحو محرمٌ شرعًا، ومنها كذلك: تتبع عورات الناس ومعائبهم بالبحث عنها والخوض فيها.
دار الإفتاء تابعت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من التجسس وما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس ويجلب الكراهية والبغضاء، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفقٌ عليه، ولا يقتصر التجسس على البحث عن العورات والمعائب فقط، بل يشمل النظر فيما يخص المسلم من مكتوب أو نحوه؛ روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ» رواه أبو داود.
الإفتاء: تتبع العورات حرام شرعا
دار الإفتاء أكدت أنه بناءً على ما سبق: فإن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.