النائب حسانين توفيق يكتب: كيف يمكن أن تربح مصر المليارات من القوى الناعمة؟
ADVERTISEMENT
المفهوم التقليدى للقوى الناعمة يتوقف عند تعزيز دور الدولة وحضورها المعنوى فى محيطها الإقليمى والدولى من خلال استغلال مقوماتها الثقافية والحضارية وتمكينها من طرح مبادرات ونشر مبادئها وتوجهاتها بشكل أوسع، وإن كان هذا المفهوم دقيق إلى حد كبير.
لكن المتغيرات التى جرت عبر العقود المتتالية أثبتت أن القوى الناعمة هى مجال خصب للاستثمار ويمكن أن يشكل رقما فى ميزانية الدولة، وأظن أن عدد من التجارب التى بدأت فى عدد من الدول المجاورة للاستثمار فى القوى الناعمة أثبتت إلى حد كبير صحة هذا المفهوم رغم أنهم يعتمدون إلى حد كبير فى استثمارهم هذا على العناصر البشرية المصرية باعتبارها الأكثر حضورا وشهرة فى المنطقة العربية.
كيف يمكن أن تربح مصر المليارات من القوى الناعمة؟
الحديث عن الاستثمار فى القوى الناعمة لدولة مثل مصر يحتاج منا أن نتذكر أن عوائد السياحة هى واحدة من أهم مصادر النقد الأجنبى فى مصر، وبالتأكيد فإن السياحة هى واحدة من تجليات القوى الناعمة المصرية لذا فإن الحديث عن الاستثمار فى القوى الناعمة ليس أمرا جديدا فى دولة مثل مصر، فقط كل ما ينقصنا أن تكون لدينا رؤية اقتصادية لإدارة مواردنا حتى تصبح موردا يمكن أن نعتمد عليه.
مصر واحدة من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوى الناعمة
وأود هنا الإشارة إلى أن مؤسسة "براند فاينانس" صنفت مصر كواحدة من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوى الناعمة خلال الأعوام القليلة الماضية حيث يقوم هذا المؤشر بتقييم أداء الدولة في 7 ركائز أساسية خاصة بالقوى الناعمة وهي التعليم والعلوم، والعلاقات الدولية، والتجارة والأعمال، والتراث والثقافة، والترويج الإعلامي والتواصل مع الخارج، والحوكمة، والقيم. وقد حققت مصر تقدماً في المؤشر العالمي للقوى الناعمة لعام 2022 بزيادة قدرها 3.3 نقطة مقارنة بعام 2021، وبالتالى فنحن نمتلك كل شئ يمكننا من تفعيل هذا الدور والاستثمار فيه، وتضييع الفرصة ليست أكثر من تضييع لمليارات يمكن إضافتها لموارد الدولة.