بين الحديد والنار..تختار الاقدار اول حدادة في مصر
ADVERTISEMENT
لم تكن مهنة "الحداده"؛ ضمن المهن السهلة والمعتادة والتي يقوي الجميع علي تحمل معاناتها الكبيرة، ولكن وفي تحدي كبير ؛ إخترقت الحاجة نادية بدوي هذا المجال الصعب بل والمستحيل ايضا والذي لا يقاوي علي تحمله الكثير من الرجال .
فرض مجال "الحدادة" علي نادية بدوي لتكون اول حدادة في جمهورية مصر العربية ؛ منذ اواخر الثمانينات، حيث كانت في اواخر العقد الثاني من عمرها في هذا التوقيت ،حتي توفي زوجها تاركا لها ثلاثة من الابناء ومسئولية ورشة كبيرة والوحيدة في محافظة الإسماعيلية التي تعمل في مجال الحدادة .
فلم تجد لها سبيلا غير اختراق هذا المجال الصعب كي يتثني لها والانفاق علي ابنائها ؛ بما يضمن استمرار اعمال الورشة؛ ومابين هذا وذاك تواجه هذه المرأة العديد من التحديات في هذا المجال؛ لاسيما وعدم اختراق المراة لهذا المجال من قبل .
بين الحديد والنار..تختار الاقدار اول حدادة في مصر
وتقول نادية بدوي: منذ إقامتي في محافظة الإسماعيلية مع زوجي الذي أتي بي من القاهرة الي الإسماعيلية ،وانا لم اعرف عن طبيعة عمله "كحداد " اي شيء ولا اعرف سوي اعمال المنزل ورعاية الاطفال فقط لاغير، ولكن سرعان ما تبدل الامر بعد وفاته، فلم يكن لدي خيار سوي العمل في مجال زوجي .
مما لاشك فيه مواجهتي للعديد من التحديات في هذا المجال بين "الحديد والنار" وتنفي ذلك مع طبيعتي كانثي،.
بدات التوجه إلي ورشة الحدادة والعمل مع الصنايعية"، والعمل علي كسب خبرة وتعلم بدايات الصنعة، ولم اخجل من ذلك او ارتضي بالعمل كمدير فقط للورشة ، .
ارتديت "العفريته" وبدات في العمل بين الحديد والنار، حتي وان اصبحت قادرة علي ايجادة وتشكيل الحديد ، ومختلف تفاصيل المهنة الشاقة ،وتناسيت كوني انثي ضعيفة لا تقوي علي العمل في هذا المجال .
وعلي الرغم من فرض ظروف وفاة زوجي والعمل في هذا المجال الذي اختارني ولم اختاره؛ الا انني احببته لدرجة العشق، حتي امتلكت جميع ادوات وابداعات تلك المهنة الشاقة كي ابدع فيها طوال سنوات عمري.
ومرت الاعوام الطويلة نجحت خلالها في تربية ورعاية ابنائي وزوجتهم جميعا حيث رايت احفادي وعلمت ابنائي كيفية تولي مسئولية ورشة الحدادة لاستمرار هذه المهنة من بعدي