«لن أعيش في جلباب أبي» مسلسل كل عصر.. فهل بإمكاننا إيجاد مثيل له في المستقبل ؟
ADVERTISEMENT
تحظى ذاكرة التلفزيون المصري بملايين من الأعمال الدرامية، التي تناقش مختلف القضايا، منها التي مرت مرور الكرام، واقتصرت مشاهدتها في موسم درامي معين، وتظل تُنسى بغيرها، ومنها التي ظلت محفورة في وجدان الجمهور على مدار سنوات طويلة، وتتكرر مشاهدتها مرات ومرات، دون أن يشعر المشاهد بملل أو نفور، وكأنه في كل مرة يشاهد عمل مختلف.
تحيا مصر يرصد تفاصيل حالة مسلسل لن أعيش في جلباب أبي
"لن أعيش في جلباب أبي" مسلسل كل عصر
ولكن يا ترى ما السر وراء ذلك؟، هل يلجأ صناع تلك الأعمال إلى الشعوذة لسحر الجمهور وأسر قلبه للمسلسل؟ أم يجبرونه بطرق التهديد والتخويف على المشاهدة لمرات كثيرة، وعلى مدار أعوام ؟.
في الحقيقة، لم تكن الشعوذة ولا التهديد والتخويف السر وراء تعلق الجمهور بعمل درامي معين لفترة طويلة تمتد لأجيال، ولكن يكمن السر والخلطة السحرية في اختيار نوع القضية التي تُقدم، ومدى مساسها بقطاع كبير من الجمهور، ويوجد أمثلة كثيرة على ذلك موجودة تاريخنا المصري الدرامي، الحافل بأنجح الأعمال على مستويات عالية.
وليس من الطبيعي أن نتحدث عن المسلسلات التي عاشت لزمن طويل بين الناس، دون أن نذكر مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» للنجم الراحل نور الشريف، الذي نجح بامتياز في تناول قضية شائكة لن تموت على مر الزمان، نظرًا لأنها تعبر عن أصوات شريحة كبيرة من الجمهور، وخاصة الشباب الذين يعانون من تسلط وتحكم آبائهم في مستقبلهم، بالإضافة إلى إجبارهم على حياة معينة لا يريدونها، وبذلك يظل المسلسل باقي مهما طرأت تغيرات في الحياة.
"ليالي الحلمية" سياسي من قلب الشارع المصري
وعلى نفس الوتيرة، هناك العديد من المسلسلات المصرية التي حفرت مكانها في التلفزيون على مر السنوات، كمسلسل «ليالي الحلمية»، فبالرغم من أنه يبدو مسلسل سياسي، إلا أنه يضم توليفة اجتماعية دسمة من خلال عدة قصص نابعة من قلب الشارع المصري، وهو ما جعله قريبًا من الجمهور.
وهنا وُجد سؤالًا يطرح نفسه «هل ستعيش مسلسلاتنا الحالية لأحفادنا وأبنائهم في المستقبل؟»، وللأسف كانت الإجابة محزنة، إذ أكدت الناقدة الفنية دعاء حلمي لـ جريدة جيل الغد أن المسلسلات الموجودة حاليًا لن تعيش طويلًا كما عاشت الأقدم منها، لأنها ببساطة تعتمد على النمط الاستهلاكي دون إبراز القضية الأساسية التي يتحدث عنها العمل.
وضربت «حلمي» بمسلسل أزمة منتصف العمر مثالاً على ذلك، وأوضحت أنه من المفترض تناول العمل لقضية حيوية وحساسة، ولكن القائمين على كتابته لم يتطرقوا إليها إطلاقًا، وذلك سيؤدي إلى عدم مشاهدة المسلسل مرة أخرى من الجمهور.