في ذكرى استشهاده.. كيف تمت عملية الثأر للشهيد عبد المعنم رياض؟
ADVERTISEMENT
في ظل ظروف قاسية بعد نكسة 1967، وأثناء إستعداد مصر لإعادة توحيد صفوف جيشها وبناؤه لإستعادة أرض سيناء المغتصبة، أشرف الفريق عبد المنعم رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الإستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف إشتباك شهدته الجبهة قبل معارك1973.
استشهاد الفريق عبد المنعم رياض
وفي صبيحة اليوم التالي قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدما، و التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع إختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق، حيث إنهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، وأستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن إنفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.
تنفيذعملية الثأر للشهيد
و بأوامر شخصية من الزعيم جمال عبد الناصر لمعاقبة الموقع الإسرائيلي الذي خرجت منه الدانة التى تسببت في إستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض يوم 9 مارس من عام 1969، في أثناء حرب الإستنزاف وتحديدا في 19 أبريل من العام نفسه، و الذي وافق يوم الأربعين لإستشهاد الفريق عبد المعم رياض، حيث قامت قوات الجيش بتنفيذ عملية "لسان التمساح" البطولية من خلال "المجموعة 39 قتال" بقيادة الشهيد العميد إبراهيم الرفاعى، حيث إستطاع أبطال الصاعقة المصرية قتل كل جنود العدو في الموقع ورفع العلم المصرى عليه، والعودة بالعديد من الأسلحة وذخائر العدو، دون وقوع أى إصابات كبيرة في صفوف أبطال الصاعقة المصرية.
وفي تحركت المجموعة بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعى ومعه قادة المجموعات ومعهم ضابط إستطلاع وأبطال المجموعة من الصف والجنود، وعسكر الجميع في مبني الإرشاد بالإسماعيلية المواجه لموقع لسان التمساح، و تمت عملية التلقين النهائي لأفراد المجموعة.
ومع أخر ضوء للنهار قامت المدفعية المصرية بقصف الضفة الشرقية للقناة لضمان دخول أفراد العدو للمخابئ، وأثناء القصف بدأت المجموعة العبور، وقام الأفراد بحرق العربات الموجودة بالموقع وإسقاط العلم الإسرائيلي وتدمير المدافع وتدمير الموقع بالكامل، وخرج أفراد العدو من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات أفراد المجموعات وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت محصلة العملية قتل 44 فردا هم كل قوة الموقع.
وبعد الإستيلاء علي الموقع بالكامل تم نسف مخازن الذخيرة ومخازن الوقود إضافة إلى نسف مدرعة ودبابتين وقتل طاقمهما.نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع ، إضافة إلى الاستحواذ على أريال جهاز لاسلكي، وتم إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري وانتظرت المجموعة بالموقع ساعتين كاملتين قبل العودة.
وبعد هذه العملية أطلق موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي على إبراهيم الرفاعى ورجاله أسم (أشباح الليل لأنهم لا يتركون خلفهم أي أثر بعد تنفيذ عملياتهم، كما أطلق عليهم البعض عليهم اسم (رأس النمر) وقد كرم الزعيم جمال عبد الناصر أفراد المجموعة وزار من جرح منهم بالمستشفيات، وتعتبر عملية لسان التمساح، المواجهة الحقيقية الأولى بين الجندي المصري والجندي الإسرائيلي منذ حرب 1948، وفيها تم القضاء علي خرافة أسطورة الجندي الإسرائيلي.