«مصر حاضنة العرب».. الرئيس السيسي يقدم نموذجا فريدا على حماية القضية الفلسطينية
ADVERTISEMENT
الرئيس يواصل جهوده التاريخية لدعم صمود القدس
تأكيدات مصرية على رفض المخالفات الإسرائيلية
مصر تستعيد ثقلها التاريخي في عهد الرئيس السيسي
مجموعة من التصريحات الهامة التي أدلى بها الرئيس والزعيم المصري عبدالفتاح السيسي، حول الحرص المصري الفائق على صون حقوق الأشقاء الفلسطينيين، والسعي المستمر لحل القضية الفلسطينية، والحد من أية تجاوزات يتعرضون لها، ليقابل العالم في المقابل تلك الرسائل بترحاب شديد وأهمية كبرى.
يسلط تحيا مصر الضوء في تقريره التالي، على ددلالات وانعكاسات الحضور المصري على الساحة العربية، واستعادة الثقل والتأثير بفعل سياسات الرئيس السيسي، والذي برهن اليوم على موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، مؤكدا أهمية دعم العرب لصمود القدس عصب القضية الفلسطينية.
جامعة الدول العربية حاضنة قضايا الأشقاء ودورها التاريخي
تولي مصر أهمية خاصة لجامعة الدول العربية، وتعتبرها أحد أهم ركائز الصمود العربي في مواجهة الأزمات التاريخية، والمحرك الرئيسي الذي يدفع بقضايا الدول العربية نحو الاصطفاف والوحدة، واليوم قد جاء الحضور المصري مبهرا، ممثلا في الرئيس السيسي خلال وقائع مؤتمر دعم القدس بعنوان "صمود وتنمية"، الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية اليوم في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
حالة الترحاب المعتادة والمعروفة عن الرئيس السيسي هي التي سادت خلال بداية اللقاء الذي سيكون له أهمية استراتيجية في لحظات اصطفاف دول العالم لتحقيق مصالحها، حيث قال الرئيس السيسي: يشرفني ويسعدني أن أتواجد معكم اليوم في جامعة الدول العربية.. بيت العرب؛ لنؤكد سوياً دعمنا لصمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية.. مدينة السلام ومهد الأديان.. التي يستدعي ذكرها صور التعايش والتسامح.. صور الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك مختلطة بمشاهد الحج بكنيسة القيامة.. المدينة التي امتزج فيها طريق إسراء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع درب السيد المسيح عليه السلام".
وركز الرئيس السيسي في التمهيد لرسائله أن القدس كانت عبر التاريخ عنواناً للصمود الذي يحمله اسم مؤتمر اليوم.. معربا عن أسفه أن هذا الصمود أصبح وكأنه قدر تلك المدينة، فهي كما عانت في الماضي، ما زالت تعاني في الحاضر، منوها بأن القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، اختصا الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءا من تأكيد مجلس الأمن بأنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
أبرز مستهدفات الحفاظ على حقوق الأشقاء الفلسطينيين
مضى الرئيس السيسي سريعا وبشكل مباشر نحو صلب القضايا الخاصة بدعم فلسطين وإيضاح تجاوزات الإسرائيليين، حيث أشار الرئيس السيسي وسلط الضوء على أن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل لاتجوز باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
الخبراء والمراقبون ثمنوا التركيز الرئاسي على موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين".
تحذيرات رئاسية مصرية من العواقب الوخيمة لهضم حقوق الفلسطينيين
أعاد الرئيس السيسي التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك، أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحا أن مصر بادرت منذ أكثر من أربعة عقود بمد يد السلام لإسرائيل.. سلام قائم على العدل.. وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية".
وبواقعية شديدة، تحدث الرئيس السيسي قائلا بأنه من المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية.. وظروف تهدد الأمن الإقليمي.. وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، المفهوم الذي سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية، حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين، ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة".
وجدد الرئيس السيسي دعوته للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل سوياً على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي.. داعيا الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي، الذي يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل.
بنبرة حاسمة وقوية، قال الرئيس السيسي: مصر ستستمر في الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال، ولن تألو جهداً في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، وستواصل - من أجل هذا الهدف - العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي.. وقال "كما سنواصل جهودنا للتعامل مع التحديات الآنية وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة، وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولي لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة".
رسائل تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي
اختتم الرئيس السيسي كلمته بتوجيه رسالتين الأولى للشعب الفلسطيني في كافة بقاع الأرض قائلا "نعم لقد طالت معاناتكم وتأخرت حقوقكم، وزادت أزمات المنطقة، إلا أن قضيتكم لا زالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكوناً رئيسياً لعملنا المشترك، وجزءاً لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية، وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع في إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، فإننا نظل داعمين لصمودكم بالقدس وبجميع أركان فلسطين".
ووجه الرئيس السيسي رسالته الثانية لإسرائيل حكومة وشعباً قائلا "لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل والاندماج بين شعوب المنطقة، وأنه لهذا الغرض، فقد مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقاً لسياق عادل وشامل؛ فدعونا نضعها سوياً موضع التنفيذ، ولنطوي صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة.. الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء".