قلة خبرة إنتاجية أم تخوف من ردود الأفعال؟.. سبب افتقار الدراما المصرية للأعمال التاريخية والدينية.. النقاد يجيبون

لاحظنا في الآونة الأخيرة غياب الأعمال الدرامية التاريخية عن الساحة الفنية في مصر لسنوات عديدة، وبدأ الأمر يُسبب انزعاج كبير للجمهور المحب لتلك الأعمال التي ترصد حقائق ووقائع من المفترض أن تُنقل عبر الأجيال ليتعرفوا على تراثهم العريق والقيم، ويعطيهم فرصة للمقارنة بين الحاضر والماضي، لكن ربما قرر المنتجون أن يتركوا هذا التراث بعيدا عن العقول خوفًا من إثارة الجدل أو ربما لم تتواجد العقول الإنتاجية التي تتلغب على هذا الخوف سواءً من ردود الأفعال أو الميزانية الضخمة التي تتكلفها الأعمال الدرامية التاريخية والدينية، أم كان لـ نقاد الفن  رأي أخر؟!.

تحيا مصر

وبالنظر للساحة الدرامية في الفترة الأخيرة، نرى أن أخر عمل فني تاريخي أو ديني عُرض على شاشة التليفيزيون هو مسلسل "الجماعة" بـ أجزاءه المختلفة، ولكن لم يكن هذا العمل المقصود من قبل الجمهور نسبة إلى الأعمال الدرامية التاريخية، فالجمهور متشوق بدرجة كبيرة لـ مسلسل كـ "إمام الدعاة" في عام 2012، الذي خاض بطولته الفنان حسن يوسف ورُصد خلاله السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي، بعدها بدأ تدريجيًا إهمال هذه الأعمال دون رصد سبب واضح للجمهور من قبل المنتجين.

نقاد الفن يكشفون سبب افتقار الدراما للأعمال التاريخية والدينية

واجتمع عدد كبير من نقاد الفن على أن السبب في افتقار الدراما المصرية للأعمال التاريخية والدينية هي التكلفة الإنتاجية الضخمة التي يتخوف المنتجون انفاقها، حيث قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريح خاص لـ تحيا مصر: لم نملك العقلية الإنتاجية التي من الممكن أن تفكر خارج الصندوق، فعندما ينظر المنتجون إلى التكلفة الإنتاجية الضخمة التي تنفقها الأعمال التاريخية والدينية من ملابس وديكورات وغيرها، يروا أن الأفضل لهم الإنفاق على عمل فني محدود تكلفته أقل ونسبة نجاحه أكبر ومن هنا يغيب الوعي ويقل إقبالهم على الأعمال التاريخية.

وتابع طارق الشناوي في تصريحه لـ تحيا مصرعن أهمية الأعمال التاريخية في الدراما المصرية، مشيرًا إلى أن الإنفاق على عمل تاريخي والتفكير له جيدًا قبل التحضير، سيكون له مردود مجزي على الاقتصاد، ليس هذا فقط فكلما زاد الإنفاق على الأعمال التاريخية يزداد المكسب منها.

الدراما التاريخية والدينية توضح الحقائق وتضع القضايا محل النقاش

وأعربت الناقدة الفنية دعاء حلمي عن شدة اشتياقها للأعمال التاريخية والدينية في الدراما المصرية، أوضحت لـ تحيا مصر أهمية تلك الأعمال فأشارت إلى أنها تعطي فرصة للجيل الحالي في دراسة الشخصيات التي دائمًا تسمع عن بطولاتهم وتقارن بين محاسنهم وعيوبهم لتستطع أن تقرر بنفسها تأييدهم أم معارضتهم.

وأضافت الناقدة دعاء حلمي أن رصد القضايا التاريخية في الأعمال الدرامية تجعلها موضع للنقاش والجدل المجتمعي وتكون بمثابة إخراج تلك الأعمال من الظلمات إلى النور لمعرفة الحقائق والوقائع التي كانت تدور في ذلك الوقت، ولكن افتقارنا لتلك الأعمال بسبب الميزانية الضخمة غير محبب.

ووضع الناقد كمال القاضي حلولا لـ معالجة قلة الأعمال التاريخية والدينية في الدراما المصرية، فقال الأعمال الدينية والتاريخية أصبحت نادرة وشحيحة وهذا يستلزم جهود مضنية لسد العجز في هذا الجانب ودعم الأفكار التي من شأنها إثراء الأعمال الدرامية ذات الصلة لإحداث تراكم ثقافي ومعالجة القصور الفكري الناجم عن إهمال سير الأمة والفقهاء والعلماء والفلاسفة كإبن رشد وابن سيناء والطبري وغيرهم.

وأوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين أنه من الضروري على المنتجين والمخرجين أثناء قيامهم بـ الأعمال التاريخية والدينية، هي رصد السلبيات والإيجابيات في الشخصية، ورصد حقائق لم نكن نعرفها من قبل في الشخصيات التي من المقرر تقديمها للجمهور، حيث أصبحت الدراما المصرية تفتقر الدقة في إختيار تلك المواضيع.

مفاجأة لـ محبي الأعمال الدرامية التاريخية والدينية

وفي هذا السياق يوجد مفاجأة لمحبي الأعمال الدرامية التاريخية، حيث أنه من المقرر أن يعرض في السباق الرمضاني المقبل لـ عام 2023، عمل درامي بعنوان "الإمام الشافعي"، ويتناول السيرة الذاتية للإمام الشافعي ويجسد دوره واحدًا من ألمع النجوم في الوسط الفني وهو الفنان خالد النبوي وسيناريو مريم نعوم.

واجتمع نقاد الفن على أن إختيار خالد النبوي لـ تجسيد شخصية الإمام الشافعي إختيار ممتاز، خاصة وأنه سبق وقدم مسلسل "ممالك النار"، وكانت لهجته في اللغة العربية مناسبة تمامًا، ليس هذا فقط بل يتمتع خالد النبوي بـ "كاريزما" تجعل الجمهور ينجذب لأي عمل فني يقدمه، وهو ما سيساهم بشكل كبير في نجاح الشخصية.