الزوجة الصالحة رزق.. «هبة» تتبرع لزوجها بثلثي كبدها وتنفذه من الموت بالشرقية
ADVERTISEMENT
حتى تسير السفينة تحتاج إلى شراعين، ومن هنا يظهر ماسك كل شراع في القدرة على دفع السفينة حتى تسير بسلام، ومن يحبُ بقلبهِ يدفع ثمن ما يهوى قلبه ويهدي له أثمن ما يملكُ، وإن كانت هذه الهدية جزء من الجسد، وقد ضربت «هبه» مثالا عظيما لكل ربة منزل تحب زوجها، فقد تبرعت لزوجها بجزء من كبدها بعد أن ساءت حالته وكان يحتاج إلى زراعة كبد كي يعيش، فلم تتردد ولو للحظة في التفكير بالأمر.
17 عاما كانت سنين العشرة بين الزوجين والتي بدأت بالبساطة في المعيشة، فقد تقدم لها زوجها الأستاذ «أحمد عبد الحميد» وكان بسيط الحال لا يملك من المال الكثير، وكانت هي الفتاة الوحيدة لوالدها التي تتدلل بين يديه، وعلى الرغم من بساطة زوجها فقد اختارته من وسط عشرات الأشخاص الذين تقدموا لخطبتها.. حيث تقول «هبة» أحببته نظراً لحسن أخلاقه وطيبة قلبه وبساطة معيشته، فقد كان مختلفا عن جميع الأشخاص الذين تقدموا لخطبتي، وشعرت معه بالراحة.
«صارحني في البداية بحقيقة مرضه»
وأضافت «هبة» بأنها أثناء فترة الخطوبة من زوجها تحدث معها بأنه مصاب بالفيروس الكبدي، وكان صريحا معها بمرضه حتى تختار المعيشة التي تحبها بدلا من أن تتفاجئ بعد الزواج بمرضه، مؤكدة أن حبها له ازداد بعد صراحته معها رافضا إتباع طريق الكذب، وقالت له بأنها قد اختارته الزوج الصالح لها حتى نهاية الطريق.
لم تفكر في نفسها، ولم تخاف من الموت، فقد فضلت كتابة حياة جديدة لزوجها أكثر من نفسها.. «منذ أن تزوجنا لم أري منه إلا خيراً، فلم يقدم لي إلا الحب والاحترام وبعد الزواج بعدة سنوات بدأت حالته الصحية تسوء، وأجمع الأطباء على ضرورة زراعة فص كبدي له، ونظراً لفصيلته النادرة لم نجد أي تبرع من الأقارب، وتفاجأت بتناسب فصيلتي مع فصيلته، فلم أتردد أو أفكر في الأمر وقررت التبرع له بثلث كبدي» هكذا تحدثت هبة لموقع تحيا مصر.
كثير العطاء فكان يخشى عليها من الآلام، وكان يرفض بشدة تبرعها له بثلثي الكبد حفاظا على حياتها، وخاصة أن جسدها نحيف، وعلى الرغم من تهالك جسده وحزن قلبه من شدة الالم الذي كان يشعر به بسبب تليف كبده، قائلا لها «أولادنا يحتاجون إلى رفقتك أكثر مني»، ولكن رفضت الزوجة بشدة وتعهدت له بإكمال المسيرة معه حتى نهاية الطريق، وتبرعت له بـ 60% من كبدها حتى شفاه الله وخرج من المستشفى بخير.
«الورم الكبدي أثر على حياتي»
حيث يقول الأستاذ «أحمد» ابن مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، بأن الورم الكبدي قد أثر على جسده وحياته، وكان على وشك فقدان حياته بعد تهالك جسده، وقال له أحد أقاربه بأن حياته أوشكت على الانتهاء، ولكن زوجته الأصيلة لم تقف مكتوفه الأيدي وقررت كتابة حياة جديدة له وتبرعت له بجزء من كبدها بعد التأكد من تطابق الفحوصات، مؤكداً بأنه كان يتوقع موقفها النبيل لأن اختياره لها من البداية كان صحيح.. قائلا "زوجتي صالحة فلم أري منها إلا العطاء طوال فترة زواجنا، وكنت أتوقع وقفوها بجانبي طوال فترة تعبي".
فقد ضربت تلك الزوجة الصالحة مثالا عظيما لكل أمرأة تتخلى عن مشارف حياتها من أجل حماية سفينة أسرتها، حتى وإن كان هذا العطاء جزء من الجسد، هكذا الزوجة الصالحة التى تتحمل الأعباء مع زوجها من أجل بناء حياة سعيدة لأفراد أسرتها.