«كل وزير بيجي يبدع ويبتدع».. نواب الشيوخ بمناقشات ملف التعليم: المعلم يفتقد المهنية الصبح يشتغل في المدرسة وبالليل على التوك توك علشان يسدد ديونه
ADVERTISEMENT
شهدت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، مناقشة عدد من طلبات المناقشة العامة المقدمة من النواب بشأن النهوض بالعملية التعليمية، وذلك بحضور وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي.
تحيا مصر
وفي هذا الإطار، قال حسام الخولى ممثل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن في مجلس الشيوخ، إن التعليم مسئولية مشتركة لا يجب أن تكون مسئولية وزارة التعليم فقط، وإنما للأهالى دور كبير فيها، موضحا أن أهداف ولى الأمر بمستقبل ابنه وكمجتمع هو الذى يجب أن يكون نصب أعيننا.
و أضاف الخولى، أن تكلفة الطالب حوالى 12 أو 13 ألف جنيه تقريبا سنويا على الدولة هذا بالإضافة إلى ما يدفعه ولي الأمر للطالب طوال عمره، وفى النهاية نخلص إلى طالب يتخرج بما لا يتماشى مع متطلبات سوق العمل.
وقال الخولي أن هناك عدة عوامل تتسبب فى عدم ذهاب الطالب للمدرسة مؤكدا أن الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة لديها مشاكل كبيرة أيضا أولها التعليم لأنه يذهب بأطفاله إلى المدارس الخاصة وبالتالى فإن المصاريف الخاصة بالدراسة أصبحت خيالية والحل أن يكون لدينا مدارس غير هادفة للربح ويجب العمل على زيادة أعداد هذه المدارس.
بدوره أكد خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ، أن بعض المدارس لا تقبل الطلاب من ذوى الهمم ومرضى التوحد بالمخالفة للقانون، وهناك مشاكل إنسانية تتعلق بأسر هؤلاء الأطفال لأن هناك مدارس خاصة لا تقبل هؤلاء الأطفال بما يجعلهم يتركون أماكنهم ومحل سكنهم للانتقال إلى سكن قريب من مدرسة لتوافق على إلحاق ابنها بها.
أضاف قنديل، أنه بالرغم من الحفاوة والتقدير الذى أعلنه الرئيس السيسى لأبنائنا من ذوى الهمم إلا أن المدارس لا تنفذ القانون فى هذا الشأن مطالبا بضرورة حل الأزمة.
فيما قال محمد عريبى عضو مجلس الشيوخ ، أننا نحتاج إلى تطوير المدارس على كل المستويات كذلك يجب علينا أن نطور من المعلم بالإضافة إلى تطوير دور الأخصائى الاجتماعى فى المدارس.
فيما أكد عيد بلبع عضو مجلس الشيوخ، أن الأولى على الجمهورية فى الثانوية العامة لم تذهب إلى المدرسة نهائيا وهو الخبر الذى صدمنى فهذا يعنى أن هناك فصل بين التعليم ووزارة التعليم حيث حققت هذه الفتاة مركز الأول على الجمهورية دون أن تدخل للمدرسة وهذا إشكالية يجب أن نقف عندها.
أكد النائب عبد العليم الشيخ، عضو مجلس الشيوخ، أهمية تشكيل لجنة عليا مختصة بوضع استراتيجية للتعليم في مصر تضم الخبراء والعلماء ليقرروا كيف نبدأ، قائلاً: " كل وزير بيجي يبدع ويبتدع، وما يحدث لا يثمن ولا يغني عن جوع، الموضوع أكبر من وزير التربية والتعليم".
ولفت الشيخ، إلي أن الدولة تكبدت من ميزانيتها مليارات من أجل مشروع "التابلت" الذي لم يأتي بثماره، وكان للمجلس النيابي دور عظيم في مواجهة سياسات الوزير السابق.
بدوره، شدد النائب أبو النجا المحرزي، علي أهمية إعطاء أولوية للتعليم الفني، حيث يعد قاطرة التنمية في مصر، قائلاً : "في ألمانيا التعليم الفني أمر هام، إحنا هنا بيخرج من عندنا جهلاء".
واستطرد المحرزي، قائلاً: "كنا فرحانين بوزير التربية والتعليم لكن شكل فرحتنا جت على فاشوش"، وهي العبارة التي قرر المستشار بهاء أبو شقة، وكيل المجلس الذي ترأس الجلسة، بحذفها
وشدد "المحرزي" علي أهمية مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية فضلا عن مطالبته بالتوسع في المدارس الخاصة.
المعلم أساس العملية التعليمة
في السياق ذاته، طالب النائب هشام الحاج علي، بالاهتمام ب، لكنه أصبح يفتقد المهنية عندما أصبح يعمل صباحا في المدرسة، ويعمل على "توك توك" ليلا ليسدد ديونه، لافتاً إلي أن المدرس ليس من حقه أن يكون مدرس حر، مثل المهندس أو المحامي، وأضاف البرلماني: "لست أقصد من ذلك السماح بالدروس الخصوصية، بالعكس، لكن علينا ضمان حقوق المعلم".
وطالب النائب محب الرافعي، بإنشاء مجلس وطنى للتعليم برئاسة رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء، ويضم عضويته وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالي، ويضع سياسسات التعليم، ويكون الأمر توجه دولة وليس توجه وزارة، حيث إن مشكلات التعليم معقدة وصعبة.
وأشار إلى أنه يمكن الاستعانة بنماذج وتجارب الدول الأخرى الناجحة فى تطبيق معايير المدرسة الجاذبة.
وقال النائب عبد الخالق عياد: "عندنا مشكلة فى التعليم ولكن إحنا كبرناها شوية، العالم كله عنده مشاكل فى التعليم، أمريكا نفسها عندها مشاكل تعليم"، وتابع: "الفنان نجيب الريحاني جسد المشكلة الحقيقة للتعليم والمعلم، والعلاقة بين الطالب والمدرس مهمة جدا، ولابد من الاهتمام بتطوير المدارس ودور المدرسة".
وتحدث النائب محمود صلاح، قائلا: "قضية التعليم من المحاور الأساسية التى يتحدث عنها دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولها أولوية لديه".
حل مشكلة إنشاء المدارس الخاصة
وطالب بتيسير إجراءات التحاق أطفال التوحد بالمدارس، مشيرا إلى أن هناك معاناة كبيرة يواجهها أسر أطفال التوحد فى مسألة دمجهم، كما طالب بحل مشكلة إنشاء المدارس الخاصة لأنها ستحل مشكلة نقص المدارس وتخفف عن موازنة الدولة، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار.
وقال النائب سليمان الزملوط: "الموضوع فى غاية الخطورة، وأحمل المسئولية فى مشكلة التعليم للمجتمع، وخاصة مجانية التعليم، لو قصرنا مجانية التعليم على من لديهم بطاقات تموين ومن يحصلون على معاش تكافل وكرامة، وتوجه المبالغ الباقية لبناء مدارس"، وأشار إلى أهمية تسهيل إنشاء المدارس الخاصة مما يخفف عن الحكومة والموازنة العامة.
وقالت النائبة هبة مكرم: "موضوع عودة الطالب للمدرسة مهم جدا، وإن لم يعد المعلم للمدرسة لن يعود الطالب، وهناك ضرورة لاستعادة الريادة للمدرسة التي تساهم فى تشكيل الطالب وبناء شخصيته، لا توجد مدرسة فى العالم لا يتعرض فيها الطالب لأى مضايقات، الدراسات أثبتت ذلك، ولكن الفكرة كيف يتم التعامل مع ذلك، ولابد من وضع ضوابط لمعاقبة من لا يذهب إلى المدرسة، هذه القضية مهمة جدا فالتعليم مرتبط بكل شىء فى الدولة".
وقال النائب محمود بكرى: "12% يدرسون فى مدارس خاصة وتجريبية، وأكثر من 86% فى المدارس الحكومية، و1% للمدارس الدولية، ولابد أن نعطى وزير التربية والتعليم فرصة"، مؤكدا اتفاقه مع مقترح إنشاء مجلس وطني للتعليم، يكون دوره وضع سياسات التعليم، فحتى لو تغير الوزير فالسياسات موجودة ومن يأتي بعده يسير عليها.
وقالت النائبة سهير عبد السلام: "تمسكنا بالنموذج التقليدي فى التعليم ولا طورنا ولا حاجة"، مقترحة استخدام قنوات اليوتيوب فى نقل الدروس والمراجعات للطالب وليس عبر التليفزيون، ومع الوقت تكون بديلة للدروس الخصوصية.
الحد من الكثافات في الفصول الدراسية،
و شدد النائب أحمد الطاروطي، عضو مجلس الشيوخ، على أهمية إعداد المنظومة التعليمية المتكاملة بشكل جيد، وفي مقدمتها المعلم، ودعمه ماديا واجتماعيا وضمان الاستقلال المهني، مشيراً إلي الجهد منقطع النظير الذي بذله الرئيس عبد الفتاح السيسي لإزالة كافة المعوقات أمام انطلاق المنظومة التعليمية في ضوء الجمهورية الجديدة.
وقال النائب أشرف أبو النصر، إن قضية التعليم ذات أهمية كبري لاسيما ودورها في بناء الشخصية المصرية ومن ثم بناء الوطن، وتشكيل وعي المواطن وتعزيز انتمائه، مقترحاً الحد من الكثافات في الفصول الدراسية، وسد السنوي في المدرسين من خلال مد مدة الخدمة إلى 65 عاما، وكذا التوسع في المدارس الخاصة.
بدوره قال النائب محمد الصالحي، إن الدروس الخصوصية آفة التعليم والذي لن ينصلح حاله إلا بتجريمه، مشدداً في الوقت ذاته علي رفع مرتبات المدرسين، التي وصفها بـ"الهزيلة"، ولفت الصالحي، إلي الحاجة لزيادة الأبنية التعليمية، والتوسع في المدارس الخاصة، وأن تكون المدرسة عنصر جاذب وليس مجرد مكان لتلقي العلم.