مبادرة إحياء المسرح المدرسى.. حلم طال انتظاره

عملا بالحكمة القائلة: "أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا" أطلق الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم مبادرة إحياء المسرح المدرسى قبل أيام، وإن كان هناك كثير من الملاحظات حول هذا الحدث لكنى أعتبره بادرة طيبة للغاية لاستغلال مواهب أبنائنا الطلاب واكتشافها وتوظيف طاقتهم فيما ينفع، وهو أمر سبق أن تحدثت عنه كثيرا لاقتناعي الشديد بأهميته ولأن الواقع يثبت يوما بعد يوم حاجتنا الماسة للأنشطة المدرسية وأن تعود المدرسة لممارسة دورها كملتقى للتعليم والفن والرياضة والثقافة.
تحيا مصر
من حيث الشكل فإن ملاحظتى الرئيسية هى أن توقيت إطلاق المبادرة لم يكن هو الأفضل بين أيام العام الدراسى، حيث كان الفصل الدراسى الأول يلفظ أيامه الأخيرة ولا صوت يعلو بين الطلاب على صوت الامتحانات، وبالتالى فإن كثير من أبنائنا الطلاب والمختصين فى المدارس لم يتابعوا الحدث بالاهتمام الكافى، فكان من الأفضل أن يتم اطلاق المبادرة فى بداية العام الدراسى حتى تحظى بدرجة أكبر من الاهتمام نستطيع من خلالها شحذ همم أبنائنا الطلاب وتحفيزهم للمشاركة فى نشاط المسرح المدرسى، والملاحظة الأخرى تتعلق أيضا بأن نشاط المبادرة سيبدأ خلال الفصل الدراسى الثانى، وللأسف فإن عمر الفصل القادم قصير جدا كما سبق أن بينت فى مقال سابق، ويتقاطع مع كثير من المناسبات والأجازات الدينية والوطنية، مما يعوق سير المبادرة بالشكل الذى نتمنى أن يكون عليه.

 مبادرة إحياء المسرح المدرسى.. حلم طال انتظاره

فى تقديرى الشخصي أن التغلب على هذه العقبات يحتاج إلى استغلال التوجيه المسرحي فى الإدارات التعليمية المختلفة لفترات أجازات الصيف وفتح المسارح القليلة الموجودة فى أماكن محددة بالمديريات التعليمية أمام الموهوبين من أبنائنا الطلاب خلال فترة الأجازة، حتى نكون أمام نشاط مسرحى محترم خلال العام الدراسى الجديد، وأقترح أيضا تحفيز أبنائنا الطلاب بعائد من الدرجات تضاف إلى مجموعهم مقابل هذا النشاط على غرار درجات التفوق الرياضى التى كان معمولا بها لفترات سابقة، على الأقل حتى لا يضطر أولياء الأمور إلى منع أبنائهم من ممارسة النشاط المسرحى بحجة الخوف على تحصيلهم الدراسى.
فى كل الأحوال إحياء المسرح المدرسى مبادرة مهمة تستحق أن نعتنى بها بأفضل وجه ممكن.