أسباب الأزمة المالية في 2008
ADVERTISEMENT
تعتبر الأزمة المالية التي مر بها العالم في 2008 وحدة من أكبر الكوراث الاقتصادية التي مر بها العالم اجمع، وبالرغم من التعاون مع المجالس الفيدرالية، والوزارات المالية المختلفة من أجل حل الأزمة والتخفيف من حدتها إلا أنها كلها بائت بالفشل.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأزمة أدت إلى انخفاض سعر المساكن بنسبة 31.8% وهي نسبة أكبر من التي حدثت في الكساد الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى أنه بعد انتهاء الأزمة ظلت نسبة البطالة مرتفعة بنسبة 9% لمدة عامين.
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن الأزمة المالية وأسبابها، وهل العالم سيمر بنفس الأزمة خلال الفترة المقبلة.
مفهوم الأزمة المالية
تعتبر الأزمة المالية هي عبارة عن حدوث انخفاض فجأة في أسعار أحد المنتجات أو الأصول المالية، ويترتب على انخفاض أحد الأصول إلى أنه قد يتطور الأمر ويتفاقم إلى أن يصل إلى افلاس أو حدوث انهيار في قيمة المؤسسات التي يمكن أن تمتلك هذه الأصول.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن تكون الأزمة المالية عبارة عن انهيار في أحد أجزاء السوق كالعملات أو سوق العقارات، أو أسواق تداول الأسهم ولكنه ربما يمتد إلى أن يؤثر على الاقتصاد ككل.
أسباب الأزمة المالية في عام 2008
يوجد العديد من الأسباب التي أدت إلى حدوث الأزمة المالية في عام 2008 والتي سنذكرها فيما يلي:-
1- الكثير من المحللين وخبراء الاقتصاد توقعوا حدوث الأزمة المالية في بداية عام 2008 وذلك عندما بدأت ترتفع أسعار العقارات بشكل غير طبيعي ويفوق كل التوقعات بمراحل كبيرة، والتي أدت إلى حدوث زيادة في منحنى الخطر، بسبب ارتفاع هذه الأسعار، والتي أطلق عليها الخبراء الفقاعة المالية.
2- من الجدير بالذكر أنه من الطبيعي أن يحدث تغير في الأسعار نتيجة تأرجح المؤشر الاقتصادي اليومي أو الدوري، ولكن بعد أن حدث ارتفاع غير متوقع في أسعار العقارات عادت حدث انخفاض غير طبيعي في أسعارها، ويرجع السبب في ذلك إلى ظهور أسهم الشركات الالكترونية، والتي لاقت اعجاب الكثير من المستثمرين وهجموا علي الاستثمار فيها بشكل كبير بعد الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات، وترتب على الهجوم الكبير من قبل المستثمرين على الأسهم الخاصة بشركات التقنية إلى حدوث انهيار بشكل كبير في الأسهم الخاصة بشركات التقنية وترتب عليه حدوث انكماش في سوق الأسهم.
3- بسبب الأزمة المالية قام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض معدل الفائدة، هذا بالإضافة إلى أنه قام بالعمل على ضخ سيولة نقدية في الأسواق، وهو الأمر الذي أدي إلى حدوث زيادة عن المعدل الطبيعي المتوقع، هذا بالإضافة إلى أنه بعد هذه الأحداث جاءت أحداث 11 سبتمبر والتي كانت سبب في مواصلة البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي في خفض معدل الفائدة، وهو الأمر الذي اضطر المستثمرين إلى العودة إلى الاستثمار في سوق العقارات، وذلك من أجل الحفاظ على النقدية الخاصة بهم، هذا بالإضافة إلى الاستثمار فيها.
4- من أسباب حدوث الأزمة المالية أيضا هو وجود فقاعة عقارية أخرى، وهو ارتفاع نسبة الاقتراض بين الكثير من المستثمرين، وعجز الكثير منهم عن سداد هذه القروض ، وهو الأمر الذي دفع البنوك الاستيلاءعلى هذه العقارات مقابل القروض التي تم اقتراضها، وبحكم أنهم هم الملاك الجدد لهذه العقارت كان إلزاما عليهم دفع الضرائب على هذه العقارات، وهو الأمر الذي كان سبب في خفض أسعار العقارات مرة ثانية، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد أكثر من بنك عجز عن سداد الضرائب لهذه القرارات وأعلنت إفلاسها، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأزمة المالية مرت بها كثير من الدول منها خليجية وأوربية ولكن جميعها كان أقل ضررا من المركز الخاصة بالفقاعة.
ماذا حدث بعد الأزمة المالية الكبرى في عام 2008
يوجد الكثير من النتائج التي حدثت بسبب الأزمة المالية في عام 2008 والتي كان من بينها:-
1- انهيار لبنك ليمان وهو واحد من أشهر البنوك الامريكية، ويعد هو في مقدمة الـ 19 بنك الامريكي التي أعلنت افلاسها بسبب الازمة المالية العالمية في عام 2008 ، ويرجع السبب في ذلك في أن البنك قام بالتلاعب بالبيانات وهو ما ترتب عليه خسارته لاكثر من 4 مليار دولار أمريكي.
2- حدث تشبع غير طبيعي للأسواق بالسيولة النقدية، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الأسر إلى الاقتراض من البنوك من اجل شراء الكثير من المنازل، وعجز الكثير من المواطنين عن سداد هذه القروض واستمرت الدوامة لفترة أطول.
3- قامت الكثير من المؤسسات المالية والأفراد بتجميد أرصدتهم، هذا بالإضافة إلى أنهم قاموا بتوقيف التعامل وامتنعوا عن الاقتراض وذلك خوفا من حدوث نقص في السيولة، وهو الأمر الذي ترتب عليه حدوث انكماش اقتصادي كبير، وحدوث تدهور بشكل كبير في الاقتصاد الامريكي، وبالتالي تدهور الاقتصاد العالمي.
4- حدث خلال الازمة العالمية لعام 2008 زيادة كبيرة في نسبة البطالة لم يشهدها العالم من قبل، هذا بالإضافة إلى حدوث تدني وانخفاض في مستوى المعيشة.
5- حدوث أزمات اقتصادية في العديد من دول الاتحاد الاوروبي والتي منها البرتغال، وإيرلندا، وأسبانيا، واليونان، وإيطاليا، وغيرهم العديد من الدول على مستوى العالم أجمع.
من الجدير بالذكر أنه ما زال حتى هذه اللحظة العالم باكمله متأثر بهذه الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008 والتي تعتمد بشكل قوي على عملة الدولار الامريكي، لذلك فإن الحل لهذه المشكلة هو الاعتماد على العملة المحلية الخاصة بكل دولة في تيسير أمورها.
معلومات عن الازمة المالية في 2008 بعد مرور اكثر من عشر سنوات عليها
تعد الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008 واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية التي مر بها العالم، وذلك منذ الكساد الكبير الذي حدث في عشرينات القرن العشرين.
ومن الجدير بالذكر أنه كان لهذه الأزمة تأثير كبير على العديد من الدول على مستوى العالم سواء كانت هذه الدول من دول الاقتصاد الكبرى أو الصغرى.
وبدأت الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت إلى أزمة خاصة بالعقارات في شهر سبتمبر لنفس العام ثم بعد ذلك إلى أزمة بنكية، والتي أدت إلى انهيار بنك ليمان الامريكي.
وكان السبب الأساسي لحدوث هذه الأزمة هو استنفاذ المحافظ الخاصة بالرهون العقارية والتي أدت إلى خسارة ما يقرب من 4 مليار دولار إمريكي.
شبح أزمة 2008 يلوح بالأفق
الكثير من المسؤلين والاقتصاديين يخافون من أن يمر العالم بأزمة اقتصادية مثل التي حدثت في عام 2008 ، وذلك بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والركود الاقتصادي الذي يعيشه العالم أجمع خلال الفترة الماضية.
ففي حالة أن الحرب الروسية الأوكرانية نجحت فإنه سوف يكون الجزء الشرقي من أوكرانيا جزءا من روسيا وهو الأمر الذي سيضعف من قوة الولايات المتحدة الأمريكية ويعزز من قوة العلاقة بين روسيا والصين.
أما في حالة فشل روسيا في هذه الحرب فإنها ستتحول إلى دولة منبوذة وستقوى الولايات المتحدة الأمريكية وسيزيد نفوذها في النظام العالمي، ولكن من الجدير بالذكر أنه كل هذه الأحداث أصبحت تهدد الاقتصاد العالمي ويخشى الجميع أن يمر بأزمة مالية مثل التي حدثت في عام 2008 .