فيلم "نبيل الجميل".. فكرة جديدة قتلتها معالجة مستهلكة.. وهنيدي كما شاهدناه على مدار 22 عامًا
ADVERTISEMENT
استقبلت السينما المصرية بالترحاب منذ أسابيع قليلة فيلمًا جديدًا لحبيب الجماهير نجم الكوميديا محمد هنيدي يحمل اسم "نبيل الجميل أخصائي تجميل".. اسم وقعه لطيف على الأذن يحمسك لمشاهدة الفيلم على الفور، لأنه يكفي أن تتخيل "هنيدي" في ثوب طبيب تجميل لتتحمس.
وبعد أن يأخذك الحماس إلى قاعة السينما ويبدأ عرض الفيلم ستشعر بالسعادة، ومن المؤكد أنك ستضحك، وستنسى أحزانك وهمومك لمدة 110 دقيقة، ولكن كل ذلك لا يكفي لصنع فيلم سينمائي متكامل، فيؤسفني أن أخبرك عزيزي القارئ أن إضحاك الجمهور لا يعني أن الفيلم ناجح كامل متكامل، فهناك عدة أمور تنقصه وأخرى تميزه سيرصدها موقع تحيا مصر في ذلك التقرير.
فكرة جديدة قتلتها معالجة مستهلكة
يُحسب لفريق عمل كتابة الفيلم اختيار الفكرة وهي فكرة طب التجميل، لأنها تعتبر جديدة على السينما المصرية لم يتم تناولها من قبل بشكل واسع، ولكن ضاع كل ذلك هباء عندما تم وضع الفكرة في معالجة استخدمت عشرات المرات ليس في السينما فقط بل في المسرح والدراما أيضًا.
فقد مللنا من قصة البطل الذي يحب البطلة، وتواجههم عدة عقبات منها فرق المستوى الاجتماعي بينهما، وعدم رضا والد الفتاة عن تلك العلاقة، بالإضافة إلى وجود شخص يعمل عند والد الفتاة ويتمنى الزواج بها فيوقع البطل في عدة فخاخ للإطاحة به وتشويه صورته أمامها، وفي النهاية يتزوج البطل من البطلة وتملئ الزغاريد والورود أخر مشهد في السيناريو.
هنيدي كما شاهدناه على مدار 22 عامًا
ومن وجهة نظري، عند استعراض أعمال محمد هنيدي السينمائية ستجده كما هو في كل فيلم.. ستجده ذاك الشاب الذي يحلم بالزواج من فتاة وتدور أحداث الفيلم حول ذلك الموضوع.. ستجده في كل فيلم يخشى بلطجي أو يواجه عصابة.. ففي "أمير البحار" يقع في مواجهة القراصنة، وفي "فول الصين العظيم" يقف أمام عصابة "يونج"، وفي "نبيل الجميل أخصائي تجميل" يقابل البلطجي سامبو، وتاجر المخدرات المعلم مجدي.
ولم يقف الأمر إلى هنا، فقد حرص النجم محمد هنيدي على إحياء بعض من مشاهد أفلامه القديمة في فيلمه الجديد "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، ففي مشهده مع الفنان ضياء الميرغني تم استعادة مشهد "احكيلي نكات" من فيلم "أمير البحار"، وفي مشهد آخر غنا ورقص هنيدي على أغنية "فوق غصنك يا لمونة" بنفس الحركات التي فعلها في أحد المشاهد في فيلم "فول الصين العظيم".
الجمع بين كوميديا الموقف وكوميديا الإفيه
وعلى الصعيد الآخر، فمن ضمن الأمور التي حازت على إعجابي أثناء مشاهدتي للفيلم، هو الجمع بين كوميديا الموقف وكوميديا الإفيه، فقد احتوى الفيلم على العديد من المواقف الكوميدية التي لم تكتب للبطل وحده، بل هناك مواقف لـ الفنان محمد سلام والفنانة رحمة أحمد أوقعت الجمهور من مقاعدهم لكثرة الضحك.
وبالإضافة إلى اعتماد الفيلم على كوميديا الموقف.. اعتمد أيضًا على كوميديا الإفيه، حيث ضم عددًا من الجمل المضحكة الرنانة التي ظلت في ذاكرة الجمهور حتى بعد انتهاء عرض الفيلم والخروج من قاعة السينما.
تساؤلات بعد تفكير عميق
وبعد التفكير في كل تلك النقاط التي سبق ذكرها، دارت تساؤلات عديدة في ذهني ومن المحتمل أنها تدور في ذهنك أيضًا بعد قراءة الموضوع، وهي: إلى متى سنعيد ونزيد في معالجات مستهلكة؟.. هل وصلنا إلى درجة من فقر للأفكار والتفكير السليم للمعالجات؟!.. إلى متى سيقدم هنيدي دور الشاب بالرغم من تجاوزه سن الـ 50؟!.. إلى متى سيظل الزواج غاية هنيدي في كل أفلامه؟!.
يجب إيجاد إجابات وحلول لتلك الأسئلة على وجه السرعة حتى لا نفقد أسطورة جيلنا في الكوميديا التي عشقناها جميعًا.