عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما بين الهادف والساخر.. كيف عبرت السينما المصرية عن مرضى السمنة؟

أحمد حلمي-مي عزالدين-
أحمد حلمي-مي عزالدين- رامز جلال

اعتادنا من متابعة أعمال الشاشة الكبيرة المصرية طوال سنوات عديدة على رؤية شخصيات درامية بعينها تتكرر بنفس الصفات في كل عمل فني سينمائي، كالسكرتيرة اللعوب، والرجل الوسيم الذي تهواه كل البنات، ومن ضمن تلك الشخصيات هي شخصية مريض أو مريضة السمنة.

ففي معظم الأوقات تظهر تلك الشخصية في الفيلم محل سخرية واستهزاء، ونادرًا ما يكون إبرازها هادفًا لمناقشة معاناة مرضى السمنة وتفاصيل حياتهم، وفي ذلك التقرير سيرصد موقع تحيا مصر لك كيف عبرت السينما المصرية عن مرضى السمنة ما بين الهادف والساخر.

"أيظن" و"حبيبي نائمًا".. فتاة عانس قبيحة من وجهة نظر الجميع

جسدت النجمة مي عز الدين حالة مرضى السمنة مرتين من خلال السينما، الأولى في فيلم "أيظن" حيث ظهرت كفتاة ساذجة قبيحة من وجهة نظر من حولها، لا تعرف أي شيء عن الحياة سوا الطعام، وذلك يعتبر تمثيل سطحي جدًا لحياة مرضى السمنة في الواقع، فتلك تعتبر شخصية هزلية لا يمكن أخذها في الاعتبار عند الحاجة إلى التعرف على تفاصيل دقيقة في حياة مرضى السمنة.

أما بالنسبة لفيلم "حبيبي نائمًا" فتم فيه تناول شخصية مريضة السمنة بشكل أوسع، حيث ظهرت معاناتهم في العديد من المواقف الواقعية، كالصعوبات التي يواجهونها في ركوب الدراجات والخيل، قياس الملابس، بالإضافة إلى كمية التنمر التي يتعرضون لها.

وبالرغم من ذلك، ظهر البطل في الفيلم وهو معجب بتلك الفتاة الجميلة الرشيقة، وعندما انتهى السحر ورآها على حقيقتها أصابته صدمة قوية، ودخل في حالة من الاكتئاب، ولكنه عاد إليها في النهاية بعدما أدرك أن الجوهر في الروح وليس في الشكل.

"إكس لارج".. تجربة فريدة تحمل رسالة تحفيزية

من وجهة نظري، يعتبر فيلم "إكس لارج" من أفضل الأفلام التي تناولت مشكلات مرضى السمنة ومعاناتهم، بجانب إعطاء الجمهور نوع من التحفيز والتشجيع على هزيمة السمنة والتغلب عليها بالإرادة والحافز، كما أن الفيلم لم يفرض مشهد ساخر من شخصية البطل ذي الوزن الزائد، واعتمد على سرد تفاصيل الحياة اليومية لمرضى السمنة من الواقع في شكل سينمائي.

“أخي فوق الشجرة”.. تجربة منتظرة في السينما

وحاليًا السينما المصرية على وشك استقبال موسم جديد بأفلام سينمائية متنوعة، من ضمنها فيلم “أخي فوق الشجرة” للنجم رامز جلال، والذي تبين من الإعلان التشويقي له تجسيد "رامز" لشخصية مريض السمنة، والظاهر أن الفيلم سيسلك طريق الأغلبية في التناول وسيتجه لتقديم الشخصية بغرض تحقيق الكوميديا لا أكثر.

رأي الناقدة دعاء حلمي في تناول السينما المصرية لمرضى السمنة

وفي ذلك الإطار، تواصلنا مع الناقدة الفنية دعاء حلمي لتكشف لنا عن رأيها في موضوع تناول السينما المصرية لمرضى السمنة، حيث قالت: “في السينما كانت دايما شخصية الست التخينة في أفلام الأبيض والأسود هي العانس واللي دمها خفيف اللي بتضفي بسمة على الفيلم”.

وتابعت: “ومحدش تعمق أوي في أن البني آدمين دول عندهم همومهم ومشاكلهم وصعوباتهم غير بالشكل الكوميدي، ومشوفناش حد منهم كان بطل متصدر أفيش غير علاء ولي الدين، هو اللي قربنا شوية من عالم السمنة”.

تجربة “إكس لارج” من وجهة نظر دعاء حلمي

وعن فيلم “إكس لارج” قالت: “وتجربة إكس لارج نجحت لأن أحمد حلمي أخد شوية من علاء ولي الدين، بالإضافة إلى أنه اتكلم عن قد ايه الناس دي بتعاني بشكل لايت من غير ما يكون فيه حاجات قاسية، ولعب بردو على فكرة أن السمنة مرتبطة بالفكاهة عشان دايما بيبقى دمهم خفيف”.

وأضافت: “فبالتالي مكنش عندك حاجة بتناقش الموضوع بشكل جدي عشان الكاركتر نفسه بيفرض أن طبيعة الموضوع تبقى هزلية ودمها خفيف وفاني”.

كما أكدت على أن تجربة مي عز الدين في ذلك الموضوع كانت سطحية وغير متعمقة، حيث قالت: “أفلام زي حبيبي نائمًا وأيظن لعبوا على فكرة أن البنت التخينة عايزة تخس عشان تتجوز وكأن الجواز هو أخر الحكاية مش أن دي مشكلة صحية بتعمل لصاحبها أزمة نفسية ومشاكل بداخله”.

تابع موقع تحيا مصر علي