حب الناس كنز أهم من الفلوس.. عم «أبو علي» يقدم سندوتشات الجمبري بـ 20 جنيه|فيديو
ADVERTISEMENT
عندما تتجول بين شوارع منطقة المنتزه بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية تجد محل بسيط ونظيف يقف أمامه العديد من المواطنين الذين يقبلون بشكل شبه يومي لشراء سندوتشات الجمبري، إنه محل "أبو علي للجمبري" هذا الرجل الذي يمتلك قصص كفاح يسطرها التاريخ في صفحات الشهامة والذي لا يعرف لليأس طريق، ويسير على نهج القرآن الكريم "ورزقكم في السماء وما توعدون".
بطل حكاية اليوم عم "أبو علي" صاحب الـ 56 عاماً، الذي اختار طريق التجارة مع الله والرأفة في أسعار السندوتشات التي يقدمها للزبائن، حيث تعود حكاية عم "أبو على" إلى الوراء منذ أكثر من 25 عاماً عندما كان يبيع سندوتشات الجمبري بجنيه وسط محل بسيط، ومع مرور الأيام حرص على الحفاظ على الأسعار التي تناسب الزبائن لإرضاء الجميع، ولم يقبل الزيادة قائلا "الرزق الحلال مش بكثرة الغلاء ولكن بإرضاء الجميع ودعوة ومحبة الناس ليك".
«الناس بتجيلي من كل مكان»
على الرغم من صغر المحل إلا وأنه صاحب شهرة كبيرة وسط منطقة المنتزه ويتوجه إليه الزبائن من جميع أنحاء محافظة الشرقية، بحثاً عن محل "أبو علي للجمبري" صاحب أحسن ضحكة وفكاهة مع الزبائن، حيث يجلس عم "أبو على" على باب المحل مرحباً بجميع الزبائن، كما يقدم السندوتشات للجميع حتى غير حاملي المال، ولا يتأخر في إرضاء القطط التي تتردد على المحل لتناول القليل من الجمبري.
«أنا بحب أراضي الكل علشان ربنا يراضيني»
«أنا بحب أراضي الكل علشان ربنا يراضيني عايز اقابل ربنا بوجه كريم، وطول ما الإنسان بيسعي ويشتغل بايده وبيراضي الكل ربنا هيراضيه» بهذه الكلمات وصف عم "أبو علي" قصة كفاحه منذ ريعان شبابه في عمل سندوتشات الجمبري، مضيفاً أنه منذ أكثر من 10 سنوات تعرض لحادث بتر اليد اليسرى أثناء محاولته إنقاذ شاب من حادث دهس جرار، ولكنه رضي بقضاء الله، على الرغم من تأثير هذا الحادث عليه جسديا ونفسيا لعدة سنوات ولكنه عاد لعمله الذي يحبه واقفا على قدميه دون انتظار مساعدة أحد له.
النظافة وحسن الاستقبال عنوان عم "أبو على"، حيث عندما تدق قدميك محله تجده نظيفا لامعا، كما تجده يستخدم أفضل أنواع الجمبري، رافضا رفع الأسعار وتقديم السندوتشات بـ 15ج و25 جنيه، مقنعاً بالرزق القليل الذي يعود له عند بيع السندوتشات للجميع، قائلا "شراء معرفة الناس والفرحة على وجههم أفضل وأغلي بكتير من الفلوس"، مضيفاً بأن تلك المهنة التي جعلت منه رجلاً محبا من الجميع وسوف يستمر فيها لآخر العمر، موجها للشباب رسالة بضرورة السعي للعمل والكسب الحلال.