عادل حمودة يروي قصة محاولة الموساد تجنيد هيكل: كان اسمه الرمزي «يوزى»
ADVERTISEMENT
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل كاتم أسرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وبطبيعة الحال، حاول جهاز الموساد الاقتراب منه بل وتجنيده وكشفت ملفات المخابرات الإسرائيلية والملفات الدبلوماسية السرية، التي رُفعت عنها السرية في عام ٢٠٢٢، عملية عالمية معقدة للوصول إلى المستشار الرئيسي للرئيس المصري الراحل عبد الناصر، محمد حسنين هيكل،و حسب الوثائق كان هيكل اسمه الرمزي في الموساد "يوزي".
وتابع حمودة في برنامجه "واجه الحقيقة" على قناة "القاهرة الإخبارية": كشفت هذه الوثائق عن عملية مفصلة أجريت حول هيكل من أجل إقناعه بالاجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين الرسميين، بل وحتى زيارة إسرائيل. لم يذكر ملف هيكل، الذي يغطي الفترة 1959-1960، الهدف النهائي من محاولة التقرب. من المحتمل أن هذا الهدف قد تأرجح ما بين تجنيده كعميل أو استخدامه للتأثير على سياسة القاهرة تجاه إسرائيل، أو على الأقل لتغيير مسار الرأي العام المعادي في العالم العربي.
وقال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن الأستاذ محمد حسنين هيكل، كان يحلم بمكان في السماء، كان نفسه يناطح السحاب ويمد يده ليكبش النجوم المضيئة بها، تمنى أن يكون طيارا لكنه لم يستطع، ثم فكر في أن يصبح طبيبا مشهورا، لكن شهادته حالت دون ذلك، وجرب أن يلعب كرة القدم لعله يصبح واحدا من نجوم الملاعب ولكنه تراجع عن تخيله بعد أول مباراة، لكن تلك الأمنيات الحقيقية كانت شديدة البساطة.. شديدة السذاجة بالنسبة لما وصل إليه محمد حسنين هيكل.
عادل حمودة يروي قصة محاولة الموساد تجنيد هيكل: كان اسمه الرمزي «يوزى»
وتابع ": أصبح هيكل واحدا من أشهر الكتاب في جيله على مستوي العالم كله.. نشرت مقالاته في صحف يقرأها البشر من اليابان إلي إسبانيا .. ومن الدنمارك إلي جنوب أفريقيا .. ترجمت كتبه إلي 30 لغة في نفس الوقت.. تقاضي جنية إسترليني علي كل كلمة ينشرها.. ونشرت عنه رسائل دكتوراة في جامعات مختلفة.. طبعا كل ذلك أثار الإعجاب به.. وأثار الغيرة منه.
وأضاف: ذات يوم تلقي برقية من صحفي لبناني كبير قال فيها "أنا أحسدك علي خصومك"، ورد هيكل عليه "أنت تحسدني على عدد خصومي ولكنني أيضا أستحق الحسد على أصدقائي".
وقال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إنه في يناير 1991 التقى حسنين هيكل مع جمهور معرض الكتاب بعد غياب طويل فرض عليه .. فوجئت إدارة المعرض بزحام لم يشبق له مثيل .. فوجئت أكثر بجرأة الحوار الذي سبب انزعاجا في المستويات العليا فلم يدع هيكل للحديث في المعرض مرة أخري وحاصره الصمت من جديد.
عادل حمودة يتحدث عن الأستاذ محمد حسنين هيكل
وتابع حمودة: في فبراير عام 1992 توليت مسؤولية تحرير مجلة روز اليوسف .. كان أول ما فكرت فيه استضافة هيكل علي صفحات المجلة ليسمع الناس صوته من جديد .. حاورته في كل ما يحدث .. وجمعت الحوارات في كتاب نشر تحت عنوان "لعبة السلطة في مصر". أيضا جاء إلينا ليلقي أكثر من محاضرة .. وفي كل مرة كان شارع قصر العيني يخلق من الزحام الذي يسببه حضوره .. وكاد زجاج المبني أن يتحطم من شدة تدفق الجمهور.
وواصل: كانت الناس تريد سماع صوتا مختلفا ولو اختلفوا معه .. وكان هيكل هذا الصوت في تسعينات القرن الماضي، واستمرت علاقتي بهيكل أكثر من عشرين سنة.. استمرت إلي ما بعد ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 ثم افترقت الطرق بيننا .. وهذه قصة أخرى.. لكن مهما كان الخلاف فلا يمكن إنكار أن هيكل صحفي من طراز مختلف .. تعلمنا منه .. لكننا لم نصل إلي براعته وشهرته ومؤلفاته.. لم يكتب هيكل سيرته الشخصية وأن كتب سيرته المهنية في كتاب " بين الصحافة والسياسية" إلا أنه خصني بكثير مما لا يعرفه الناس عنه نشرته في كتاب "هيكل الحياة الحرب والحب".