«معلومات الوزراء» يقدم ورقة بحثية جديدة حول عناقيد الرقائق الإلكترونية في مصر
ADVERTISEMENT
نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ورقة بحثية جديدة ضمن سلسلة "شبابنا يدعم قرارنا"، والتي تتسم بأنها سلسـلة بحثيـة غيـر دوريـة ذات طابـع تطبيقـي، يصدرها وينشرها المركـز ايماناً منه بالـدور الحيـوي الـذي يلعبـه شـباب الباحثيـن فـي الجامعـات والمؤسسـات البحثيـة جميعهـا فـي تقديـم رؤى وأفـكار خلاَّقة لدعـم متخـذ القـرار، إلـى جانـب تشـجيع مشـاركة الشـباب فـي رسـم السياسـات العامـة لعـدد مـن القضايـا ذات الأولوية فـي المجالات كافـة، وانتهـاءً بطـرح اسـتراتيجيات متكاملـة، وآليـات تنفيذيـة مبتكـرة للقضايـا محـل الدراسـة والتحليـل، وقد جاءت الورقة البحثية بعنوان "عناقيد الرقائق الإلكترونية في مصر (توطين-تشجيع-تشريع)".
تهـدف الورقـة البحثية إلـى صياغـة برنامـج عمـل لتوطيـن صناعـة الرقائـق الإلكترونية فـي مصـر مـن خـلال تفعيـل دور العناقيـد الصناعيـة خـال الفتـرة (2022 - 2035)، وذلـك فـي ضـوء التجـارب الدوليـة الرائـدة، والدراسـات السـابقة، والتقاريـر المحليـة والدوليـة، والمقابلات مـع الخبـراء فـي هـذا المجـال.
أشارت الورقة إلى أهم الخصائص العامـة المشـتركة بيـن الـدول الناجحـة فـي تشـجيع الصناعـات عاليـة التكنولوجيـا بالاعتماد علـى العناقيـد التكنولوجية وكان من أبرزها، توطين وتعميق الصناعات عالية التكنولوجيا في أماكن جغرافية محددة، وتشجيع ودعـم بنيـة البحـث والتطويـر وخلـق منظومـة تعليـم فنـي متطـورة ووضـع برامـج تدريـب قوميـة لتطويـر المهـارات الخبـرات، والربـط بيـن مؤسسـات المعرفـة والصناعـة، وتحسـين كفـاءة وفعاليـة الإنفاق علـى البحـث والتطويـر فضلًا عـن الشـراكات المدروسـة مـع شـركات منتجـات الصناعـات عاليـة التكنولوجيـا، وتشجيع وتنميـة القــدرات الذاتيــة للشــركات والمؤسســات المحليــة علــى التوســع التدريجــي مــن الصناعــات منخفضــة التكنولوجيــا إلــى الصناعــات متوســطة وعاليــة التكنولوجيــا.
كما اتبعت الدول الرائدة في هذه الصناعات منهجين عالميين لبناء التنافسية الصناعية وهما، جذب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية وتركيز الجهود لجذب الصناعات عالية التكنولوجيا مثل الصين وسنغافورة وماليزيا، والاعتماد على الشـركات والمؤسسـات المحليـة وبنـاء قدراتهـا الذاتيـة للتوسـع التدريجـي مـن الصناعـات المنخفضة التكنولوجيـا إلـى الصناعـات المتوسـطة والعاليـة التكنولوجيـا والاستغلال الأمثل للمـوارد الطبيعيـة، والطاقـات البشـرية الوطنيـة مثـل كوريـا الجنوبيـة، والبرازيـل، وتايـوان.
قدمت الورقة برنامج عمل مقترح لتوطيـن صناعـة الرقائـق الإلكترونية فـي مصـر مـن خلال تفعيـل دور العناقيـد الصناعيـة خلال الفتـرة (2022-2035)، مع اقتراح العمل على خمسة محاور بهدف تعزيـز تنافسـية مصـر ورفـع ترتيبهـا فـي مؤشـر التنافسـية العالمـي والـذي احتلـت فيـه مصـر فـي عـام 2019 المرتبـة 93 مـن إجمالـي 141 دولـة.
ويركز المحور الأول على بناء البنية التحتية الصناعية التكنولوجية من خلال العمل على الإجراءات التالية، إنشاء مركز تخطيط صناعي لتحديـد القطاعـات الصناعيـة الواجـب دعمهـا والتي تؤمِّن الربحية والمردود الوطنــي والاقتصادي الأعلى وبالأولوية فضلًا عــن تحديــد خطــة العمــل اللازمة وآليــة تنفيــذ توطين الرقائـق الإلكترونية بمصـر، وإطلاق العمـل بمشـروع المناطـق الصناعيـة النموذجيـة وتوفيـر الأراضي الصناعيـة، مــع تحديــد التكنولوجيــات المطلوبــة لــكل منطقــة صناعيــة وتحديــد احتياجاتهــا، وتفعيل دور العناقيـد الصناعيـة المتخصصـة فـي صناعـة وإنتـاج الرقائـق الإلكترونية، خلال الفترة (2022-2035).
«معلومات الوزراء» يقدم ورقة بحثية جديدة حول عناقيد الرقائق الإلكترونية في مصر
فيما يتناول المحور الثاني بناء البنية العلمية والبحثية، حيث يقترح هذا المحور عددًا من الآليات الساعية لبناء قدرات وطنية تقنية وبحثية، وبناء مخزون استراتيجي من الموارد البشرية التي تمتلك القدرات التكنولوجية الحديثة، ويمكن استغلالها وتوظيفها في العنقود المقترح، وفي مزيد من العناقيد الصناعية المستقبلية، ومن هذه الآليات وضع بند في خطة التعليم الفني للدولة عن العشر سنوات القادمة بالسعي لتخريج دفعات من الفنيين والمهندسين، ومديري الإنتاج والجودة، والمبرمجين والمصممين والمبتكرين، ملائمة لجميع مراحل إنتاج الرقائق الإلكترونية، وإنشاء وحدة مركزية بالعنقود للبحث والتطوير؛ تقوم هذه الوحدة على كل شؤون البحث والتطوير فيما يتعلق بصناعة الرقائق الإلكترونية، وتفعيل الشراكات الملزمة بين الصناعة والمدارس الفنية المتخصصة ومعامل البحث والتطوير بالجامعات.
أما المحور الثالث فيهتم بتشجيع الشركات الناشئة المحلية من خلال تقديم الدعم التمويلي، وتوفير الإجراءات الجمركية والضريبية التشجيعية، وتقديم الدعـم اللوجسـتي وتسـويق منتجـات الصناعـات التكنولوجيـة المقامـة داخـل العنقـود.
فيما تناول المحور الرابع آليات تشجيع الشركات الدولية، ومن أبرزها الاستفادة من الموارد المحليـة فـي جـذب الاستثمارات الأجنبية مــن خلال استغلال الموارد المصرية وخاصــة وفــرة الرمال البيضاء في سيناء والتي تعد مــن أفضــل أنــواع الرمــال فــي العالــم التــي يمكــن مــن خلالها الحصــول على السيليكون بدرجة نقاء مرتفعة لذا تقترح الورقة البحثية إعطاء الرمال للشركات الأجنبية التي ستقوم بالاستثمار داخل العنقود بأسعار تنافسية، وأن تقـوم الحكومـة المصريـة بإعطـاء المسـتثمرين الموجوديـن بالعنقـود حـق انتفـاع بالأراضي لمـدة سـبع سـنوات.
ويقترح المحور الخامس تطوير الإطار التشريعي المصري لكي يكون ملائمًا للنهوض بالقناعات التكنولوجية عمومًا وصناعة الرقائق الإلكترونية خصوصًا والعناقيد التكنولوجية، وفيما يخص الإطار التشريعي جاءت أبرز مقترحات الباحثون ممثلة في تكوين لجنة مختصة بالصناعـات عاليـة التكنولوجيا تهدف إلـى متابعـة الوضـع الراهـن للصناعـات التكنولوجيـة وتتبـع المبـادرات والخطـط القوميـة الخاصـة بهذا المجال، أما فيما يخص استراتيجيات الدولة المعنية بتنمية الصناعات عالية التكنولوجيا جاءت أبرز المقترحات تحديــد صناعــة الرقائــق الإلكترونية لتكــون الصناعــة التكنولوجيــة الأولى بالرعاية فــي كل مجمعــات الصناعـات التكنولوجيـة وحاضنـات المشـروعات الناشـئة فـي مجـال التكنولوجيا.
وقد أوصت الورقة البحثية باتخـاذ الإجراءات والتدابيـر اللازمة لتفعيـل دور العناقيـد الصناعيـة المتخصصـة فـي صناعـة وإنتـاج كل مـا هو "ذكي" كالهواتـف والسـاعات الذكيـة ومكونـات البيـت الذكـي وإنترنـت الأشياء والطائـرات بـدون طيـار والعـدادات الذكيـة والسـيارات الكهربائيـة فـي مصـر، وذلـك مـن خلال صياغـة برنامـج مصـري لتصنيـع الإلكترونيات طويـل الأمد، ويقتـرح أن تكـون هـذه العناقيـد فـي المواقـع الجغرافيـة التـي تتمتـع بمنـاخ جـاف ودرجـة حـرارة لطيفـة وقريبـة مـن الموانئ كمـدن القنـاة ووسـط وشـمال الصعيـد.
كما اقتٌـرح أيضًا التخصـص فـي إنتـاج وتصنيـع لوحـات الطاقـة الشمسـية، والتـي أصبحـت مـن ضمـن أكثـر الصناعـات التكنولوجية طلبًا نتيجــة اتجــاه العالــم نحــو التنميــة المســتدامة، كمــا أنهــا الأساس لتشــغيل المنــزل الذكــي مثلمــا هــو الحــال فــي الــدول المتقدمـة كألمانيـا، واقتُـرح أن تكـون هـذه العناقيـد فـي منطقـة الزعفرانـة بالسـويس أو بأسـوان.