عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

نجم مونديالي.. "بيكنباور" عندما يقودك الحظ للنجاح في كرة القدم

 بيكنباور
بيكنباور

قد يقودك الحظ للنجاح في بعض الأحيان، لكنه لن يقف معك في كل محطات حياتك الاجتماعية منها والمهنية، هكذا أثبتت رحلة القيصر الألماني فرانتس بيكنباور، الذي عُرف عنه في كتب التاريخ، بأنه الرجل الأكثر حظًا في هذا العالم، لكن بعض من فصول حياته، أثبتت أنه قد يجعلك الحظ ناجحاً، لكن يجب أن تكون مجتهداً حتى تستمر قُدمًا في هذا النجاح.

نجم مونديالي.. بيكنباور اللاعب الأكثر حظًا

بعض من المهتمين بالشأن الرياضة، صنفوا بيكنباور، على أنه اللاعب الأكثر حظًا، ولكن إذا تم النظر على عمله سواء عندما كان لاعبًا، مدربًا، أو إداريًا، فالبتأكيد سيتم تدراك أن ذلك لم يأتي نتيجة الحظ وحده، بل أيضاً نتيجة الاجتهاد في العمل.

عُرف أيضاً عن بيكنباور، أنه إذا ملك شئ فإنه سيقوم بتحويله إلى ذهب، وأُثبت ذلك أيضاً عندما تولى ملف تنظيم كأس العالم بألمانيا ونجح، وقبلها قاد الماكينات الألمانية للفوز ببطولة كأس العالم عام 1990، ومن قبل كلاعب تمكن من التتويج بالكأس الذهبية.

وظيفة مضمونة أم احتراف كرة قدم

رحلة بيكنباور مع كرة القدم،  كادت ألا تكون موجودة ، فالأسطورة الألمانية كان يفكر في عدم ترك وظيفته ككاتباً في مكتب التأمينات، لأنها مضونة، وكان يدعم هذا التفكير مدربه في هذا العمل، الذي أيد قراره مؤكداً له أن كرة القدم ليس مجال من الأساس للعمل فيه، لكنه أعاد التفكير من جديد وقرر احتراف اللعبة.

وعن تجربته مع نادي بايرن، يروي بيكنباور، تفاصيل الانتقال إلى هذا النادي، قائلا: “ وأنا هاو، تعرضت لأكثر المواقف إهانة وهي عندما تدخلت في شجار مع لاعب من نادي ميونخ، وصفعني لاعب هذا الفريق، الذي كنت أشجعه عندما كنت صغيراً، وبعدها عُرض علي اللعب في هذا النادي، ولكن تلك الصفعة هي التي منعتني من الانضمام لصفوفه، وغيرت وجهتي لنادي بايرن”.

بعد رفض بيكنباور الانضمام لصفوف نادي ميونخ، خاض تجربة مع نادي بايرن ميونيخ الذي لم يكن وقتها نادٍ معروف، ولكنه تدرج بين صفوفه حتى أصبح لاعباً بالفريق الأول عندما كان في العشرين من عمره، وهو نفس العام الذي انضم فيه لمنتخب ألمانيا، الذي طالما حلم بأنه يمثله وأن يفوز ببطولة كأس العالم، الذي شاهده عندما كان طفلاً في التاسعة من عمره، ووعد نفسه بأنه يوما ما سيحقق هذا الحلم رفقة الماكينات الألمانية.

وعلى الرغم من الانتقاد الذي لاحق هيلموت شوم مدرب المانشافت في ذلك الحين، بسبب ضم بيكنباور، لأنه لم يكن معروفا ، إلا أنه صمم على قراره بضم هذا اللاعب الذي خطف أنظاره أثناء مشاهدته مع فريقه بايرن ميونخ.

ظهور رسمي مع الماكينات في كأس العالم

أول ظهور رسمي لبينكنباور، كان أمام سويسرا بكأس العالم عام 1966، وكان ظهور طاغي، جذاب ومميز، إذ سجل اللاعب خلالها  هدفين وساهم في فوز منتخب بلاده بنتيجة 5 أهداف نظيفة.

ويقول قيصر ألمانيا، بعد تألقه في أولى مبارياته مع المنتخب الألماني: “ أتذكر تلك المباراة جيداً، كنا نلعب بحرية كبيرة، والمدرب لم يقيدنا”.

وشارك بيكنباور، في خسارة منتخب بلاده أمام الإنجليز بنتيجة 4/2 ، في مباراة صحيح لم يسجل فيها بطل قصتنا، لكنه تمكن من خطف الأضواء بأداءه البارع طوال تلك البطولة، والتي لم يستطع من أن يحقق حلمه بالتتويج بها.

ثاني المنافسات التي خاضها بيكنباور مع المنتخب الألماني، كانت بطولة كأس العالم نسخة 1970، والتي ثأر فيها رجال الألمان من المنتخب الإنجليزي بنتيجة 3/2، وتواجهوا في مباراة نصف النهائي أمام منتخب إيطاليا والتي انتهت بفوز الطاليان بنتيجة 4/3، في واحدة من أفضل مباريات المونديال على مدار تاريخه.

وبعد انتهاء مشاركة الألمان في تلك النسخة من البطولة، أعلن شون، أن بيكنباور سيكون قائداً للمنتخب، ومن وقتها وبدأت الانجازات تتوالى، حيث رفع القيصر، بطولة اليورو عام 1972، كما أنه فاز بـ 3 ألقاب متتالية من بطولة دوري أبطال أوروبا رفقة ناديه بايرن ميونخ .

وفي نسخة 1974 من كأس العالم ، تحقق حلم بيكنباور، وذلك عندما رفع الكأس، في لحظة كان يحلم بها دوماً، وبالفعل تحققت وهو قائداً لألمانيا، وقضى على أسطورة البرازيل التي فازت بـ 3 نسخ من البطولة العالمية.

أثبت بيكنباور، أن ما على المرء سوى أن يحلم، ويسعى ويجتهد من أجل تحقيق هذا الحلم، وبعدها النتيجة ستفوق ما لا يتخيله عقل بشر، وهذا بالضبط ما حدث مع ذاك الطفل الذي كان يأمل في الفوز بتلك الكأس مع المنتخب الذي كان يشاهده من بعيد، ولكن بفضل اجتهاده أوفى بالوعد الذي قطعه لنفسه وفاز بالكأس الذهبية رفقة منتخب بلاده.

 

 

الاعتزال ونهاية القصة

شهد عام 1977، اعتزال بيكنباور دولياً ، وبعدها وبالتحديد عام 1983، أعلن اللاعب نفسه تعليق حذائه واتجاهه لمجال التدريب مع المنتخب الألماني الأول.

وحقق اللاعب المعتزل، إنجازات تاريخية، حتى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج ببطولة كأس العالم ، ولكن سحر مارادونا كان الأقوى، وخسرت ألمانيا تلك النسخة، ولكن في النسخة التالية، استطاع الألمان رفقة بيكنباور من الفوز بالبطولة عام 1990.

تابع موقع تحيا مصر علي