أسامة الأزهري: مصطفى محمود كان له أخطاء في كتاب «حوار مع صديقي الملحد»
ADVERTISEMENT
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الدكتور مصطفى محمود ظاهرة علمية، وأجاد في كتاب "حوار مع صديقي الملحد" ووُفق فيه بشكل كبير، وقدم استدلالات وبرهن على قضية الإيمان بطريقة تستحق الاحترام، ووقعت له أخطاء في جزئيات دقيقة قد لا يكون صبر على تدقيقها ونقدها.
أسامة الأزهري يشرح نظرية إيمانويل كانت عن الإيمان
وأضاف "الأزهري"، خلال لقاء مع الإعلامي أحمد الدريني في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، وينقلها تحيا مصر، أن أحد أمثلة تلك الأخطاء حينما وصل في كتابه إيمانويل كانت الفيلسوف الألماني في كتابه نقد العقل الخالص، في عبارته (إنما عرفنا الله بالضمير وليس العقل)، حيث إن هذا إشكال فادح وكبير، ويجب الاشتباك به، حيث إن إيمانويل كانت كان مؤمنا وشديد الاعتداد بإيمانه بالله العظيم، ولكن خلاصة أطروحته الفلسفية أن الله جل جلاله لا سبيل لإثبات وجوده بالعقل، بل إثبات وجوده جل جلاله بالدليل الأخلاقي الاجتماعي.
وتابع الدكتور أسامة الأزهري، أن إيمانويل كانت كان يبرهن فلسفته بقوله إن العقل لا يدركه الواقع بل تدركه التجربة، والله جل جلاله واقع لا يدرك بالعقل ولا تثبته التجربة، فيستحيل إدراك الله بالدليل العقلي، وكان يصيغ عبارة خطيرة جدا يقول فيها (يجب إفساح المجال للإيمان على حساب المعرفة)
أسامة الأزهري: إيمانويل كانت فتح الباب أمام الإلحاد رغم إيمانه
وأردف أسامة الأزهري، أن إيمانويل كانت واحد من الفلاسفة الكبار، وفلسفته صعبة وعميقة للغاية، وعكف فلاسفة وعلماء كثيرين على الاشتباك مع فلسفة إيمانويل كانت، موضحا أن الخطر في كلام إيمانويل كانت أنه حينما بدأ يرى أن الإيمان بوجود الله يُبنى على الأخلاق وليس على العقل، هدم قيمة العقل في إثبات الإيمان حتى بدأ المؤرخون يقولون أن "كانت" كان مؤمنا ولم يكن ملحدا ألا أن فلسفته فتحت الباب على مصرعيه أمام الإلحاد بسبب تنحي دليل العقل الذي هو الرئيسي في المنظومة، وإدعاء أنه يستحيل معرفة الله بالعقل.
وواصل أسامة الأزهري، أن الدكتور مصطفى محمود كان عليه أن يحلل هذا الكلام، ولكنه يرى أنه لم يكن لديه وقت أو لم يفرغ لنفسه وقت كافي من أجل تحليل هذا الكلام وهذه الفلسفة بشكل أدق.