بيت السناري بالقاهرة يستضيف ندوة لمناقشة كتاب «يوما ما» للنائبة آيات الحداد بحضور الدكتور أسامة الأزهري ومدير مكتبة الإسكندرية«صور وفيديو»
ADVERTISEMENT
استضاف بيت السناري بالقاهرة ندوة لمناقشة كتاب «يوما ما» للنائبة آيات الحداد، بحضور الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الأسكندرية، وعدد من النواب والكتاب والمثقفين.
وأشاد الدكتور أسامة الأزهري بالكتاب، مؤكدًا أنه يحمل كما كبيرًا من الأفكار والأطروحات والآراء في الحياة وفلسفتها وبناء وجدان الإنسان وقدم جرعة كبيرة من الأمل والانطلاق والتفاؤل. كما تمت صياغته بلغة سهلة ميسورة، ويحمل عددًا من العبارات التي تعد إشارات ورموز، مما يدل على قلم أصيل ومبدع.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية إلى أن كتاب «يوما ما» يدور حول فلسلفة النجاح ومفهومه وآلياته، ويتطرق إلى معنى القوة والثقة وفلسلفة التعامل مع العدواة، وكيف يمكن أن يحول عامل العداء إلى عامل نجاح. موضحًا أن الثلاثين صفحة الأولى من كتاب «يوما ما» كانت حوارًا ذاتيا بين الكاتب "آيات الحداد" وبين نفسها، ونجحت بقلمها في أن تنقل لنا حوار الخواطر داخل الإنسان، وهذا نمط أدبي مطلوب وموجود سابقًا وموطن إبداع.
العمر ليس رقما
وتطرق "الأزهري" إلى بعض المواضع التي استوقفته في الكتاب، وكانت من الكثير من المواطيع التي حازت إعجابه الشديد، ومن بينها ما ذكرته النائبة آيات الحداد في كتابها أن "العمر ليس بما يتم إثباته في بطاة الهوية وإنما بعقله وعمله وما قدمه لنفسه والآخرين، معتمدًا على مخزونه المعرفي ومنطلقًا من قاعدة قيمه المكتسبة".
وبين الدكتور أسامة الأزهري أهمية تلك المقولة، قائلًا: "أهل العلم والمعرفة يقولون إن الإنسان يمر بثلاثة أعمار، أولهما العمر البيولجي "الزمني الذي يمر به الإنسان".. وهناك عمر عقلي معرفي.. فقد يكون الإنسان في سن الـ 20 لكن الله آتاه معارف وعلوم كثيرة، وهناك عمر اجتماعي وهي مقدرة الإنسان في وقت زمني قصير أن ينسج شبكة علاقات اجتماعية ناجحة، بمختلف شرائح المجتمع، ومن الممكن أن يكتسب الإنسان العلم لكنه منطوي، ليس قادرا على توصيل العلوم التي اكتسبها".
مفهوم السعادة
كما سلط الضوء على ما تناولته الكاتبة آيات الحديد في كتابها بشأن مفهوم السعادة، حيث كتبت: "السعادة تكمن في كل شيئ تشعر به كالحب مثلا، في حين أن الناس يرون سعادتك في الأشياء المادية وليست المعنوية.. وأشارت إلى أن السعادة تعود إلى المعرفة والاطلاع والخبرة والاستقرار النفسي وقدرة الإنسان على النجاح مهما كانت المعوقات".
واستشهد بقول الشاعر الذي يؤكد أن المال ليس هو السعادة لكن عدم وجود المال يعوق، فلا بد من وجود المال في كل الأحوال: فصاحة حسان وخط بن نقلة وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم.. إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس ونودي عليه لا يباع بدرهم.
وأكد أن هذا يشير إلى ضرورة وجود المواهب والحكمة إلى جانب القدرة المادية، وهذا يشير إلى أننا نعادي الفقر، وهو خطاب لبعض من الدعاة الذين خرجوا في العقود الماضية يكرثون لثقافة الفقر ويصورون الإسلام كما لو أنه يطبع العلاقة معه، في حين أن الصحابة كانوا يستعيذون بالله منه. وفي رواية الحذيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه رجل ما وسأله: أكثر ما تجمع بين الكفر والفقر، أيستويان؟.. قال نعم.
تجارب الآخرين
وعبر عن إعجابه الشديد فيما تناولته النائبة آيات الحداد بخصوص الاستفادة من تجارب الآخرين، والتي ذكرت "أحب الحكايات وآراها وعوالم موازية، حيث يمكن للمرء أن يحيى مجموعة لا متناهية من الحيوات ويذهلني القصص القرآني على وجه الخصوص، وطالما استوقفتني قصة موسى والخضر عليهما السلام تلك القفصة التي يدور خلالها حوار مشوق في إطار انحسيرت حياتنا فيه ما بين القصص والخلاف التي ذكرها القرآن.
وقال الأزهري معلقًا على الفقرة السابقة: "لو انتزعت هذه الفقرة وحدها لكانت من الكلمات الراقية المعربة عن عقل راجح وفاهم لمعنى تراكم الخبرات عند الإنسان.. كما أن القصص من جند الله، ولذا اكثر القرآن من قصص الأنبياء".
الحكمة والقدر
كما ثمن فقرة “كل ما أعلمه أن الشخص المناسب سوف يظهر في حياتنا في الوقت الذي نحتاج إليه وكذلك الأشياء، فكل شيئ بآوانه، فكل شخص لا يظهر في حياتنا مصادفة أو عبثًا، بل لحكمة ما وقدرًا ما وسبب ما.. سندرك اليوم والغد أننا جميعا أسباب في حياة بعضنا”.
وأردف أن من المواضع التي استوقفتني :"قلت إنني أعيش بمبادئ وقوانين وكل شيئ عندي له فواعده وقوانينه التي ألتزم بها ولا اخرتقها حتى ولو اخترقها الجميع..".
واختتم الشيخ أسامه الأزهري نقده الكتاب قائلًا: "كلام امتلأ لإنسانة مصرية كريمة رسمت لنفسها خطًا من القواعد والقوانين واستلهام الحكمة من تجارب الآخرين وآثارت قصص الأنبياء والنفس المفعم بالله والاعتماد عليه.