واحد اختار المال والثاني يبحث عن المجد.. هالاند يتفوق على مبابي

في زمن يتجه فيه التفكير نحو الأموال وتأمين المستقبل، غير آبهين بالتاريخ أو صناعة المجد، رأينا لاعب يشق طريقه بعيداً عن هذا التفكير ويسلك طريقاً استثنائياً مفضلا صناعة التاريخ وتحطيم الأرقام القياسية، وهنا يكمن الحديث عن النرويجي إيرلينج هالاند لاعب مانشستر سيتي، الذي انضم لرفاق جوارديولا، بداية من الموسم الجاري تاركاً قلعة بروسيا دورتموند الألماني، ليختلف بذلك عن لاعب آخر رأيناه يختار صناعة الأموال في حديقة الأمراء مع باريس سان جيرمان، وهو الفرنسي كيليان مبابي، الذي وبالرغم من الامكانيات الفنية والمهارية التي يتفوق فيها على هالاند، إلا أن خططه للمستقبل جميعها لم تُكلل بالنجاح ولم يتطور على مستوى اختياره للأندية المناسبة له ولتلك الإمكانيات التي يمتلكها.

كيف وصفت صُحف إنجلترا تألق هالاند مع السيتي في الدوري ؟

الفارق بين هالاند ومبابي 

اختار النرويجي هالاند، الخروج من عتمة البوندسليجا، وفضل أن يشق طريقه مع نادٍ بحجم مانشستر سيتي في البريميرليج أحد أقوى إن لم يكن أقوى بطولات أوروبا،  مع الفريق الذي دوماً مُرشحا لحصد جميع البطولات التي يشارك فيها، وأثبت هالاند بعد تألقه الكبير مع فريقه الحالي، أنه اختار القرار والنادي الصحيح، ففي كل جولة يُصبح صاحب الـ 22 عام هو حديث الساعة في العالم، فاهالاند غير مقاييس الأرقام في البريميرليج، وبات يشكل خطراً كبيراً على جميع أساطير الدوري الإنجليزي، وذلك بعد الأرقام التي يحققها ويصنعها مع السيتي، فاللاعب سجل قرابة الـ 15 هدف في أول 10 جولات فقط في الدوري الإنجليزي، إضافة لـ 5 أهداف ساهم فيهم مع الفريق في بطولة دوري أبطال أوروبا، ليتوقع له الجميع موسماً ساحقا ومدمرا على مستوى الأرقام .

إذا قورن بين هالاند ومبابي من حيث الفارق الفني والمهاري، فالطبع كفة الفرنسي ستُرجح، فهو لاعب لا يمكن الاختلاف على حجم الإمكانيات والمهارات التي يمتلكها، ولكن بالنظر لعقليته، فسنجد أن لاعب مانشستر سيتي، يتفوق عليه بسبب اختياراته الصحيحة.

مبابي، فضل المغامرة والاستمرار مع باريس سان جيرمان، الذي لم يحقق سوى الدوري الفرنسي، ولم يتمكن من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، ورفض عرض ريال مدريد خلال ميركاتو الصيف الماضي، ليستمر في التواجد داخل الدوري الفرنسي، أحد أقل الدوريات الأوروبية من الناحية الفنية، المنافسة، وكذلك متابعته على مستوى العالم، وعلى الرغم من الفارق الذي يحدثه مبابي في تلك البطولة، إلا أن بتسجيل هالاند هدفا وحيداً مع السيتي، يصبح هو حديث العالم ويتم تجاهل مبابي.