معطف و شكراً باللغة فصيحة.. بن زايد فى روسيا زيارة تعكس دفء العلاقات بين البلدين
ADVERTISEMENT
زار رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان امس الثلاثاء روسيا، واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإمارتي فى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، ويعد الشيخ محمد بن زايد أول زعيم عربي يلتقى ببوتين منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وظهر خلال اللقاء الذي جمع الزعيمان مدي قوي العلاقة بين البلدين والتى بدأت بتهنئة الرئيس الإماراتي نظيره الروسي بعيد ميلاده الذي احتفل به قبل أيام قليلة، ليرد عليه الأخير بلغة عربية فصيحة "شكرا" كما أهدى بوتين، الرئيس الإماراتي معطف للوقاية من شتاء مدينة بطرسبرج، ما يبرز مدى دفء العلاقات بين البلدين.
و خلال لقاءه ببن زايد تخلى بوتين عن الطاولة الطويلة التى تكون حاضرة عند اجتماعه برؤساء ومسؤولين سابقين والتى تعكس مدى توتر العلاقات ، لكن مع الرئيس الإماراتي حرص بوتين الاهتمام بكل تفاصيل أمام عدسات الكاميرات حيث ظهر الأمر بشكل مختلف وبدون الجلوس مع نظيره على طاولة كبيرة فكانت المسافة بين الزعيمين قصيرة لعل ذلك يبرز مدى تقارب وجهات النظر بين البلدين، وتعزيز العلاقات بتعاون فى مختلف المجالات
روسيا ترحب وأمريكا تشعر بخيبة أمل
وتأتي زيارة الرئيس الإماراتي بعد قرار منظمة "أوبك+" بخفض الانتاج بواقع 2 مليون برميل يوميا وسط ترحيب روسي وشعور أمريكي بخيبة أمل.
الزيارة تأتي فى ظل احتدام الأزمة الروسية الأوكرانية، وحرص عربي الوقوف على مبدأ الحياد وعدم الانحياز لمعسكر ضد أخر، ولعب دور الوسيط والعمل على إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، كقيام المملكة العربية السعودية بلعب دور وسيط فى صفقة التبادل التى تمت بين روسيا وأوكرانيا
تبادل تجاري بين الإمارات وروسيا بـ5 مليارات دولار
كما أكد الكرملين فى وقت سابق من اليوم على أهمية الدور الإماراتي فى تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وأعلن الشيخ محمد بن زايد أمس إن بلاده ضاعفت حجم التبادل التجارى مع روسيا إلى 5 مليارات دولار
جسر القرم حجرة عثر بين روسيا وأوكرانيا
وتعقيبا على أهمية وهدف زيارة الشيخ بن زايد لروسيا فى ظل الأزمة الأوكرانية والتصعيد الروسي الأخير ضد أوكرانيا يقول الباحث فى العلاقات الدولية الأستاذ أحمد العناني فى تصريحات خاصة لموقع “ تحيا مصر” أن :" هذه الزيارة تهدف لتوازن العلاقات بين الإمارات وروسيا، فالإمارات دولة فاعلة فى المنطقة"، لافتا إلى أن:" دول مجلس التعاون الخليجي بدأت تتجه نحو المعسكر الروسي لتبادل المصالح فى الشأن التجارى والاقتصادي والعسكري".
وحول ما الذي يمكن أن تقدمه الإمارات للأزمة الأوكرانية يقول الباحث فى العلاقات الدولية “: أن كل دولة تسعى لإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية والإمارات طرف مقبول من كافة الأطراف لذا يمكن أن يلعب دور وسيط، فسياسة الشيخ محمد بن زايد هو الانفتاح على كل دول العالم، لكن بشكل عام من غير المتوقع أن تحل الأزمة الأوكرانية أو نشاهد كل من الجانب الروسي والأوكراني يجلسون على طاولة المفاوضات خاصة بعد عملية تفجير جسر كيرتش، وهو يمثل رمزية لروسيا والذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الروسي".
4 آلاف شركة روسية فى الإمارات
وتشهد العلاقات بين البلدين تطور ملحوظا حيث يوجد أكثر من 4 آلاف شركة روسية فى الإمارات فضلا عن استثمارات إماراتية فى 60 مشروعا فى روسيا، كما تعد الإمارات أكبر شريك تجارى خليجي لروسيا، وتصنف الإمارات ضمن أهم الدول العربية فى التجارة الروسية، حيث تأتي فى المرتبة الثانية.
ويشار إلى أن قيمة التبادل التجاري غير النفطى بين الإمارات وروسيا خلال النصف الأول من عام 2021 بلغ نحو مليارى دولار، بنسبة نمو تتجاوز 80% مقارنة مع النصف الأول من العام الماضي 2020.
وفى الاستثمار تعد الإمارات القبلة الأولى عربيا للاستثمارات الروسية حيث تستحوذ على 90% من إجمالى استثمارات روسيا فى الدول العربية.