استمرار الاحتجاجات في إيران.. سيناريوهات سيئة تنتظر سلطات الملالي
ADVERTISEMENT
تسير الأمور في إيران إلى منعطفات خطيرة، وتتطور الأوضاع للأسوأ يوميًا في ظل اندلاع احتجاجات كبيرة ضد السلطات عقب وفاة فتاة كردية تدعى مهسا أميني، 22 عامًا، في 16 سبتمبر الماضي، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق في العاصمة طهران بداعي ارتدائها ملابس غير محتشمة.
ولقي 185 شخصًا مصرعهم، بينهم 19 طفلًا، في احتجاجات عارمة في جميع أنحاء إيران منذ سبتمبر الماضي، بينما أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش أنه حتى 31 سبتمبر حددت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية العدد بـ60 قتيلًا فقط.
وتعليقًا على الأحداث الدامية أعلنت بريطانيا، اليوم الإثنين، فرض عقوبات على مسئولين أمنيين إيرانيين كبار، وما تسمى بـ"شرطة الأخلاق"، أيضًا أعلنت حظر سفر وتجميد أصول قائد قوات الباسيج، غلام رضا سليماني، ويبدو أن ساعة الحساب على عدم تنفيذ الرغبات الغربية حيال الملف النووي وعدد من الأدوار الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم قد باتت وشيكة، في وقت يمر فيه النظام الإيراني بأزمات صعبة للغاية.
انتهاكات جسيمة
شنت الشرطة الإيرانية في الأسابيع الأخيرة حملات مداهمة واعتقالات واسعة شملت الكثيرين بينهم نجوم الفن والكرة مثل حسين ماهيني واحتجزت جواز سفر نجم كرة القدم المعتزل والهداف التاريخي للمنتخب الإيراني علي دائي بسبب آرائه الداعمة للمحتجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدلًا من السعي لحل الأزمة وتهدئة المحتجين أصبحت الأمور تسير نحو الاشتعال أكثر وأكثر.
وأطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع في مدينتي سنندج وسقز الكرديتين في احتجاجات جديدة ظهر أول أمس السبت، بحسب منظمة هنغاو الإيرانية لحقوق الإنسان، أيضًا فرقت الشرطة طالبات المدارس الثانوية اللائي تجمعن للاحتجاج في جنوب شرقي طهران، بينما قالت خدمة لمراقبة الاتصال بالإنترنت، السبت، إن إيران قطعت الإنترنت في سنداج بإقليم كردستان، في محاولة لكبح حركة احتجاجية متنامية وسط تقارير عن عمليات قتل جديدة.
ما يزيد "الطين بلة" ما قاله نائب وزير الداخلية الإيراني للأمن وإنفاذ القانون، مير أحمدي، أمس الأحد، عن مصير المتظاهرين الذين ألقي القبض عليهم في أعمال شغب في إيران قائلًا: "لن يتم إطلاق سراحهم"، بحسب وكالة أنباء فارس.
سيناريوهات السقوط
تحدث خبراء عن سيناريوهات سقوط الدولة الإيرانية، وتوقع الخبير في شؤون إيران في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، علي الفونة لـ"الإندبندنت" أن السيناريو الأكثر ترجيحًا في أعقاب الجمهورية الإسلامية هو المجلس العسكري بقيادة شخصيات من الحرس الثوري "يتوقون لإثراء أنفسهم".
قال للصحيفة: "إذا ضحى المجلس العسكري التابع للحرس الثوري الإيراني ببعض رجال الدين، ربما خامنئي، وألغى الحجاب وشرع نوادي الخمر والرقص، فإن ديكتاتورية الحرس الثوري الإيراني يمكن أن تستمر 10 سنوات على الأقل في السلطة".
وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز في تصريحات لموقع "إيران إنترناشونال": لا أعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لسقوط النظام الإيراني، وأتمنى أن نستعد وأن تكون خططنا البديلة جاهزة، لأننا خسرنا الثورة الخضراء (عام 2009)، وعلينا الآن أن نكون مستعدين لمثل هذا الوضع.
وتوقع موسى الشريفي، الباحث في الشأن الإيراني، أمس الأحد، السقوط الوشيك للنظام الإيراني، مؤكدًا
أن احتجاجات إيران هذه المرة بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني تختلف عن سابقتها بعدما همش النظام الإيراني كل الأطياف السياسية.