أسامة الأزهري: قصص الأنبياء ليست للعبرة والموعظة فقط
ADVERTISEMENT
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الحديث عن أن الملحدين لم يُذكروا في القرآن، هذا يعتبر نمط من التفكير يريد أن يجعل القرآن الكريم نتاج بشري مقصور في تفاعله على أحداث جزيرة العرب، وكأن القرآن كلام خرج ليكون اشتباك وتجاوب مع مشكلات جزيرة العرب فقط، وكأنه ينحصر في تلك الجزيرة العربية فقط.
وأضاف "الأزهري"، خلال لقاء خاص مع الإعلامي أحمد الدريني في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، وينقلها تحيا مصر، أن القرآن الكريم ليس متزامنا وغارقا في مشخصات زمان الجزيرة العربية، بينما القرآن الكريم متجرد ومتعالي فوق الزمان والمكان، فضلا عن أن القرآن الكريم كلام الله رب العالمين أنزله الله ليكون نقاشا وردا واشتباكا وتفنيدا لعدد من الأفكار والعقائد والتيارات التي تتكرر وتبرز في تاريخ البشرية في كل مرحلة بصورة مختلفة.
أسامة الأزهري: قصص الأنبياء ليست مجرد عبرة أو موعظة
وتابع الشيخ أسامة الأزهري، أنه ألف كتاب تحت اسم "المدخل إلى أصول التفسير" وخرج فيه بنظرية أن قصص الأنبياء ليست مجرد عبرة فقط أو موعظة فقط، وإنما حكاية تاريخ مضى، وإنما في حال التأمل في تلك القصص ستجد أنها تلخص 7 أو 8 أفكار التي تمثل مظاهر الانحراف في تاريخ البشرية بأكملها، وكل فترة من الزمن تخرج بصياغة مختلفة أو أسلوب مختلف، ولكن البشرية عبر التاريخ تدور عبر سبع أو ثماني افكار.
وأردف الشيخ أسامة الأزهري، أن من أبرز تلك الأفكار أن الدين لا علاقة له بشؤون الحياة قط وهذه الفكرة قد يسميها البعض "العلمانية" أو فصل الدين عن الحياة والتي أشار إليها القرآن الكريم عند قوم شعيب حينما قال " قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِىٓ أَمْوَٰلِنَا مَا نَشَٰٓؤُاْ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ"، موضحا أن مناقشة شعيب لقومه كانت اشتباك لنمط من أنماط التفكير البشري يتواجه في صور مختلفة على مر الزمان.
أسامة الأزهري يتحدث عن نمط قوم سيدنا موسى في التعامل مع الإله
وأوضح الشيخ أسامة الأزهري، أن هناك نمط آخر يرى أن المعرفة حسية، وأن منهج المعرفة المعتمد الوحيد هو "الحس" والذي عُرف بعد ذلك عند عدد من المدارس الفلسفية والمعرفية أنه لا توجد شبكة يتم اصطياد بها المعرفة إلا الحواس دون ذكر المنهج العقلي وإنكاره، ومن ثم ينكرون وجود الإله ويقصر المعرفة على المعرفة الحسية فقط، وهي نفس ما كان يقوم به موسى مع قومه حينما قالوا أرنا الله جهرة، وأنهم لا يؤمنون بالمعرفة العقلية المعروفة على أسس ومناهج.