الأزهر: الاجتهاد فريضة مجتمعية وضرورة مجتمعية
ADVERTISEMENT
قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، إن الاجتهاد قضية في غاية الأهيمة، وهو مكون أصيل من مكونات هوياتنا وحضارتنا، مشيرا إلى أن الوفاء للعلماء الإثناء على جهودهم، ونستكمل بعدهم البناء الحضاري.
الاجتهاد ضرورة العصر
وأضاف خلال كلمته في فعاليات المؤتمر الدولي الـ 33 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية " الاجتهاد ضرورة العصر"، أن الاجتهاد فريضة حضارية وضرورة مجتمعية تشتد الحاجات إليه توصف به أحكام الإسلام بالجمود، وتتجدد فيه الحياة, فالاجتهاد الواعي هو ما ينقل الأمة من الكسل العقلي إلى النشاط الفكري، بما تتوافق مع حاجات الإنسانية المتباينة من عصر إلى عصر، وتحفظ عليه إيمانه وعقيدته، وهو دليل واضح على خصوبة الشريعة وسعة أحكامها بما يضمن الاستجابة لحاجات الناس مع الحفاظ على حق الله.
وأشار إلى أن الواقع المتغير لا يبيح للإنسان التكلم فيما لا يحسن فهمه، فعصرنا يحتاج إلى اجتهاد جماعي متعدد الرؤية من خلال علماء متخصصيين، لا نرى فيه أفرادا غير مؤهلين يتصدرون للكلام باسم الدين يأتون بأعاجيب لم نسمع عنها، ودعهما والدفع بها لا يفيد دينا ولا وطنا.
وأكد أن الاجتهاد ضروري في كل مكان فالنصوص متناهية والحوادث غير متناهية، وهو ضرورة في عصرنا هذا، الذي توافرت فيه أدوات جرأت غير المؤهلين على التصدر للفتوى وأتاحت لهم الفرصة لآراء لا تفرق بين القطعي والظني ولا الثابت والمتغير إلى غير ذلك، فالاجتهاد الجماعي يقطع الطريق على أي اجتهاد فردي.
ونوه إلى أن الواقع المعاصر يقتضي دقة في التكييف ونظرا في كليات الشريعة ومقاصدها وإدراكا لهذا الواقع، فالاجتهاد في الإسلام أقوى دليل على أن الدين رفع عن العقل الحجر والوصاية فإعمال العقل مطلوبات شرعية، فالعقل لن يهتدي إلا بالشرع.
الأزهر قلعة الاجتهاد
وأشار إلى أن الأزهر كان قلعة الاجتهاد منذ نشأته وسيظل، ويقتضي أن يكون جماعيا مؤسسيا لتعدد القضايا والاختصاصات، فتحقيق نهضة الأمة لا يكون إلا بالسير في خط
ينطلق من القرآن والسنة، مشددا على أنه لا تجديد في النصوص القطعية، بخلاف النصوص الظنية.
كان الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، قد التقى ، بمقر المشيخة، الدكتور محمد رضوان ليح نوه، أمين عام اتحاد المدارس الإسلامية الأهلية بجنوب تايلاند، والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجال الدعوي والتعليمي.
ورحب الدكتور الضويني بالوفد التايلاندي، موضحًا أن الأزهر يولي اهتماما كبيرا بالطلاب الوافدين، ويحرص دائمًا على إمدادهم بكافة العلوم الدينية والشرعية والعربية والثقافية، في مختلف التخصصات التي تخدم القضايا المعاصرة والمستجدة في مجتمعاتهم.
وأكد استعداد الأزهر لتقديم كل الجهود الممكنة التي تخدم رسالة الإسلام، وذلك من خلال تخصيص دورات تدريبية لتعليم طلاب تايلاند اللغة العربية، فضلًا عن تدريب أئمة تايلاند بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، من خلال دورات متخصصة في كافة المجالات والعلوم الشرعية والتطبيقية، لتوعية الشباب ضد موجات التطرف، حتى لا يقعون فريسة في أيدي المتطرفين الذين يغرسون فيهم الأفكار الهدامة.