مفتي كازاخستان يهدي شيخ الأزهر زي «الشابان التقليدي» تقديرا لزيارته للبلاد
ADVERTISEMENT
أهدى الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف، المفتي العام لجمهورية كازاخستان، فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، زي "الشابان التقليدي"، وذلك بمقر المسجد الكبير في كازاخستان، في حضور ما يزيد عن ٣٠ ألف مسلم من مسلمي كازاخستان، والوفود الإسلامية المشاركة في مؤتمر زعماء الأديان، تقديرا لزيارة فضيلته للعاصمة الكازاخية نور سلطان في الفترة من ١٢ إلى ١٦ سبتمبر.
وقام مفتي كازاخستان بوضع زي "الشابان" على كتف شيخ الأزهر، معربا عن بالغ تقدير الشعب الكازاخي لزيارة فضيلة الإمام الأكبر للبلاد، وفرحة مسلمي كازاخستان بهذه الزيارة، وحرصهم على التواجد في هذا الجامع الكبير لرؤية فضيلته والاستماع لكلماته، مؤكدا أن هذا الزيارة سوف ستظل عالقة في أذهان الكازاخيين، داعيا لفضيلته بدوام الصحة والعافية، وأن يديمه الله زخرا للأمة الإسلامية ومدافعا عن تراثها العريق.
يُذكر أن منح زي "الشابان" هي عادة قديمة للشعب الكازاخي، يُهدى للأشخاص ذوي التأثير القوي والمكانة المرموقة، وهو دليل على أعلى درجات الاحترام والتقدير بين الكازخيين، وهو من أكثر الملابس الوطنية أهمية وقيمة في الثقافة الكازاخية، ويؤمن الكازاخيون بأن إهداء هذا الزي التقليدي يكرس قيمة ومكانة الثقافة الوطنية والعادات الكازاخية باعتبارها الثروة الروحية للشعب الكازاخي.
أول رئيس لكازاخستان خلال لقائه الإمام الأكبر: خريجو الأزهر يحتلون مراكز مرموقة في بلادنا
التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نور سلطان نزارباييف، أول رئيس لدولة كازاخستان، بمقر المسجد الكبير، أكبر مساجد كازاخستان وآسيا الوسطى بالعاصمة الكازاخية نور سلطان.
وقال الرئيس السابق نور سلطان، نود أن نعبر لكم عن مدى سعادتنا بزيارتكم لبلادنا، فجميع مواطني كازاخستان كانوا متعطشين لرؤيتكم وبخاصة المسلمين، لقد احتلت مصر مكانة كبيرة في قلوب الكازاخيين بسبب الأزهر الشريف، ونعرف جيدًا قدر مكانتكم، فالجميع حول العالم يحبكم ويحترمكم، ولدينا آلاف الطلاب الذين درسوا بالأزهر وتخرجوا فيه، ويشغلون مواقع مرموقة في بلادنا، الأمر الذي ساعدنا على إعادة البناء والاستقرار، وقد أنشأنا خلال مرحلة الاستقلال ٢٥٠٠ مسجد، كما أنشأنا جامعة نور مبارك بالتعاون مع مصر في عام ٢٠٠٣، وهي أول جامعة إسلامية في البلاد تدرس العلوم الإسلامية واللغة العربية والترجمة، وتشهد إقبالا كبيرًا من أبناء كازاخستان للدراسة فيها، وقد تخرج فيها نحو ٢٥٠٠ طالب حتى الآن، ويُدرس بها أساتذة وعلماء الأزهر.
من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر، عن تقديره لجهود الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، وسعادته بلقائه للمرة الرابعة، حيث كانت المرتان الأولى والثانية أثناء فترة توليه رئاسة جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن ما يزيد هذا اللقاء جمالا هو تواجدنا واجتماعنا في بيت من بيوت الله؛ الجامع الكبير، والذي يعد تحفة معمارية إسلامية راقية، مضيفا فضيلته: "منذ لحظة دخولي لهذا الصرح الإسلامي، ورؤية أبناء المسلمين الكازاخيين بوجوههم البشوشة الجميلة، فكرت أن يقوم الأزهر بدوره وأن ندعم هذا الصرح الإسلامي بنخبة من أساتذة وعلماء الأزهر لتعليم النشء والأطفال تلاوة القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، ليكون هذا المسجد أكبر صرح إسلامي يخدم أبناء كازاخستان وآسيا الوسطى.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن اعتزازه بتاريخ كازاخستان في خدمة الإسلام، مصرحا بالقول: "عليكم أن تفخروا بتاريخ بلادكم المشرف في خدمة أمتنا الإسلامية على مر العصور، فنحن في الأزهر ننتمي في العلوم الشرعية كالعقيدة وأصول الدين والحديث وغير ذلك من العلوم، إلى مدرسة شيوخنا القدامى التي تأسست هنا في بلادكم، ولدينا ارتباط عقلي وتعليمي بما تعلمناه من كبار مشايخكم كأبي نصر الفارابي وحكيم آباي، فقد لعبت هذه الشخصيات الإسلامية التاريخية حلقة الوصل وممر العبور بين بلادنا وبلادكم، وكان لها فضل كبير علينا، وولدت حنينا لا ينقطع لزيارتكم واستقبال أبنائنا من طلاب كازاخستان للدراسة في الأزهر الشريف.