أسامة الأزهري: أبو حنيفة لم يكن على خلاف مع حكام زمانه.. وبعض التيارات تحاول تشويه الصورة
ADVERTISEMENT
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الإمام أبو حنيفة النعمان حينما رفض منصب القاضي، كأنه يريد أن يقول للحاكم أن موهبته ليس في القضاء وإنما يصفو ذهنه وتنطلق مواهبه في الفقه وصناعة المسائل، وأن موهبتي ليست مؤهلة لسماع مشادة ومظلمة بين اثنين، حيث إن القاضي لديه ملكة معينة تجعله يصبر أن يسمع الخصمين ويسمع المظلمة وينظر في الأدلة والقرائن ويقضي ويأمر بالحبس والتغريم، وهذه صنعة تحتاج شق نفسي كان يرى أنه لا يقدر عليه أبو حنيفة.
وأضاف "الأزهري"، خلال تقديمه برنامج برنامج "الحق المبين" مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع عبر فضائية "دي إم سي"، وينقلها تحيا مصر، أن الإمام أبو حنيفة كان يؤكد للوالي أنه لا يريد إجباره على أن يكون قاضيا لأنه ليس مؤهل لأن يكون قاضي وأن موهبته في الفقه واستخراج المسائل، ولكن الوالي كان يرى أنه أفضل شخص يصلح للقضاء، فرد عليه أبو حنيفة قال له لا أصبح، متابعا: "الوالي قاله انت كذاب، فرد عليه أبو حنيفة قالوا ازاي تولي قاضي كذابا".
وتابع أسامة الأزهري، أن بعض التيارات تحاول تغيير صورة الإمام أبو حنيفة في رواياتهم، حيث إن أبو حنيفة لم يأت بينه خلاف هو والحاكم على خلفية أن أبو حنيفة يريد انتزاع السلطة من الحاكم، وهذا ما تصوره بعض التيارات والتي تحاول أن تصور أن الإمامة من أصول الدين وليس من فروعه، وتحاول تجنيد الفهم الديني في انتزاع السلطة، ويحاولون تصديق هذا الأمر من خلال روي روايات مغلوطة.
أسامة الأزهري: الإمام أبو حنيفة كان حريصا على إخراج جاره “السكران” من السجن
وأوضح أسامة الأزهري، أنه استخرج الكتب التي تم كتابتها في حياة الإمام أبو حنيفة وتم رصد كل صور التقاطع بين أبو حنيفة وحكام زمانه، وعلاقة أبو حنيفة بالقضاء، وعلاقة أبو حنيفة بسلطات زمنه، موضحا أن أبو حنيفة حينما سُجن جاره الذي كان يسكر ويشرب الخمر، ركب أبو حنيفة وانتقل إلى صاحب الشرطة أو "وزير الداخلية" في عصرنا الحالي ليقنعه بإخراج جاره السكران.
ولفت أسامة الأزهري، إلى أن صاحب الشرطة فزع لما علم أن أبو حنيفة على باب بيته، وأمر بإخراج كل من قُبض عليهم في هذا اليوم إكراما للإمام أبو حنيفة النعمان، "هي دي صورة أبو حنيفة النعمان عند حكام زمانه وليس كما يصور بعض التيارات السلفية".