عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فيديو وصور

المقرر المساعد للجنة المحليات بالحوار الوطنى علاء عصام لـ تحيا مصر«نستهدف قانون متوازن للإدارة المحلية .. والمُعارضة بالجمهورية الجديدة أصبحت مختلفة..وهناك دول غاضبة بشدة من الحوار»

حوار النائب علاء
حوار النائب علاء عصام بموقع تحيا مصر

النائب علاء عصام 

الحوار الوطنى هو بوابة حقيقية  للجمهورية الجديدة التنويرية

الجمهورية الجديدة تُبنى بتوافق مع كل القوى الوطنية والفاعلة بالمجتمع

تنوع الحوار الوطنى يُمثل أهمية  كبيرة  بأن تقدمنا وتحقيق أحلامنا بتنوعنا

التنسيقية تعتبر تجربة حوارية سابقة على فكرة الحوار الوطنى 

الحوار الوطنى لم يأتى مُتأخر... ومصر كانت أمام حالة خطيرة جدا من عام 2011

الرئيس السيسى زعيم ثورة 30 يونيو ..واستلم مصر "كُهنة" ومن سبقه كان يدغدغ المشاعر

هناك دول غاضبة من الحوار الوطنى بمصر وتتمنى فشله .. وهذا يمثل تحدى كبير 

المحليات هى العصب الحقيقى للسياسة فى أى دولة من دول العالم..ونستهدف قانون متوازن

 كل النظم السياسية فى العالم مرتبطة بالخصوصية المحلية لكل دولة من دول العالم

نحن جاهزن بأن يكون لنا نظام انتخابى وسياسى خاص بنا فى المحليات بعد المناقشات

أوضاع الأحزاب بحاجة للمراجعة ..ورأينا فترات أحزاب شركات ورجال أعمال

حزب التجمع مدرسة سياسية قديمة وعظيمة وتشرفت بأنى تربيت فكريا وسياسيا

المعارضة الراقية التى تقدم سياسة بمفهوم جديد.. وأعضائها هدفهم الوطن 

للآسف شاهدنا من يتحدث باسم المعارضة من أجل الشو..والمصالح الشخصية 

يُصدر البعص أنهم فقط هم المعارضة .. ومنهم من يقول أنا و2معايا إحنا المعارضة بس 

السياسة لا يوجد صداقة دائمة أو عداوة دائمة وعودة علاقات مصر بقطر هزيمة للإخوان

الأداء الرقابى والتشريعى للتنسيقية خلال الفترة الماضة كان مميز للغاية

التنسيقية صاحبة الاستجواب الوحيد بالبرلمان حتى الآن 

الدكتور رفعت السعيد،  هو الشخصية التى تمثل لى القدوة السياسية

رفعت السعيد كان رجلا مناضلا حقيقيا وتم حبسه بسبب مقاومة الاستعمار

السعيد خرج من السجن عام 64  بعدما أتقن الإنجليزية 

 رغم تعرضه للتعذيب فى السجن إلا أنه كان يقرأ بالـ 12 والـ 15 ساعة 

كان يقبل الاختلاف وذكى ومؤرخ وباحث كان يصنع التاريخ ويكتبه فى ذات الوقت 

أتمنى أن أكون مثل السعيد فى القراءة بعمق  ودائما كان يقولى لى  عدم تصديق شيئ إلا بنقده 

 

النائب علاء عصام فى حوار لـ تحيا مصر 

 

حل النائب علاء عصام،عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين،المقرر المساعد للجنة المحليات بالحوار الوطنى، ضيفًا على موقع تحيا مصر برئاسة تحرير الكاتب الصحفى عمرو الديب، وذلك فى ضوء اللقاءات المتواصلة مع  أطراف الحوار الوطنى خلال الفترة الأخيرة والحالة الحوارية التى يشهدها الشارع المصرى منذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

وأكد النائب علاء عصام فى اللقاء الذى أداره الزميل محمود فايد،مدير تحرير موقع تحيا مصر، أن التوافق على قانون للإدارة المحلية يحتاج لتوازن بين جميع الأطراف بما يقره الدستور وتمثيل الفئات التى نص عليها، وهذه مسئولية تحتاج من جميع المشاركين فى الحوار الوطنى تقديرها بصورة مختلفة حرصا على المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أن النظام الانتخابى يحتاج دائما للنقاش بما يتوافق مع ظروف كل دولة من دول العالم، مؤكدا على أن التنوع الظاهر فى الحوار الوطن يمثل أهمية  كبيرة فى أن الوطن يقبل بالتنوع وأننا سنحقق فيه أحلامنا وتقدمنا بتنوعنا.

 

وتحدث أيضا بشأن المعارضة فى ضوء الجمهورية الجديدة، مؤكدا على أن الواقع إختلف ومنطق الصوت العالى لم يعد موجودًا، كما فكرة حصر المعارضة  على بعض الأشخاص دون غيرهم أمر غير سليم كما فعل بعض النواب، وتحدث أحدهم بأنه هو من يمثل المعارضة ومعه اثنان من زملاءه، مشيرا إلى أن المعارضة ى كل من ليست فى السلطة،  والمعارضة أيضا  هو السعى نحو تقديم البدائل وليس الصوت العالى فقط كما يفعل البعض ممن يطلقوا على أنفسهم معارضين.

 

ولفت أيضا إلى أن عودة العلاقات المصرية القطرية خير دليل ردع للجماعة الإرهابية وقوى الشر التى كانت  ولا تزال تريد النيل من الدولة المصرية، مشيرا إلى أن تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حتى الآن فى البرلمان  ممتازة وتعد نموذج للسياسة بمفهوم جديد بحق، وأيضا تجربة حزب التجمع تواصل أدائها المتميز، من أجل تحقيق العدال الإجتماعية  مؤكدا أيضا بأن الدكتور رفعت السعيد،  هو الشخصية التى تمثل له القدوة السياسية، وهو كان رجلا مناضلا حقيقيا ...وإلى نص الحوار ..

 

النائب علاء عصام بحوار موقع تحيا مصر 

خلينى أبدأ مع حضرتك.. من الحالة الحوارية التى يشهدها الشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة فى ضوء الحوار الوطنى.. وأتوقف عند أخر خطوة من خطوات مجلس الأمناء باختيار المقررين والمقررين المساعدين ووجودك كمقرر مساعد للجنة المحليات بالمحور السياسى.. كيف ترى هذه الأجواء كقيادة سياسية بحزب التجمع وممثلا لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين؟

 

  • كل الشكر لحضراتكم مبدئيًا على الاستضافة بموقع تحيا مصر ...وخلينى أقول لحضرتك أن الحوار الوطنى بلا شك هو بوابة حقيقية  للجمهورية الجديدة، وهى الجمهورية التنويرية القائمة على إحترام الرأى والرأى الأخر، وإحترام المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة على كافة المستويات، وتقدم الشباب للعمل العام وفى كل المواقع، وتعلى من لواء المواطنة وحقوق الإنسان.

 

  • وفى ظنى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما أراد أن يبنى الجمهورية الجديدة مع أبناءه من الشعب المصرى، أراد أن يبنى هذه الجمهورية بتوافق مع كل القوى الوطنية والفاعلة بالمجتمع، وأيضا كافة فئات المجتمع  ونحن فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تم اختيار 5 عناصر من التنسيقية فى اللجان المختلفة، بجانب وجود النائبة أميره صابر كأحد أعضاء مجلس الأمناء، بجانب أيضا وجود مختلف التوجهات والأفكار من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ممثلين داخل الحوار، وأيضا الأحزاب .. وهذا التنوع الظاهر فى هذا الحوار ، والرؤى المختلفة والمتعددة دون الإختلاف على الوطن...تمثل أهمية  كبيرة فى أن الوطن يقبل بالتنوع ونحقق فيه أحلامنا وتقدمنا بتنوعنا.

 

  • أيضا نحن فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين نعتبر تجربة حوارية سابقة على فكرة الحوار الوطنى .. ولكن ليس بنفس القوة أو الشمول الخاص بالحوار الوطنى .. ونحن كمنصة هى فى الأساس قائمة على الحوار.. وعندما تم الإعلان من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن دعوة الحوار الوطنى استقبلنا هذه الدعوة بترحاب شديد ورأينا أنه مشروعنا كشباب.. وتوقفت بالمناسبة أيضا  بترحاب كافة الأحزاب بشأن اختيار المقررين والمقررين المساعدين وخاصة من أطراف المعارضة... وبالتالى هذه الحالة الحوارية والتوافقية تدفعنا إلى مزيد من العمل والتركيز على القضايا الهامة خاصة  أن الهدف الأسمى من الحوار هى مصلحة الوطن والمواطن.
النائب علاء عصام مع الزميل محمود فايد 

فى ضوء هذا التوافق والترحاب الواسع .. تتحدث أصوات عن توقيت الحوار بأنه جاء متأخرًا..وأن السياسة دائما ما تكون لها الأولوية..وهذا أمام رأى أخر تحدث عن أن التحديات الماضية كانت تستلزم ما قامت به  القيادة السياسية من وضع أولويات خاصة بمواجهة الإرهاب وتفعيل الجانب التنموى؟

 

  • أنا فى رأى..لم نأتى مُتأخرين.. ومصر كانت أمام حالة خطيرة جدا من عام 2011من الإنقسامات ومن خطر حقيقى يهدد الدولة المصرية وخاصة على مستوى وجود دول تستخدم الجماعات الإرهابية للنيل من الدولة المصرية، لتحقيق أغراض غير نبيلة تؤثر بالسلب على المنطقة العربية، من أجل أن تظل الدول العربية على وضعها بشكل سلبى، ودون تقدم وعلى رأسها مصر بأن تظل ضعيفة وغير منتجة.
  • بالتالى استطاعت الجماعة الإرهابية الوصول للحكم، وعندما تأكد المواطن المصرى أن الجماعة الإرهابية لا تريد الخير لمصر، وتريد أن تُضعف مصر،وبالتالى  أسقطوهم فى ثورة 30 يونيو، وزعيم هذه الثورة  هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأيضا حركة تمرد هى التى كانت مع شباب جبهة الإنقاذ، وأيضا جبهة الإنقاذ فى مواجهة هذه الجماعة الإرهابية.

 

  • فى ضوء كل هذه الجهود الشعب المصرى مؤمن بدور القوات المسلحة فى حماية المصريين من الجماعة الإرهابية، ومؤمن أيضا بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبالتالى حصل على أغلبية كبيرة  فى الانتخابات الرئاسية 2014، وهو فوز مستحق، وعندما جاء  الرئيس فى سدة الحكم كان يدرك كل تحديات الدولة المصرية، وعبر عنها فى أكثر من لقاء، وهو بالمناسبة أكثر رئيس جمهورية تحدث بشكل مباشر مع المواطن، لأنه يشعر بالمواطن فى الأساس، وكما هو معلوم للجميع مصر كانت بلد "كُهن" خاصة أن الرؤساء السابقين كان أغلبهم يتحدثون من منطلق "دغدغة مشاعر المواطنين"، ويأخذون قرارات متعلقة بأمور سياسية وإقتصادية متعلقة بتهدئة الناس، ولكن لم يكونوا لديهم الجرأة التى تساعدهم على حل المشكلات من جذورها، مثل حل أزمات قطاع النقل  وغيرها من القطاعات الأخرى.

 

  • بجانب كل ذلك خطر الإرهاب الذى كان قائما ونجحت القوات المسلحة وأجهزة الدولة المختلفة  فى الردع لكل هؤلاء العناصر والوضع الآن واضح للجميع، وتحول مصر لمقصد سياحى آمن وهو ما يترجم الجهود التى تمت على مدار الفترة الماضية.. وأيضا جهود مواجه البطالة من خلال المشروعات القومية وتحقيق فرص عمل..ومع كل هذه التحديات كان الصراع والتناحر قائم فى وجود بعض المغرضين ... حتى وصلنا اليوم للحوار الوطنى الذى استعاد تحالف 30 يونيو،  وهم الأكثر رغبة فى الحفاظ على الدولة وتقدمها.. وبالتالى لم يأتى الحوار الوطنى متأخرًا، ولكن ما كان قبل الحوار الوطنى هو ما كان يعرقل وصولنا لهذه الحالة الحوارية.

 

  • وأتصور أيضا بأن الحوار الوطنى هو إنعكاس للتنمية الشاملة فى مصر، والتنمية الشاملة تتحقق بالمحاور السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وهذه هى المحاور الأساسية فى الحوار وبداخلها اللجان المختلفة والتى ستنتهى هذه اللجان إلى رؤى متوافق عليها حتى نستطيع من خلالها تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة... وبالتالى لم نأتى مُتأخرين ورغم كل هذه الجهود السياسة كانت حاضرة من خلال مؤسسات الدولة حيث وجود البرلمان بغرفتيه.. وبالتالى المسألة ترتيب أولويات.

 

  • كما أتصور أيضا بأن الحوار الوطنى ليس مشروع محلى بقدر ما هو مشروع إقليمى ودولى أيضا .. وتترقبه كل الدول سواء المساندة أو المُعادية، خاصة أن هناك دولة كثيرة غاضبة من أن مصر تنظم مثل هذا الحوار،  وهناك دول تتمنى بلا شك نجاح هذا الحوار... وهذا أمر يفرض مسئولية أكبر على كل المشاركين فى العملية الحوارية فى ضرورة  النجاح، وإذا لا قدر الله حصل أى فشل لن يرحم التاريخ أحد، ولن ترحمهم الأجيال القادمة أيضا.. وبالتالى المسئولية هنا أصبحت مسئولية وطنية على الجميع.
النائب علاء عصام 

دعنى أنتقل للتفاصيل ..والاختيار الخاص بحضرتك بشأن لجنة المحليات فى المحور السياسى بالحوار الوطنى.. مصر بلا محليات منذ 2010 وبالتالى تأتى أهمية وخصوصية هذه اللجنة بالحوار الوطنى؟

 

لا شك بأن المحليات هى العصب الحقيقى للسياسة فى أى دولة من دول العالم، ولها أدوار كثيرة منها السياسى الذى يؤهل  الشباب واختبار قدراتهم على تحمل المسئولية السياسية، وبالتالى هى مدرسة سياسية لا مثيل لها، ودائما النواب المؤثرين من مدرسة المحليات ليس فى مصر ولكن فى مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية...وأيضا المحليات لها دور كبير جدا فى الرقابة على الأجهزة الحكومية بالمستويات المختلفة، وهو ما يكون لها دور فى مواجهة الفساد خاصة أنه أمر صعب للغاية فى هذه المنظومة، وأيضا لها دور كبير فى وضع رؤى وتصورات للأجهزة التنفيذية من أجل حل المشكلات والنهوض بالمراكز والقرى بالمحافظات وهذه سياقات ستكون الإطار الحاكم للنقاش بالحوار الوطنى بجانب الجزء المتعلق بالعملية الانتخابية للمجالس المحلية.. وأتصور بأن السؤال الأهم فى هذه الجزئية هو خروج قانون يوازن بين الدستور وصحيح القانون، خاصة أنه لأول تذكر المحليات فى الدستور متضمن صلاحيات أكبر للمجالس المحلية ومن ثم سنكون أمام مسئولية أكبر، وبالتالى الموازنة بين كل الأطراف المعنية فى تمثيل القانون ستكون مهمة شاقة وستحتاج إلى خبراء، وأنى فى ظنى ستصل هذه المناقشات إلى تصور متوازن ومعقول ويساهم فى إجراء العملية الانتخابية  للمحليات.

وبخصوص النظام الانتخابى حابب أشير إلى أنه فى علم السياسية يوجد شيئ يطلق عليه(الخصوصية السياسية)فى شكل نظام الحكم أو النظام الانتخابى وكل دولة تختلف عن الأخرى، وبالتالى كل النظم السياسية فى العالم مرتبطة بالخصوصية المحلية لكل دولة من دول العالم، ونحن فى مصر نأخذ ما يناسبنا خاصة أن مصر بها برلمان من أقدم برلمانات العالم، وشهدت أيضا أكثر انتخابات بالمنطقة العربية والإفريقية ..وبالتالى نحن جاهزن بأن يكون لنا نظام انتخابى وسياسى خاص بنا .. ونحن فى الحوار الوطنى سنناقش على كيفية تحقيق التوازن بين الدستور وصحيح القانون، وتحقيق النسب المنصوص عليها ومن خلال هذا التوازن سنخلق النظام الانتخابى الأمثل ما بين فردى وقائمة ومختلط .. ولا نريد أن نصادر على الحوار الوطنى وننتظر الآراء المختلفة وأنا أثق أن أعضاء هذا الحوار سيكونوا لديهم العزم والهمة للوصول لقانون متوازن.

النائب علاء عصام 

إشكاليات الحياة السياسية فى مصر على رأسها الوعى بدورها المحورى..كيف نستطيع من خلال الحوار الوطنى خلق حالة من الوعى  السياسى؟

 

أتصور بأن الحوار الوطنى فى حد ذاته هو جزء من حالة الوعى السياسى لدى المواطن، وتنمية الوعى السياسي لدى المواطن والمشاركة السياسية متعلق بمنظومة شاملة لا تأتى بين يوم وليلة  وتحتاج لكثير من الوقت.. وتوجد دول عريقة فى الديمقراطية لا يزال لم يشارك مواطنيها فى الانتخابات، وكنت من المشاركين فى الإشراف على الانتخابات الأمريكية من خلال برنامج الزائر الدولى ...ونسبة المشاركة من المواطنين لا تتجاوز 15% ويوم ما تزيد تصل إلى 25% ومصر بها هذه النسبة أيضا .. وبالتالى لسنا متراجعين ..وأيضا مختلف الدول الأوربية التى قمت بزيارتها  يحكمها هذا السياق ..وأيضا عدد الأعضاء فى الأحزاب ليس كثيرًا كما هو متخيل بالنسبة لعدد السكان ..والهدف ليس أن يكون الجميع أعضاء فى الأحزاب.. ولكن الهدف هو أن نكون أمام حزب يعبر عن تيار ولديه برنامج قد يكون مواطن ما مؤيد له وليس عضوا بالحزب.

بمناسبة البرامج..كيف يمكن أن نخلق وعى مختلف فى مصر بأن يذهب المواطن لصندوق الانتخابات من أجل اختيار برنامج وليس شخص؟

 

بكل تأكيد  هذا أمر له إرث تاريخى  كبير ..وتطرقت لهذا الأمر فى كتابى ثقوب فى جدار الأحزاب المصرية، والحقيقة ثقافة الديمقراطية والحياة الحزبية، تتعرض لأزمة كبيرة ... وهنا أشير إلى التجربة السياسية فى أوروبا عندما كانت تعيش فى ظل نظام ارستقراطى وكان فيه فئة النبلاء متحالفين مع الكنيسة فى هذا الوقت، كان هناك تضييق على الحريات والنظام الخاص بالاستيراد دون التصدير .. وعندما بدأت تظهر الثورة الصناعية الأولى وتواجدت الآلة البخارية .. ومن ثم بدأ البورجوازيين فى الرغبة للتصدير إلى مختلف دول العالم بعد زيادة منتجاتهم .. وعندما جاء الحديث من جانب الفلاسفة فى أوروبا عن الديمقراطية وعن الحياة السياسية .. والبرجوازيين الأقوياء تحالفوا مع الفلاسفه .. وتم نسف الطبقة القديمة وتم أنشاء أحزاب وتيارات سياسية ..وشعوبنا العربية لم تمر بهذه الأحداث ولكن تم المرور بحياة سياسية عميقة جدا ما قبل ثورة يوليو وما بعد ثورة يوليو .. ولكن للأسف مع عدم وصولنا لمجتمع الحداثة  بأن الفرد به حرية كاملة وأيضا المجتمع الذى لا يوجد فيه سيطرة العائلات والقبلية وأيضا لا يوجد به سيطرة الدين على السياسة ... وهذا نهجم تم تجاوزه فى أوروبا .. وبالتالى المواطن هناك يختار برنامج وليس شخص ...ونحن هنا لا يزال المواطن ينتخب أقاربه ..ومازالت العائلات هى ما تسيطر على الانتخابات وغيرها من المشاهد  ..مع تراجع الثقافة الحزبية .. بسبب الدولة فى بعض الأوقات وبسبب الأحزاب فى أوقات أخرى حيث بعضها كان لرجال الأعمال وأيضا أحزاب شركات وغيرها من المشاهد التى تبدو فى الانتهاء خلال الفترة الأخيرة من أجل أن نكون أمام أحزاب حقيقية وبشكل مؤسسى ..وأنا أدعوا لجنة شئون الأحزاب لاتخاذ موقف واضح من الأحزاب الغير فاعلة ...وبالتالى الثقافة السياسية تحتاج إلى دور الإعلام ودور الوزارات المعنية والمدارس والجامعات من منطلق رؤية شاملة لخلق هذه الحالة.

إنطلاقا من عنوان كتاب حضرتك ..ثقوب فى جدار الأحزاب المصرية ...برأيك كيف يمكن أن نعالج هذه الثقوب من خلال الحوار الوطنى؟

الحوار الوطنى بلا شك سيكون بوابة لحل كل الإشكاليات وخاصة السياسية..وأنا فى كتابى تحدثت عن أهمية أن يتحرك السياسى من أجل تقديم طرح تقدمى تنويرى وليس رجعى ... الأفكار التقدمية  المنتظر طرحها بالحوار الوطنى والرافضة للدولة الدينية والرافضه للفكر الرجعى والمؤيدة لحقوق الشباب ولحقوق المرأة ولحقوق المواطنة هى بداية لحياة سياسية حزبية سليمة تساهم فى تقدم مصر والوصول إلى مجتمع الحداثة ..وأيضا الحوار الوطنى سيضع رؤية إصلاحية لقانون الأحزاب المصرية، ونحتاج أيضا لدور مختلف للجنة شئون الأحزاب، وهو أمر بالتبعية يؤثر على طريقة عمل الأحزاب ومشاركتهم فى العملية الانتخابية ..وبالتالى الحوار الوطنى ..طريق فعال للنهوض بالحياة السياسية والحزبية فى مصر..أن أعتقد أن هذا ما كتبته ..ويتحقق الآن بإرادة الدولة المصرية.

إرتباطا بواقع الأحزاب المصرية ..دائما ما تكون الإشكاليات خاصة بعدم التمكين الفعال للشباب ..ولولا وجود تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خلال الفترة الأخيرة ..كان الوضع سيكون ليس الأفضل..ماذا عن واقع الشباب بحزب التجمع وتمكينهم على أرض الواقع؟

حزب التجمع مدرسة سياسية قديمة، وعظيمة وتشرفت بأنى تربيت فكريا وسياسيا بحزب التجمع، وحزب التجمع ليس بحسب برنامج سياسى توافقى وغير مؤدلج..هو برنامج يحقق العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية والنهضو بالدولة المصرية ..وأيضا حزب التجمع له تقاليد  .. وعند الالتحاق بتنسيقية شباب الأحزاب تم التأكيد على تقاليد حزب التجمع ومنها عدم وجود أى مشروطية سياسية ونحن نجلس مع الزملاء من أجل التوافق على لائحة ورؤية سياسية وطريقة التوافق وبحث الملفات بعمق ودراسة دون أى مشروطية سياسية ..ومن ضمن التقاليد أيضا أن نحترم كل الآراء دون مصادرة أو مزايده...وبالتالى ومن هذا المنطق دخلنا التنسيقية وأيضا دخلنا الحوار الوطنى....وبالتالى التقاليد تحكم  النجاح أكثر من كون الأمر برنامج فى حزب التجمع وبالتالى نرى به الفرص للشباب.

 

هنا أتوقف أيضا عند تنسيقية شباب الأحزاب .. وهى بلا شك لها دور كبير فى ترشيد وتهذيب سلوك وأفكار الشباب .. حيث الشاب فى أى حزب يتواجد دون أى حوار مع الآخرين فيكون أكثر عصبية لفكره ورافضا للرأى الأخر ..وبوجود التنسيقية الوضع إختلف .. أصبحنا أمام حوار وتوافق وصحيح البداية كانت صعبة ولكن مع مرور الوقت ... الوضع إختلف وحالة التوافق أصبحت ثمة السياق العام للعمل، فى ضوء أن هدفنا واحد وحتى تعاملنا  مع الحكومة أصبح بمفهوم جديد وليس معارضة من أجل المعارضة واستطعنا العمل على بناء علاقات طيبة مع مختلف  الجهات الأخرى كسفراء الدول وأيضا السفر لمختلف دول العالم وبالتالى الاطلاع على تجارب دول أخرى ونستطيع أن نقوم بدورها فى كشف الحقائق فى ضوء استهداف الإخوان .. وبالتالى  أصبحت التنسيقية كيان منظم قادر بشبابه مستنير يُحقق نهضة كبيرة للحياة السياسية .

بمناسبة المعارضة ..حابب أتوقف  أمام المعارضة المصرية فى ضوء الجمهورية الجديدة..كيف تراى واقع المعارضة من منطلق كونك برلمانى عن حزب معارض فى الأساس ويمثل الرأى الأخر؟

 الحزب عندما لا يكون فى السلطة فهو حزب معارض فى الأساس..خاصة أن الحزب الذى يشكل الأغلبية لا يجوز أن يكون حزب معارض...حيث أنه هو من جاء بالحكومة وبالتالى يعبر عن سياسات هذه الحكومة..وعندما أكون خارج الأغلبية أكون ممثل لحزب معارض..والمعارضة الراقية التى تقدم سياسة بمفهوم جديد.. وأعضائها هدفهم الوطن وليس مصالحهم الشخصية ..يكون إعتراضها على أى قرار سياسى بأدب شديد وإحترام لأن من إتخذ هذا القرار الذى يتم معارضته بذل جهد كبير  فى أن يأخذ هذا القرار ودرس وأهتم .. وبالتالى عليا أنا كمعارض أن أهتم وأقدم بديل موثق بالمعلومات وبالأرقام وأيضا برؤية مختلفة وليس حل وينتهى الأمر .. والأمر الثانى هو أن المعارض الحقيقى هو الذى يضع مصالح دولته فوق كل شيئ ..وللآسف  شاهدنا خلال السنوات الأخيرة من يتحدثون باسم المعارضة من يعملون من أجل الشو..ومصالح الشخصية ..وأحيانا كُنا  نرى بعض النواب حال رفض الوزير له طلب يخرج منهم من يطالب بإقالة الحكومة وهو أمر غريب.

أيضا يوجد بعض النواب يُصدرون للرأى العام بأنهم فقط هم المعارضة .. ومنهم من يقول أنى أنا و2معايا إحنا المعارضة فقط ..وهذا  أمر غير صحيح ..والمعارض لا يقول على نفسه أنه معارض...والمواطن هو من يستطيع أن يحدد ..وهنا لا بد أن أشير إلى أن كثير من المعارضين لا يريدون أبدا الانضمام للأحزاب لأنه يريدون أنفسهم فقط وليس العمل الجماعى المحكوم بإطار منظم كما يحدث فى الأحزاب.

خلينى أذهب لتطورات الأوضاع السياسية الحالية  ولكن من منطلق الخارجى ...وهى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة قطر خلال الساعات الماضية ..وكيف تنظر لها كعضو بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب؟

أنا سعيد جدا بالسياسة الخارجية المصرية ..لأنها حققت مصالح كثيرة للدولة المصرية ..ومنذ اليوم الأول لوجود فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ونحن نشهد عودة قوية على المستوى الدولى والإقليمى  حيث وضع خطوط حمراء لكل الدول المعادية والقدرة مصر على حل المشكلات والقلاقل  بمختلف الدول العربية والإفريقية .. مع الموقف المشرف فى قضية مياه النيل ..والتوازن المصرى فى كل العلاقات بدول العالم وخاصة ما حدث فى الأزمة الروسية الأوكرانية  حيث أن القيادة السياسة تضرب مثال بالتوازن والحكمة الخارجية.

أمام بالنسبة لزيارة قطر فلابد أن نشير إلى  أنه فى السياسة لا يوجد صداقة دائمة أو عداوة دائمة ...والسياسية هى فن الممكن ..وهدفها الأساسى هى تحقيق مصالح شعبك ويتم العمل على ذلك محليا ودوليا ...ومصر عندما كانت تتعرض لانتقادات وهجوم من أحد وسائل الإعلام بأحد الدول العربية لم تنجرف للخطأ فى أى من قياداتها ولم يتم الإنجرار لأى تجاوز ... وبات لدينا قناعه بأن الدولة المصرية عندما تقبل إعتذار الدول  الأخرى عن ما فعلته بحق مصر ...فنكون متأكيدن بأن مصر سلكت الطريق الصحيح وتحقق مصالح الشعب...وعودة العلاقات  المصرية والقطرية أكبر هزيمة لجماعة الإخوان الإرهابية وأيضا لقوى الشر التى تحالفت ضد مصر ..وننتظر مزيد من التعاون الإقتصادى ومصر بحاجة إلى ترتيب دائم لعلاقاته مع أشقائها وجيرانها ونحن نحقق مصلحة مصر لا ننشغل بالرأى الهدام.

يترقب الشارع البرلمانى انطلاق  أعمال دور الانعقاد الثالث مع إكتوبر المقبل ..وتابعنا مؤخرا المعسكر التدريبى لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى إحدى المحافظات ..ماذا حدث هناك؟

لاشك بأن التدريب والتأهيل خطوة وهامة ...والمعسكر مهم جدا للتعايش بين النواب وبعضهم البعض خاصة أن أعضاء التنسيقية من فصائل سياسية مختلفة وفكرية أيضا ومن خلال هذا التعايش تم التوافق على رؤية رقابية خلال الفترة المقبلة وأيضا الأجندة التشريعية وسيتم الإعلان عنها قريبا بجانب التطرق لواقع الدور الخدمى  فى محافظات الجمهورية وتفعيل هذا الدور بصورة مختلفة .

 

فى ضوء هذا الاستعداد..إلى أى مدى مُطمئن للأداء البرلمانى  لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين طوال دور الانعقاد الأول والثانى بالفصل التشريعى الثانى لمجلس النواب، والفصل التشريعى الأول لمجلس الشيوخ وأيضا حزب التجمع؟

الأداء الرقابى والتشريعى للتنسيقية خلال الفترة الماضة كان مميز للغاية، والتنسيقية صاحبة الاستجواب الوحيد بالبرلمان حتى الآن، وهو ما يؤكد على دورها الرقابى الفعال بجابن المداخلات التشريعية ومشروعات القوانين التى تم تقديمها والتوافق عليها  وهذا جهد كبير لن نتوقف عنده ولدينا طموح بتحقيق أضعافه كثيرا حرصا على مصلحة الوطن والمواطن .

تجربة حزب التجمع هى تجربة قديمة وأنا حديث العهد عليها .. وضمت نواب  كثيرون يشهد لهم النجاح  ومنهم البدرى فرغلى وخالد محى الدين ورفعت السعيد وغيرهم ... والآن لدينا نماذج ناجحة جدا فى التوقيت الحالى أحمد بلال وعاطف مغاورى  وغيرهم  الكثير والكثير ..والجميع يستهدف تحقيق العدالة الإجتماعية وأمن وسلام الدولة ولا شك فى أن مصلحة مصر مقدمة على مصلحة حزب التجمع ومن ثم الأولويات فى أن نكون أمام رؤية سياسية موضوعية بها قدر من الإحترام وعدم المتاجرة بالأحلام  وأن يتم حل مشكلات المواطنين دون المتاجرة بها.

أخيرًا..حابب أتوقف أمام  الشخصية السياسية المتأثر بها علاء عصام  وأيضا كاتب المقال المهموم به أيضا  والشروع مؤخرا فى دراسة القانون الدولى ؟

 

  • الدكتور رفعت السعيد،  هو الشخصية التى تمثل لى القدوة السياسية، وهو كان رجلا مناضلا حقيقيا وتم حبسه وهو فى سن الـ 14 عاما بسبب مقاومة الاستعمار قبل ثورة يوليو  وكان لديه إيمان بالعدالة الإجتماعية ..و حتى خرج من السجن عام 64  أتقن اللغة الإنجليزية  ورغم تعرضه للتعذيب إلا أنه كان يقرأ بالـ 12 والـ 15 ساعة ..و يقبل الاختلاف وذكى ومؤرخ وباحث كان يصنع التاريخ ويكتبه فى ذات الوقت، وأتمنى أن أكون مثله فى القراءة بعمق وبشكل نقدى حيث أنه كان دائما الحديث معى بشأن عدم تصديق أى شيئ يتم قراءته إلا بنقده .
" src="">
  • واقع  المقالات وكتابها الآن ليس كما كان فى الماضى ولكنى مهموم بالإطلاع على كبار الكتاب بمختلف الصحف وخاصة شباب التنسيقية وأيضا الكاتبة فريدة النقاش وفى الماضى كنت حريص على الاطلاع على المقالات بالصحف للدكتور رفعت السعيد وصلاح عيسى  ونبيل زكى وغيرهم الكثير، ومؤخرا أدرس القانون الدولى  لثقل ذاتى فى ضوء عضويتى بالبرلمان وعضوية لجنة العلاقات الخارجية وبالتالى الدراسة هامة فى هذا السياق كما أحن أحببت وعملت فى المحاماه لفترة كما عملت ولا زلت أتواجد بالصحافة ..وبمناسبة الصحافة  كانت بوابة الدخول إليها من السياسة وليس العكس وحريض على الاستمرار بها من منطلق أنها رسالة وليست مهنة.
تابع موقع تحيا مصر علي